امتدت حدود القرصنة الإيرانية مسافات أبعد من تسليح الأذرع وتسليطها للتخريب وإشاعة الفوضى في هذا البلد أو ذاك، ولم تقف عند حدود زعزعة الاستقرار في بعض البلدان، بل تعدت ذلك إلى حد نهب ثروات الآخرين، وهو ما كشف عنه مستشار الرئيس الصومالي الشيخ علي وجيز لـ«الوطن»، مشددا على أن إيران تسرق الثروات السمكية والحيوانات البحرية بمختلف أنواعها، مؤكدا أن تقريرا رسميا قدمته الهيئة العالمية للأغذية الدولية قدر أن 40 % من سمك التونة في العالم يأتي من المياه الصومالية.

دعم

طالب وجيز بتأمين الدعم للقوات البحرية الصومالية، مؤكدا على أن الأمر مطلب ضروري، خاصة مع كون الصومال بلد غني بالثروات السمكية، والخيرات البحرية، موضحا أن غياب القوات البحرية أو الحرس الصومالي يسمح للآخرين بالتجرؤ على دخول المياه الإقليمية الصومالية ونهب خيرات هذا البلد الطبيعية، بشكل لا تجيزه القوانين الدولية عن طريق السرقة والنهب، وباستخدام أدوات متطورة ومحرمة، وهو ما تمارسه إيران.

طهران والنهب

لفت وجيز إلى أن الحكومة الصومالية قبضت قبل شهر على مركبة إيرانية في البحر الأحمر من قبل ولاية بونت لاند، وأكد أن هذا الأمر يحدث بشكل شهري، وأن ثمة معتدين آخرين على تلك الخيرات، لكن إيران تعد أكثر من تجرأ على ثروات الصومال، وتعد الأكثر نهبا لها، وهي تبقى غير معنية بأي سلوك شرعي، وقال «نعول على تقوية دول حوض البحر الأحمر لحماية شطآنه، عبر إنشاء قوات بحرية مشتركة لحماية خيرات الدول المطلة عليه، ومن حق هذه الدول المحافظة على ثرواتها، والاستفادة منها بالتعاون والاتفاق، وليس من خلال النهب والسرقة المحرمة قانونياً».

ريادة السعودية

بين وجيز أن العلاقات الصومالية السعودية ستبقى قوية، مؤكدا على الثقل الذي تتمتع به المملكة في المنطقة، مشيدا بتأثيرها وريادتها الإسلامية والعربية، وقال «الثقل الذي تشكله السعودية على مختلف المستويات، وقوة الاستقرار فيها يجعلانها الأقل تأثرا بالعواصف السياسية التي تمر أحيانا في المنطقة، سواء أكانت في الخليج أو المنطقة العربية ككل، ونحن في الصومال نحرص على علاقتنا المتينة معها، حتى لو حدثت بعض الاختلافات في وجهات النظر في بعض المسائل الفرعية، فإن ذلك لا يؤثر على متانة العلاقة بين البلدين».

وأضاف «تعاملت السعودية مع قضايا المنطقة بكثير من الحكمة، وهنا نتذكر كيف تم إنهاء الخلاف الخليجي في اجتماع نيوم شمال المملكة، وكيف التأم البيت الخليجي من جديد بقيادة وريادة السعودية التي تعد الراعية في المنطقة».

وتابع «أثناء الخلاف الخليجي كانت العلاقات الصومالية والسعودية مستمرة، والسعودية بنظرتها البعيدة لم تتعامل مع الآخرين على أساس التصنيفات، وهذا معي وذاك مع طرف آخر هي على خلاف معه، وعلى هذا الأساس نفهم لماذا لم توقف المملكة مساعداتها السخية والأخوية للصومال حتى خلال الخلاف الخليجي، ونذكر أنها قدمت أثناء الخلاف ما يفوق 100 مليون دولار في أهم قطاعين في قطاعات الدولة الصومالية، وهما القطاع العسكري والقطاع المالي جبرا للميزانية السنوية للدولة الصومالية، وهذا الموقف الأخوي لن تنساه الصومال مهما كانت الظروف».

وبين أن مواقف الحكومة الصومالية تجاه السعودية إيجابية دائما في كل المواقف التي تتخذها السعودية لأنها مواقف عادلة، والمملكة باعتبارها ذات ثقل كبير في المنطقة تستهدفها جهات خارجية وتقدم ضدها تفسيرات خاطئة، وكلما علمت الحكومة الصومالية أن السعودية تُستهدف في موقف ما كانت تقف معها».

3025 طول السواحل الصومالية وهي الأطول في إفريقيا

200 ميل بحري داخل المحيط الهندي امتداد المياه الإقليمية الصومالية

40 % من أسماك التونة تأتي من الشواطئ الصومالية

40 % من إجمالي الدخل القومي في الصومال مصدره الثروة الحيوانية

65 % من إجمالي عوائد الصادرات مصدره الثروة الحيوانية