أضيفت كارثة جديدة إلى سجل الكوارث اليومية في لبنان نتيجة غياب الدولة التام، وعرقلة رئيس الجمهورية، ميشال عون، و«حزب الله» تشكيل الحكومة، حيث أكد انفجار خزان البنزين في مدينة «عكار»، الواقعة شمال لبنان، الفوضى الأمنية التي توقعها وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، مارك بومبيو، عندما تم سؤاله عن السيناريو المرتقب للبلاد منذ 2019، فقال: «إن أسوأ مراحله ستكون الفوضى الأمنية».

عادت المطالبات الشعبية لرحيل رئيس الجمهورية، وهذا ما أكده رئيس حزب «القوات اللبنانية»، سمير جعجع. كما توجه رئيس حزب «الكتائب اللبنانية»، سامي الجميل، للمجتمع الدولي، مطالبا باجتماع طارئ لمجلس الأمن، كي يتخذ قرارات حاسمة لإيقاف ما وصفه بـ«الإبادة الجماعية» بحق الشعب اللبناني، وتحريره من العصابة الحاكمة.

الفوضى الأمنية

بالفعل تم إعلان بدء الفوضى الأمنية في لبنان، كما أكد كل الخبراء العسكريين الذين تواصلت معهم «الوطن» منذ وقوع كارثة «عكار»، وهو ما كان متوقعا مع قرار رفع الدعم، وانقطاع الكهرباء بشكل تام، وشح محطات البنزين، الذي أدى إلى إطلاق النار على اللبنانيين في محطة بنزين، قتل نتيجته أكثر من 28 لبنانيا.

فقد انتشر احتكار البنزين والدواء والأغذية الأساسية، وإخفاؤها في مستودعات سرية من أجل بيعها وفق سعر الدولار في السوق السوداء بأرباح خيالية، وحينما أعلن الجيش اللبناني دهمه محطات البنزين، للتأكد من وجود الوقود، وإعطائه للمواطنين مجانا، واجه كارتيل المحتكرين الغاضبين الذين كانوا قد خزنوا المحروقات بكميات كبيرة في مستودعات تحت الأرض، تكفى لإضاءة كل لبنان.

لماذا يحدث هذا؟

بينما تحدث «بومبيو» عن رغبة إيرانية واضحة في إسقاط لبنان تماما بواسطة ميليشياتها (حزب الله)، لإفراغه من مؤسساته من أجل ضمان خضوعه بشكل كامل لمحورها في سورية والعراق واليمن، كانت البداية بالتلاعب بالعملة الوطنية، والقضاء على المصارف، وقطع الكهرباء، وتدمير البنية التحتية، من مياه وطرق، وصولا إلي الانفلات الأمني، والمواجهات في الشارع بين الناس والقوي الأمنية، لإسقاط المؤسسة العسكرية.

من ناحية أخرى، ظهرت مطالبات كبيرة، حسبما أشار محللون سياسيون، بضرورة دخول الجيش اللبناني على الخط وإدارة الأمور، كما فعل في أزمة المحروقات، لأن ما يحدث هو إبادة جماعية للمجتمع اللبناني.