سعد بن عبد الرحمن البواردي حفظه الله، لم يثنه أنه سليل أمراء الوشم، أن يكون رائدا من رواد الثقافة والشعر في العالم العربي، ونجما ساطعا في الوطن السعودي.

مارس الكتابة والشعر شغفا من بواكير عمره، متنقلا في أجزاء من ربوع الوطن، وكذا الحال في الإقامة والعمل في لبنان ومصر، أصدر عشرات الكتب والدواوين الشعرية/ وكنت محظيا بأن أهداني بعضها بخط الجميل، وشرفت بأن كنت أستمتع بمداخلاته المثرية في ضحوية العلامة حمد الجاسر رحمه الله.

«السلام عليكم» كانت هويته في مجمل ما يكتب وكتب، هذا مدخل للسمو، فإفشاء السلام رمز للمحبة للناس والأرض والإنسان، كما في الحديث (افشوا السلام بينكم فإذا فعلتموه تحاببتم).

كان سعد البواردي له من نسبه نصيب، فهو بارع في التهديف والإصابة في طرق المواضيع التي يعالجها في طروحاته الفكرية نظما ونثرا، بروية ورأي ورؤى مستقيمة وذات قيمة، وقيم ومثل عليا غايتها الإفصاح عن مكامن العوائد والأرباح، وتنجب الخسائر في مسارات ومسارب الثقافة.

كل هذا تجلى في رصانة التعبير عن فكر محب للتطور والارتقاء والتنوير. كان الرجل وما زال مقربا من حمد الجاسر مصاهرة، وتوافقا في منهجية ووطنية التاريخ، محلقا في أرفع العبارات في حب الوطن العربي، ونصرة قضاياه وفلسطين في المقدمة، وكلا الرجلين من قحطان أرومة العرب.

استقبلني في القاهرة منذ بضع سنين وأكرمني بضيافة مبهجة، ليس بالمائدة، ولكن بكم من الكتب والشعر من بنات أفكاره، كان ساكنا في أعلى مبنى في الحي الذي يسكنه في القاهرة، يستمتع بالنظر للبشر السائرين وحكمة الله في تسهيل سبل العيش والكسب. سعد البواردي ساكن في الوطن، متعايش مع كل الناس.

محارب مقاتل ضد المظالم والتوحش في التعامل والمعاملات، ربما أن سعد البواردي قد حمل هموما كثيرة من أجل الوطن والأمة، ولذلك فقد تعب من توالي إيقاف مناشط صحفية، ومنع ووقف تلك المناشط في بدايات العمل الصحفي، ولعل عمل دار النبيل عبد الرحيم الأحمدي صاحب وناشر دار المفردات، بتصوير وإصدار صحيفة الإشعاع التي أصدرها البواردي في المنطقة الشرقية، قد حفظ مجددا ما كان من نشر للبواردي حفظه الله، لوطن حمل الحب والتقدير والتوقير للرجل العملاق سعد البواردي، وحظي ويحظى بتقدير ثلل من قادة الرأي وأساتذة الجامعات، ومن القيادة السياسية لوطننا، حين كرمه الملك العظيم الملك سلمان بن عبد العزيز بوسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى في مهرجان الجنادرية 2014م، تقديرا لنشاطه الأدبي الثقافي على مدى 60 عاما.

لا أعلم إن كان قد كتب أحد من طلاب الدراسات العليا عن سعد البواري وأعماله، فهو مؤهل ومستحق أن تحتفي به الجامعات. من أفضل ما وجدت مما كتب عن أستاذنا البواردي ما سطره محمد القشعمي والدكتور محمد الهدلق والدكتور عبد الله المدني في مقال في صحيفة البيان أكتوبر 2019م.

من شعر سعد البواردي:

أوجعت يا قلبي زمانك بالبكاء المر الطويل

وغدوت تهمي بالدماء وحسبنا منك العويل

وقضيت في سجف الليالي زهرة العمر الجميل

وكأنما نور الحياة أمام وجهك مستحيل

سعد يكتب باليسار ولذا فهو إن شاء الله من أهل اليسار بالغنى والسمت الأصيل.