تحتفل المملكة في الثالث والعشرين من سبتمبر من كل عام بيومها الوطني، وهو مناسبة ‏تاريخية غالية وذكرى وطنية عزيزة على قلوبنا، وعلامة مميزة وفارقة في تاريخ ‏المملكة، رسم ملامحها وسقى نبتتها المؤسس المغفور له بإذن الله الملك ‏عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، الذي وحد هذه البلاد تحت راية «لا إله إلا الله محمد ‏رسول الله»، وأُطلق عليها اسم (المملكة العربية السعودية)، وأقام على ثراها وحدة وطنية ‏أصبحت بفضل الله أكبر وحدة عربية في التاريخ الحديث، بعد أن كانت أقاليم ‏وقبائل تمزقها النزاعات والصراعات في ما بينها.‏‏ وتعبيراً عن الولاء العظيم والفخر بالمكانة الكبيرة لهذا الوطن الغالي، تحرص الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة والقطاع الثالث غير الربحي، ‏بالإضافة لمختلف شرائح الشعب السعودي العظيم على المشاركة في الاحتفال ‏بهذه المناسبة، ليجسدوا حبهم وولاءهم لوطنهم، باذلين جهودا كبيرة من أجل إظهار اليوم ‏الوطني بالشكل الذي يعكس ما وصلت إليه المملكة من تقدم وتطور وازدهار، أسوة بمصاف الدول المتقدمة، بعدما أصبحت اليوم من أكبر عشرين اقتصادا بالعالم، وأكبر وأقوى اقتصاد بالشرق الأوسط، ‏وأكبر مصدر للنفط بالعالم، وأكبر دولة مؤثرة باقتصاد العالم.‏

وكإحدى هذه المؤسسات والجهات، لم تدخر الهيئة العامة للترفيه منذ توليها ‏مهمة الإشراف على هذه المناسبة العظيمة قبل عامين جهدا لإظهارها بشكل ‏استثنائي مميز ومختلف، فبذلت وتبذل عاما تلو الآخر الغالي والنفيس من أجل ‏أن تكون استعداداتها وتجهيزاتها وفعالياتها لهذه المناسبة على قدر أهمية هذا ‏اليوم المجيد. ‏

ويأتي من أبرز استعدادات الهيئة سنويا إطلاقها هوية خاصة لهذه المناسبة ‏من أجل توحيد مظاهر الاحتفاء باليوم الوطني الغالي على قلوب سكان ‏هذه الأرض الطيبة، حيث يتم استخدامها في مجموعة كبيرة من ‏التطبيقات سواء لدى الجهات الحكومية أو الخاصة، في داخل المملكة ‏وخارجها وذلك من أجل تحقيق التكامل والتوافق بين كافة قطاعات ومؤسسات ‏الدولة في جميع استخدامات الهوية.

ويحتوي الدليل الإرشادي لهوية اليوم الوطني علـى الإرشادات والدعـم اللازم لمستخدمي الهوية ‏كافة، إضافة إلى وصف تفصيلي للعناصر الرئيسة للهوية ومنها الشعار والألوان والخطوط ‏والأيقونات والصور، وهو يهدف إلى استخداماتها المختلفة من أجل ضمان تطبيقها بالشكل ‏الصحيح. كما يتضمن شرحا عن القيم التي يلتزم بها المواطن لإحياء هذه ‏المناسبة الوطنية والتي منها الوحدة والتلاحم والتكامل والاعتزاز والفخر والتنمية ‏والتجدد.

ودأبت الهيئة العامة للترفيه على أن يكون هناك تنوع وتميز كل عام في تصميم ‏الهوية الوطنية، وقد أحسنت صنعا هذا العام باختيارها شعار «هي لنا دار»، كهوية ‏خاصة للاحتفال باليوم الوطني الـ91، والذي استوحته من ثقافة الأنسنة التي تنعكس‏ بوضوح على المشاريع الضخمة، التي راهنت عليها المملكة في رؤيتها الطموحة 2030، وفي مقدمتها مشاريع ‏البحر الأحمر ونيوم وذا لاين، ومبادرة السعودية الخضراء، ومترو الرياض، والبرنامج الوطني للطاقة المتجددة، ‏ومشروع القدية، والقمر الصناعي شاهين سات، وبرنامج تطوير الدرعية التاريخية.

ولعل من دواعي الفخر والاعتزاز بهذه المشاريع استلهامها من قبل الهيئة لتصميم العناصر الأساسية للهوية الوطنية لهذا العام، ‏فهي بلا شك تعدّ مصدر فخر واعتزاز وإلهام لكل مواطن وفنان، وقد اكتمل إبداع هذا التصميم بإضافة عنصر الإنسان الذي ‏يضطلع بدور كبير وفعال في تحقيق أهداف هذه الرؤية.وتجلى الإبداع أكثر في ‏الشعار اللفظي للهوية الذي‏ استلهم من وصف القصائد والأغاني الشعبية للوطن بالدار، والمقصود به ليس البيت فقط، وإنما الاستشعار ‏بما تقدمه المملكة لتكون «لنا دار»، فيما استلهم الشعار الفني من خريطة المملكة، وخط الثلث العربي المرسوم ‏على العلم السعودي.

وأجد هذه المناسبة فرصة لأرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل ‏سعود، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود، وإلى الشعب السعودي بهذا اليوم العظيم اليوم ‏الوطني، كما أجدها فرصة لتقديم الشكر والتقدير للجهات المشاركة كافة، القائمة على ‏الاحتفال بهذه المناسبة، على ما يبذلونه من جهود في تقديم كل ما يسهم في ‏إظهارها بالشكل اللائق.