كان بيع القصائد الشعرية يحدث كثيرًا من الجدل في الماضي، حيث يصبح الشاعر حديث المجالس ونقاشات الديوانيات، ولم يكن بمقدور أحد أن يؤكد أو ينفي بيع القصيدة من عدمه، لأنّ عمليات البيع والشراء تتم في إطار بالغ من السرية، لعلم البائع والمشتري بقبح هذا السلوك، أما اليوم فأصبح الأمر كما يقال «واضحًا وضوح الشمس في رابعة النهار»، حيث تنتشر إعلانات بيع القصائد في كل زاوية من زوايا الشبكة العنكبوتية.

وفي الآونة الأخيرة بدأت عروض سماسرة الشعر في مواقع التواصل الاجتماعي تتزايد، عارضين خدماتهم أمام من لا يملك ملكة الشعر لكنه يملك الأهم.. المال! ليصبح شاعرًا بين عشية وضحاها، حيث يسيل لعابهم لجني أرباح أكثر، خصوصًا بعد انتشار «موضة تأليف الشعر» بين الشباب، فقرروا التوسع في خدماتهم بشكل أكبر.

بدأ هؤلاء من الشعراء أول ما بدأوا بإعلانات عن استعدادهم لعمل الزفات أو قصائد الأفراح، والتي لا تنسب لأحد بعينه فهي تقال في العريس والعروس، لذلك لم يكن أحد لينكر إعلاناتهم بهذا الخصوص، ولأن العملية مربحة بشكل كبير ورأس المال فيها أبيات شعر منظومة لم يكن الأمر صعبًا على من تمرسوا في صف بيوت الشعر على مختلف البحور، حتى تضخم السوق وزادت المنافسة، وبات هؤلاء يعلنون عن استعدادهم للكتابة في المدح، والغزل، والرثاء.. وغيرها من أغراض الشعر، وطبعًا المشاعر والكلمات على قدر القيمة.


إن أمواج الشعر في مد مطّرد بعولمة العالم واجتياح منصات التواصل الاجتماعي وزخم القنوات الفضائية الشعبية، وكاد الجميع أن يصبحوا شعراء، ما سبب ضبابية لدى المتلقي وارتجاجًا في الذائقة وتشبعًا عارمًا.

كل هذه العوامل، ساعدت في إيجاد السوق السوداء للشعر والشعراء حتى من أناس لا ناقة لهم ولا جمل في مجال الشعر والأدب، من أجل حب الظهور وكأن هواية الشعر أو شخصية الشاعر أصبحت موضة.

تويتر : h_mane9

سناب: hadimanea9