التخطيط على المستوى الشخصي للمستقبل هو عبارة عن أفكار أو نتاج تفكير، فالتفكير كنز ثمين إن وظفته بالشكل الصحيح وحولته إلى رغبات محددة تبني عليها خططك المستقبلية.

رغباتك يجب أن تتسم بسمات الأهداف الإستراتيجية التي تضعها المنظمات، بحيث تكون محددة، قابلة للقياس، قابلة للتحقيق، واقعية، ومحددة بزمن.

كان لـ«إدوين بارنز» رغبة محددة للشراكة مع العالم والمخترع الشهير «توماس أديسون» وليس العمل لديه، رغم عدم امتلاكه مقومات لنجاح الوصول إلى هذه الرغبة، فلم يكن لديه المال، وقد قال عنه أديسون: «رأيته في أول لقاء لنا في حالة يرثى لها كالمشرّد!»، ولكنه اتبع كلامه بقوله: «لكن تعابير وجهه ولدت لدي انطباعًا أنه كان عازمًا على تحقيق رغبة وهدف يسعى له».

ويضيف أديسون مصادقًا على ما يقوله الكاتب جاك كانفيلد في كتابه قوة التركيز: «من خلال تجربتي الطويلة مع الناس، تعلمت أنه عندما تجد رجلاً لديه هدف يسعى لتحقيقه حتى إنه يكون مستعدًا للمخاطرة بمستقبله كله للوصول إليه، فهو سوف ينجح لا محالة».

في البداية قوبلت رغبات «بارنز» في الشراكة مع «اديسون» بالرفض إلا أنه قبل بالعمل في مكتبه بمبلغ رمزي، وظل بانتظار الفرصة المناسبة لسنوات للحصول على مبتغاه، الفرصة قد تأتيك متحوّرة على شكل هزيمة أو سوء حظ وغيرها من الأشكال التي قد تتشكل بها فرصتك.

تحقيق الأهداف يحتاج عزمًا وكما قيل: «وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم»، وعندما يكون الشخص مستعدًا بعزم لشيء يسعى لتحقيقه، فإنه يتجلى له.

أتيحت الفرصة لـ«بارنز» عندما اخترع «أديسون» آلته المكتبية «الإديفون» حيث ظن رجال المبيعات لديه أنه من الصعب تسويقها وبيعها، فقد طلب من أديسون إعطاءه الفرصة لبيع آلة الأوامر هذه، وبالفعل، نجح في ذلك نجاحًا كبيرًا، وقع «بارنز» شراكته مع «أديسون» لبيع الآلة عالميًا تحت شعار «من صنع اديسون وتركيب بارنز».

في الختام، لا أشك في أن مكاسب «بارنز» المادية من هذا الشراكة لا تساوي شيئًا أمام مكاسبه المعنوية بعد تحقيق أهدافه والوصول إلى رغباته المحددة، فكيف استطاع أن يحول تفكيره وأفكاره إلى أهداف قابلة للتحقيق؟!