(1)

الفهم يؤدي إلى التفهُّم، والتفهُّم يؤدي إلى التفاهم، والتفاهم يؤدي إلى الحياة!

(2)

تنعدم المنظومة إذا عُدم الفهم في إدارتها، وتنعدم إدارتها إذا عُدم التفهُّم، ويتفرق الأفراد إذا عدم التفاهم..

(3)

الأمر يشمل أي منظومة، الزواج، العمل، التعليم، الأصدقاء، والأشقاء، وكل تجمع بشري سيما ذاك الذي تشكل صدفة، بل حتى المشاعر!

الفهم يؤدي إلى الحب!

عدم الفهم يؤدي إلى الكراهية!

لا شيء يمكنه أن يجعل الحياة تسير كما يجب، ويحقق الأهداف، ويمنح القوة، والأمان، واليقين، مثل «الفهم»..

(4)

الفهم لدى الفنان يحقق له الإبداع، والتفهم يحقق له الشعبية، ولكن التفاهم يحبط أي فن، لأنه لا يخلو من تنازل، والفن لا يحتمل التنازلات، ولا ينبغي له!

الفهم مبادرة، رغم القول إنه يلي الإدراك، إلا أنه مستقل، اختبار صعب «لآدمية» الإنسان، وتحضره، وقوّته، فالإنسان البدائي المتوحش منطقي مادي أناني شرس، بسبب انعدام الفهم!

ولا يمكن إغفال أن من أهم لوازم الفهم: تفهُّم حالة من لا يملك الفهم، هذا الاحتواء فهم.. وفضيلة!

(5)

الفهم واحد، يفرضه المنطق الاستقرائي، بيد أن الأفهام متباينة، حين يتجلى الفهم في منح الأشياء قيمتها، بينما التفهم يكمن في منح القيمة أشياءها، أما التفاهم فهو المنح في حد ذاته..

(6)

فهم الشخصية التي «تشاركك» المصلحة مهم لتحقيقها، ولكن إن لم يؤدِ إلى «التفهم» فهو يفقد قيمته ومغزاه، إذ إنه يبتر السبيل نحو التفاهم!

انعدام الفهم جهل، وانعدام التفهُّم أنانية، وانعدام التفاهم شراسة!

(7)

أسوأ من انعدام الفهم: ادعاؤه!