على الرغم من أن هيئة السوق المالية السعودية أعلنت عن أسماء قرابة الـ300 شركة غير مصرح لها بالعمل الاستثماري في المملكة، أغلبها شركات أجنبية أو مجهولة المصدر، منوهة في الوقت ذاته على أن على من يريد الاستثمار ضرورة التأكد من أن الشركة التي يريد الاستثمار فيها وعبرها مصرح لها ومدرجة في قائمة الهيئة، إلا أن ذلك لم يمنع من سقوط العشرات ضحايا لعمليات احتيال ونصب طالت كثيرا من الأشخاص خلال الفترة الأخيرة، نتيجة تعاملهم مع شركات استثمار وهمية، بعضها ينتحل أسماء شركات معروفة في السوق العالمي أو المحلي، حيث تتوالى الاتصالات والرسائل الهاتفية والإلكترونية على الأشخاص، بخاصة المبتدئون ممن يفصحون عن اهتمامهم بسوق الأموال والتداول.

وتمارس تلك الشركات الوهمية أدوارا إدارية مماثلة لتلك التي تقوم بها الشركة الحقيقية من زرع صورة ذهنية إيجابية لدى الجماهير، وعرض آراء عملاء بأسماء عربية، تتحدث عن مكاسبهم مع الشركة، كما تلجأ إلى استخدام نمط الجمل التحفيزية التي من شأنها أن تلفت انتباه الجماهير، مثل «اربح في أقل من".

كما تمارس بعض الشركات أساليب أقرب للترويع وإثارة هلع الضحايا فتوقعهم في شباك الاحتيال.

جيل جديدة وضحايا جدد

في الوقت الذي حذرت فيه هيئة السوق المالية وصندوق الاستثمارات المالية من شركات الاستثمار الوهمية، لجأ أصحابها إلى أساليب حديثة للإيقاع بضحايا جدد، منها فتح حسابات بأسماء معروفة لدى جمهور الدولة المعنية، ونشر محتويات عن الاستثمار والاقتصاد، حتى يوهم متابعيه بالإطلاع الدقيق على تفاصيل الاستثمار في البلد المعني، ثم يختارون ضحاياهم ويرسلون لهم عبر الرسائل الخاصة عن إمكانيتهم استثمار الأموال في عدة جهات كسوق الأسهم أو الذهب أو غير ذلك.

ويذكر الأستاذ المساعد في برنامج الأمن السيبراني والتحري الرقمي في جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل وعميد كلية الاتصالات وتقنية المعلومات فيها الدكتور خالد العيسى، أن من الأساليب الحديثة أيضا «الاستعانة ببعض مشاهير شبكات التواصل الاجتماعي للإعلان عن الشركة وربحه فيها، ليكتسب الإعلان المصداقية لدى العملاء».

وينوه العيسى إلى أن أبرز الأساليب التي يتبعونها «وضع الضحية في وضع نفسي غير مستقر، بما يجعل الشخص يتخذ قرارات غير صحيحة، كأن يدعو لحذف حسابك خلال الـ24 ساعة المقبلة بناءً على طلبك مما قد يسبب الهلع للشخص فيضغط على الرابط المرسل..».

وهم الربح

يذكر عبدالله التيماني، وهو أحد الضحايا، أنه سمع عن إيجابيات الاستثمار في «بيتكوين»، فبحث عن شركة استثمارية ووجد إحداها وقد وضعت لقاءات مع إحدى الشخصيات الاقتصادية المعروفة مما طمأنه لمصداقيتها، فتواصل معها، وتم إرسال عقد استثماري له، مرفق به رقم حساب بنكي سعودي باسم الشركة، مما شجعه على المضي معها، موهومًا بالأرباح وزيادة رأس المال، ولفت إلى أنه عند إجرائه التحويل البنكي وجد أن رقم المستفيد ناقصًا لذا لم تصلهم الحوالة الثانية فانهالوا عليه بالاتصالات مما دعاه للشك، فطالبهم بإعادة المبلغ الأول.

وأضاف أنه استقبل رابطًا على أنه للبنك السعودي المركزي، وما إن قام بتسجيل بياناته، وجد أن الرقم السري له قد تغير، ما دفعه للتواصل مع البنك لوقف أي عمليات احتيال أخرى.

طُعم

من جانبه، يذكر ع.ح أنه قام بتحويل 5 آلاف ريال لإحدى شركات الاستثمار قبل 4 سنوات، وبعد ساعات قليلة أضيف لحسابه 200 ريال كأرباح، وفي اليوم الثاني طلبت الشركة زيادة مبلغ الاستثمار، وبعد رفضه، استولوا على قرابة الـ80 ألف ريال من حسابه البنكي بعد الحصول على رقم التأكيد الخاص به، ولم يتمكن إلى الآن من استرجاع تلك المبالغ.

الحذر واجب

في هذا الصدد، نوه العيسى إلى ضرورة الحذر من خلال التشكيك دائما عند استقبال أي «إيميل» أو رسائل خاصة بالاستثمار، بخاصة إذا وجد الشخص نوعا من الإلحاح، أو رسالة ترهيب من حذف الحساب الآن، كما يجب التمعن والبحث في اسم الشركة، والمكان التي تجري منه اتصالاتها.

كما حذر بشدة من الرسائل التي تعد بالربح بشكل غير مقبول، قائلًا: «إذا كان الشيء رائعا بدرجة لا تصدق، فلا تصدقه»، مشددا على ضرورة عدم إعطاء أي معلومات لأي شخص غير موثوق.

ونبه إلى ضرورة التأكد من الشركة الاستثمارية عن طريق الاتصال بها، وإذا كانت الشركة في السعودية يجب التأكد من أن نهاية الرابط sa.

لتجنب الاحتيال عليك

1ـ التأكد من التصريح للشركة بالعمل من قبل هيئة السوق المالية

2ـ ضرورة الحذر من خلال التشكيك دائما عند استقبال أي «إيميل» أو رسائل خاصة بالاستثمار

3ـ الشك عند وجود أي نوع من الإلحاح

4ـ رسالة ترهيب من حذف الحساب

5ـ التمعن والبحث في اسم الشركة المستثمرة

6ـ الحذر من الرسائل التي تعد بالربح بشكل غير مقبول

7ـ التأكد من الشركة الاستثمارية عن طريق الاتصال بها

8ـ إن كانت الشركة في السعودية يجب التأكد من أن نهاية الرابط sa.