لم يخبت وهج عملية سجن جلبوع التي فر خلالها 6 أسرى فلسطينيين عبر نفق ضيق أحرجوا خلاله سمعة السجن الأشد حراسة، وامتد الحرج على كل المستويات الأمنية والسياسية والإعلامية الإسرائيلية، بالرغم من توالي توقيف السجناء الذين فروا، حيث أعلنت الشرطة الإسرائيلية صباح السبت الماضي توقيف سجينين آخرين كانا من بين 6 فلسطينيين هربوا من السجن بينما كانا يختبئان في مرآب للشاحنات، ليصل عدد الفارين الذين تم القبض عليهم إلى أربعة.

وكان الفلسطينيون احتفلوا بهروب السجناء المذهل من سجن شديد الحراسة معتبرين أنهم أبطال، فيما كانت إسرائيل في حالة تأهب وقامت بعملية مطاردة مكثفة.

قصص مثيرة

تحتشد ذاكرة العالم بكثير من قصص الهروب من السجن التي تداولها كثيرون، وعرفت كعلامات فارقة في تاريخ السجون، والتي تناولها الأدب كروايات، والسينما كأفلام بقيت من أهم ما أنتجته السينما، كما رصدتها الصحف والمجلات وغيرها، حيث كثيرًا ما حفلت حكايات الهروب من السجون بالإثارة والتشويق، ومن أشهرها

هروب من المتاهة

في 25 سبتمبر 1983 فر 38 فردا من عناصر الجيش الأيرلندي المدانين بجرائم القتل والتفجيرات من سجن «المتاهة» بمقاطعة «أنتريم» في أيرلندا الشمالية، في عملية وصفت بأنها الأكبر في تاريخ السجون البريطانية.

وكان سجن المتاهة يوصف بأنه من الأشد صرامة ومناعة تجاه الهرب في أوروبا، فأسواره ترتفع 15 قدمًا، وتفصل قطاعاته بجدران خرسانية ترتفع 18 قدمًا، تعلوها الأسلاك الشائكة، أما أسواره فكانت مصنوعة من الحديد الصلب الذي يتم التحكم فيه إلكترونيًا.

سيطر المساجين على القطاع، وأخذوا الحراس رهائن تحت تهديد السلاح، وهربوا عند الـ2.30 فجرًا.

ارتدى الهاربون ملابس الحراس ومفاتيح سياراتهم للمساعدة على الهرب، وفي الـ3.25 وصلت سيارة نقل الطعام إلى السجن، وأجبر سائقها على مساعدة الهاربين الذين كانوا في تمام الـ3.50 خارج القطاع.

لاحقًا، ألقي القبض على 19 هاربًا، فيما هرب البقية ووصل بعضهم إلى أمريكا، لكن ملاحقتهم استمرت، وتم القبض عليهم تاليًا.

تسلل هيندز
السجن 12 عامًا، هكذا نُطق بالحكم على ألفريد هينذر لسرقته مجوهرات.
أودع هيندر سجن «نوتنجام» لكنه تسلل منه هاربًا، قبل أن يعاد إلقاء القبض عليه بعد 6 أشهر من الفرار.

رفع هيندر دعوى قضائية ضد سلطات السجن بتهمة اعتقاله غير القانوني، واستخدم الدعوى وسيلة للتخطيط للهرب، وتم تهريب فاتح للأقفال له في السجن، وعندما أخذه اثنان من الحراس إلى الحمام قام بفتح الأقفال وحبس الحراس ثم هرب بسرعة إلى الشارع في الزحام، قبل أن يتم القبض عليه بعد 5 ساعات في المطار.
هربوا ببطاقات ائتمانية

خطط 7 سجناء للهرب من وحدة «جون كونالي» بالقرب من مطار «كينيدي» في 13 ديسمبر 2000 وألقي القبض عليهم في الفترة من 21 ـ 31 يناير نتيجة لبرنامج تلفزيوني يعرض في أمريكا للمطلوبين.

المساجين السبعة هربوا من سجن شديد الحراسة بالقرب من «تكساس» بعد أسر 7 من عملاء الصيانة المدنيين و4 ضباط و3 مساجين ليس لهم علاقة بالهرب.

كان ذلك في أكثر فترات اليوم هدوءًا، حيث تقل المراقبة في السجن مثل منطقة الصيانة أثناء فترة الغذاء.. سرق المساجين ملابس الحراس وبطاقاتهم الائتمانية، وانتحل أحدهم صفة ضابط شرطة، وخلق قصص زائفة لدرء الشبهات، واستولوا على شاحنة وهربوا بها إلى خارج السجن.

حاليًا ينتظر 5 منهم حكم الإعدام بالحقنة المميتة، فيما أعدم السادس وانتحر السابع.

الهرب بالصبر

تمثل قصة ألفريد ويتزلر، وهو سلوفاكي يهودي مثالًا للصبر الطويل الذي ربما يتعلمه السجين إذا ما صمم على تنفيذ الهروب.

ويتزلر أحد القلائل المعروفين بأنهم هربوا من معتقل «أوشفيتز» خلال الهولوكوست، وقدم تقريرا مع زميله الهارب «رودلف فيربا» عن تفاصيل غرف الغاز والمحارق النازية، ونتيجة لهذا التقرير تم ضرب عدد من المواقع ومقتل الضباط النازيين المسؤولين عن نقل السجناء بالسكة الحديد إلى المعتقل.

هرب ويتزلر وزميله فيربا عشية يوم الفصح المسيحي، تسللا إلى مخبأ مخزن فيه أخشاب، ظلوا مختبئين 4 أيام لتضليل الحراس، ثم تحركوا إلى الجنوب بملابس استولوا عليها من المعسكر.

آكلوا الثعابين

اعتقل ساومير راويس وهو جندي بولندي اعتقله الاتحاد السوفيتي عقب الاحتلال الألماني لأراضي الاتحاد السوفيتي عام 1939، ونقل مع آخرين إلى سيبيريا.

عام 1941 هرب من المعسكر أثناء عاصفة ثلجية مع معتقلين آخرين، واندفعوا إلى الجنوب وتجنبوا البلدات.

في الطريق التقوا بهاربة أخرى وهي بولندية تدعى«كريستينا»، وأثناء عبور الصحراء مات اثنان منهم، «كريستينا» و«ماكوسكي»، واضطر الباقون إلى أكل الثعابين للبقاء على قيد الحياة، ووصلوا إلى التبت في أكتوبر 1941 وعبروا جبال الهيمالايا بطريقة ما في الشتاء ووصلوا إلى الهند في يناير 1942.

أسطورة الكاتراز

حدثت 14 محاولة للهرب من سجن الكاتراز فعلها 34 سجينًا، جميع هذه المحاولات فشلت، وتم القبض على المشاركين فيها سريعًا أو قتلهم، لكن المشاركين عام 1937 وعام 1962 اختفوا من دون أدنى أثر واعتبروا في عداد الموتى.

سرت الإشاعات أنهم ربما نجحوا في الهرب، وكانت المحاولة الأشهر عام 1962 تشمل فرانك موريس والأخوة أنجلين، حيث قاموا بالهروب من زنازينهم والصعود إلى السطح عبر فتحة التهوية ثم الهبوط عبر أنبوب الصرف ومنه إلى خليج «سان فرانسيسكو» وقد عالجته السينما الأمريكية بفيلم حمل نفس الاسم وأنتج عام 1979، بطولة الممثل الشهير كلينت إيستوود.

الفرار من ليبي

يعد الهروب من سجن «ليبي» أحد أنجح وأشهر محاولات الهرب وقد تم ذلك خلال الحرب الأهلية الأمريكية.

في فبراير 1864 نجح أكثر من 100 سجين من جنود الاتحاد في الهروب من سجن «ليبي» في «ريتشموند»، «فيرجينيا»، ومن بين الهاربين نجح 59 في الوصول لخطوط الاتحاد، وتم القبض على 48 وغرق اثنان في النهر القريب.

الهليكوبتر

نجح باسكال باييت في الهروب مرتين من سجون مشددة الحراسة في فرنسا باستخدام طائرات هليكوبتر مسروقة، كما نظم هروبًا لمساجين آخرين أيضًا باستخدام طائرة هليكوبتر، وحكم عليه بالسجن لمدة 30 عامًا لجريمة قتل أثناء سرقة مسلحة على سيارة مصفحة.

هروبه الأول كان عام 2000 وقبض عليه وأضيفت 7 سنوات إلى حكمه، ثم حاول الهروب عام 2003 واستولى على مروحية وهبط في «براينول» على بعد 38 كيلو مترًا من مدينة تولون الفرنسية وأطلق سراح الطيار، وتم القبض عليه عام 2007 بالقرب من برشلونة في إسبانيا، وكان قد قام بتغير ملامحه عن طريق إجراء جراحة تجميل.

وادي النطرون

في اليوم الثالث لثورة 25 يناير 2011 بمصر شهد سجن وادي النطرون شديد الحراسة أكبر عملية هروب جماعي للمساجين وكان من بينهم الرئيس المعزول محمد مرسي وأكثر من 45 من قيادات جماعة الإخوان المسلمين.

استخدم المقتحمون آليات ثقيلة وبلدوزرات ضخمة في هدم أسوار السجن وإطلاق سراح آلاف السجناء، وهي القضية التي حوكم فيها مرسي ورفاقه تحت اسم «الهروب الكبير من وادي النطرون» وصدرت فيها أحكام بالإعدام والمؤبد على المتهمين.

بناء طائرة

كان مخيم كولديتز أحد أشهر المخيمات الألمانية للسجناء في الحرب العالمية الثانية، وقد شهد عددًا من المحاولات الطموحة والناجحة للهروب، واحدة من أكثر الخطط طموحًا كانت عندما قام اثنان من المساجين ببناء طائرة شراعية أعلى الكنيسة خلف جدار، وكانت الخطة أن يتم إطلاقها من هذا الارتفاع في الوقت الذي كان الألمان معتادين على مراقبة الأنفاق التي يستخدمها السجناء للهروب.

السينما تواكب

شكلت قصص الهروب من السجون حكايات مغرية للسينما التي ركزت على هذه النوعية من الأفلام التي غالبًا ما يصاحبها التشويق والإثارة، وأحيانًا الحكمة.

وركزت أفكار تلك الأفلام على مسألة تحدي ما يبدو مستحيلًا، بل وقهره غالبًا.

وبدأ اهتمام السينما بأفلام الهروب والتخطيط له مبكرًا جدًا من عمر صناعة الأفلام، على الأخص حين يكون أبطالها من السجناء السياسيين وأسرى الحروب، حيث يكون تضامن المشاهد هنا مع البطل أشد ضمانا وأكثر منطقية من أن يتعاطف مع مجرم سفاح قاتل أو سارق محترف.

the Great Escape

حظي فيلم «الهروب الكبير» (the Great Escape) وهو فيلم أمريكي أُنتج عام 1963 مأخوذ عن قصة حقيقة وقعت أحداثها إبان الحرب العالمية الثانية بشهرة واسعة، وعدّ من أعظم أفلام الخروج من السجون. خلال الفيلم يتمكن معتقلون ينتمون لقوات الحلفاء، من ابتكار خطة دقيقة للهرب من سجن حصين تابع للمعسكر النازي وتهريب عشرات آخرين.

شاوشانك

يعد الفيلم الشهير «الخلاص من شاوشانك» إنتاج عام 1994، من روائع أفلام الهروب، وتبدو قصته قريبة من قصة هروب السجناء الفلسطينيين. يتناول الفيلم قصة رجل عادي اتهم بأنه قتل زوجته وعشيقها معًا، ثم يودَع سجن ولاية شاوشانك الأمريكية وبعد جحيم عاناه بدأ حفر نفق أوصله من غرفته للمجاري لخارج السجن وفر بعيدًا.

Escape to Victory

يُجسد قصة حقيقية حدثت خلال الحرب العالمية الثانية، حيث حاول مجموعة من الأسرى من قوات الحلفاء المعتقلين في مخيم ألماني أقيم على الأراضي الفرنسية.

يضم المعسكر ضباطًا وجنودًا مِن جنسيات مختلفة جميعهم يتعرضون لأسوأ أشكال التعذيب النفسي والبدني.

تُقرر المقاومة الفرنسية بمساعدة البريطانيين وضع خطة محكمة للهروب من المعسكر تحت غطاء إقامة مباراة لكرة القدم بين منتخب ألمانيا وفريق يضم لاعبين مِن الأسرى الذين نجحوا في الهروب مِن السجن.

The Count of Monte Cristo

مقتبس مِن رواية تحمل نفس الاسم، تحكي قصة بحار فقير وهو إدموند دانتز يُخطط للزواج مِن حبيبته ميرسيدس فاتنة الجمال غير مدرك أن صديقه المقرب فيرناند مونديجو يرغب في الزواج منها هو الآخر لكن ما إن يعلم فيرناند بأن إدموند يرغب في الزواج مِن ميرسيدس يُخطط لتوريطه في جريمة لم يقترفها ويتسبب في سجنه في سجن شاتو ديف لعدة سنين يخطط خلالها إدموند للانتقام.

لكن بدايةً فإنه وبمُساعدة صديقه في السجن يهرب ليلتقي بمجموعة مِن القراصنة الذين يعثرون معه على كنز يحوله من إدموند البحار الفقير إلى الكونت مونتي كريستو فاحش الثراء.

Midnight Express

يحكي قصة حقيقية لشاب أمريكي يُدعى بيلي هايز يتورط في قضية تهريب مخدرات في تركيا ويتم إلقاء القبض عليه ويُحكم عليه بالسجن وهناك يعيش أسوء أيام حياته حيث يُعاني مِن الأوضاع المريرة التي تدفعه لمحاولة الهرب مرارًا وتكرارًا.

Cool Hand Luke

يتناول الفيلم قصة لوكاس جاكسون الذي يتم القبض عليه بسبب كسره عداد انتظار السيارات حينما كان ثملاً ما يتسبب في سجنه عامين وينتقل إلى معسكر سجن في فلوريد، ولأنه كان في أحد الأيام جندي في الحرب العالمية الثانية فإن زملاءه في السجن يُنادونه لوك بطل الحرب.

في السجن يدخل لوك في عراك حام مع زعيم السجناء دارلينج الذي يفوقه في القوة، وحينما ينتهوا مِن هذه الغوغاء هل سيتمكن من الهروب مِن السجن؟.

The Grand Illusion

مجموعة مِن الفرنسيين يقومون بأداء مسرحي بعد سقوط قلعة دومونت تحت أيدي الألمان وخلال العرض يتنامى لمسامعهم أن الفرنسيين تمكنوا مِن السيطرة على القلعة فينفجر السجناء الفرنسيين مرددين النشيد الوطني الخاص بهم، وهذه ليست إلا بداية محاولاتهم الهروب من السجن عبر نفق.

Escape Plan

بريسلن هو واحد مِن أهم خبراء البنية الأمنية في العالم كله ويعمل في الذهاب إلى السجون والهروب منها عبر اكتشاف الثغرات التي بها واطلاع القائمين على السجن عليها، وكآخر مهمة له فإنه يذهب إلى منشأة عالية التكنولوجيا وسرية تمامًا تُعرف بـ اسم التومب، وفيما يرى بريسلن أنه وللهروب مِن هذا السجن لابد مِن التعاون مع سجين زميل له وهو إميل روتماير ومعًا يضعان خطة أشبه بالمستحيل وفي قمة الجرأة.

Escape from Pretoria

مقتبس مِن قصة حقيقية حيث يقوم مجموعة من المساجين في سجن بريتوريا بتنفيذ خطة محكمة للهروب من قلب جنوب أفريقيا خلال فترة الفصل العنصري.

Con Air

فيلم حركة مليء بالإثارة والتشويق تم عرضه للمرة الأولى في أمريكا في 6 يونيو 1997، وعن قصة الفيلم تدور حول الحارس الأمريكي السابق كاميرون بو الذي يُطلق سراحه مِن السجن حديثًا ليجد نفسه محاصرًا في طائرة نقل المساجين وقد تم السيطرة على الطائرة بالكامل مِن قبل مجموعة مِن المساجين الخطرين.

Escape From Alcatraz

الهروب من الكاتراز، تدور الأحداث في أوائل عام 1960، حول فرانك موريس (كلينت ايستوود)، سجين مع معدل ذكاء استثنائي. الذي فر من مرافق أخرى، يصل إلى سجن مشدد الحراسة في جزيرة الكاتراز مع محاولاته المتكررة للهروب.

بعد وقت قصير من وصوله، تم استدعاؤه إلى مكتب المأمور (باتريك ماكجوهان)، الذي أخبره باقتضاب أن الكاتراز فريد من نوعه داخل نظام السجون في الولايات المتحدة نظرا لمستوى عال من الأمان وأنه لم ينجح أي نزيل في الهروب.

أثناء المحادثة، فشل المأمور في ملاحظة أن موريس يسرق قلامة الأظافر على المكتب، ترى هل ستساعده هذه الأداة البسيطة في عملية الهروب المعقدة.

Papillon

فيلم الفرار من السجن لعام 2017 من إخراج مايكل نوير. يحكي الفيلم قصة المدان الفرنسي هنري شاريير، الملقب Papillon «الفراشة»، الذي سجن عام 1933 في مستعمرة جزيرة الشيطان سيئة السمعة وهرب في عام 1941 بمساعدة مدان آخر هو المزور لويس ديجا.