في مثل هذا اليوم من كل عام يقف المواطن السعودي أمام حصر لمنجزات وطنه العظيم ويقارنها بعامه الماضي، ولعل كل مواطن ومواطنة ينظر من الزوايا التي تعنيه دون غيرها ويستشعرها ويقدرها ويقف أمامها، ويبدأ في عقله الباطن بمقارنتها بما لدى العالم، ولا يجد حرجاً في تفصيلها، فهل مواطن الأمس هو مواطن اليوم؟

بالطبع هناك فرق كبير في الوعي والتطلعات والطموح بحجم الرؤية التي وضعت أمامه وانطلقت تسابق أهدافها لتحقيق أهداف جديدة وتتحدى إنجازاتها لتصعد نحو إنجازات فتربعت على منصات التتويج رؤية بدأت بالإنسان (بالشعب)، وانطلقت منه وضع قادتها تفاصيل تنفيذها تحت متابعتهم وإشرافهم المباشر، لم تعد الرسالة عادية ولا الأهداف تقليدية ولا الطموح معتاداً، فاللغة التي تتحدث بها القيادة هي لغة حازمة فكراً وتنفيذاً وإرادة وثقة بما لديها من إمكانيات راهنت فيها أولاً على شعب عظيم التحم حول قيادته والتف محباً عاشقاً لملك عظيم ينظر بعين الأب لأبنائه وولي عهد يقول في منصات العالم «إنه يعيش بين شعب جبار وعظيم»، إن هذه اللغة التي اعتاد عليها الشعب السعودي من قياداته من عهد المؤسس، المغفور له بإذن الله، الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود هو ما لا تفهمه الدول الأخرى في ماهية العلاقة بين القياة السعودية وشعبها بل هي من المعادلات الصعبة بل المعجزة.

ولعل الأزمات التي واجهت العالم بأسره إثر جائحة كورونا وغيرها من الأزمات الاقتصادية وما ترتب عليها مرت وعبرت بسلام على وطننا الحبيب، بتوفيق الله سبحانه وتعالى، ثم بما تميزت به قيادتنا الحكيمة في إدارتها الواعية للأزمة وبالرغم من الشلل التنموي الكلي الذي أصاب دول العالم، كان وطننا بكل فخر يحقق كل يوم إنجازا وطنيا في جميع المجالات ويحصد المراكز العالمية المتقدمة ويصبح نقطة الانطلاق لاستثمارات عالمية ومشاريع خلقت فرصا اقتصادية لدول العشرين.

إن معيار موازين القوى الذي تعد المملكة العربية السعودية الموجه له لم يدع مجالاً للشك والتشكيك فيما تملكه صحراء نجد (زعامة وسيادة وريادة).

إن الوقوف على ملفات الإنجازات الوطنية ملفاً ملفاً يحتاج لسلسلة من الكتابات والإصدارات والمجلدات.. ولكننا هنا فقط نهنئ أنفسنا بهذا الوطن وبهذه القيادة، فما حققه وطننا في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان عبدالعزيز لا يمكن اختزاله في سطور، فاليوم الوطني91 هو يوم مجيد ليس لأبناء الشعب السعودي فقط، بل لكل الأشقاء والأصدقاء الأوفياء المنصفين لما قدمته القيادة الرشيدة لأبناء هذا الوطن الوفي وللخير الممتد للشعوب الأخرى فدولة الخير المملكة العربية السعودية، هي دولة المواقف الثابتة التي لا تغيرها أجندات المغرضين.

وبما يملكه وطننا من ثقل سياسي وعالمي لن تتخلى مسؤوليتها تجاه القضايا العربية والإسلامية، فهذا هو قدر الزعماء.