الوطن لا يجور كما يردد البعض، وإنما ظروفنا الفردية التي تسوء أحيانا ولا ذنب للوطن فيها، فوطنك يحتويك مهما ساءت ظروفك، ربيت على أرضه ونعمت بخيراته، لم ولن يشتكي منك وعليك، هو كالأم بل أشد حنانا، وكالأب بل أشد أماناَ، ولكن بالمقابل هل أنت مواطن صالح؟ هل وصلت إلى أقصى درجات المواطنة؟ إن كنت لا تعلم، فللوطن شريعة، فما هي أركان هذه الشريعة؟

حتى تصبح مواطنا صالحا، عليك تتبع شريعة المواطنة، وهي تتلخص في خمسة أركان، ، وهي أن لا وطنا لك إلا وطنك، تقولها جهرا وتعمل بها في حياتك، وأن تقيم العمل في تنميته وتطويره بكل إخلاص، وأن تؤثر التضحية والعطاء له، وأن تتجنب أي خير ليس منه، وأن تسعى في كسب رضاه ما استطعت إلى ذلك سبيلا، وإن كان الإنسان دون دين بلا هوية – كما يقال -، فأقول إنه بدون الوطن بلا أهل.

وفي هذه المناسبة المقدسة بالنسبة لي، والمقدسة لكل مواطن سعودي، نحتفل وإياكم باليوم الوطني السعودي بكل إنجازاتنا التي لا نستطيع حصرها لعظم حجمها، ونقدم كل الشكر لقيادتنا الرشيدة على هذا التفاني بتنفيذ رؤية المملكة 2030 والتحول الوطني الجذري على الصعيد الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، وأخص التوجه الأعظم بتفعيل دور الشباب وتفعيله في هذه الرؤية بالتوجيه السامي من مقام خادم الحرمين الشريفين ملكنا الوالد سلمان بن عبدالعزيز، وبقيادة ولي عهده الأمير الشاب محمد بن سلمان، والشكر موصول لكل مواطن صالح يعمل من أجل هذه الرؤية وساهم فيها ولو بالقليل.

عادة حين يتصدى الكاتب لكتابة مقالته فإنه يسعى إلى التحلي بالقدر الأكبر الممكن من الموضوعية والحياد، لكن حين يكتب لأجل الوطن فالموضوعية تصبح إجحافا، والحياد في شأنه يصير خيانة.

بكل الحب والولاء والانتماء نحتفل بهذا العرس الوطني أُسراَ وجهات ومؤسسات، راجين استمرار الأمن والأمان والنعم، ونتعاهد بالدفاع عن هذا الوطن أمام أي حاسد أو طامع أو مُخرّب، قد تفرقنا أفكارنا، لكن يجمعنا الوطن.

لا يمكن أن يكون حب الوطن رأيا.. وإنما من شعائر المواطنة الحقة.