ما زالت الصورة النمطية للوظائف الهندسية على أنها للرجال تقف حائلا أمام إقدام الفتيات على دراسة الهندسة وغزو سوق العمل، وهو ما أظهرته أحدث إحصاءات الهيئة السعودية للمهندسين التي لفتت إلى أن أعداد المهندسين والفنيين المعتمدين نحو 231 ألف مهندس وفني تتراوح أعمارهم ما بين 20 عاماً وحتى 39 عاماً، ونسبة الإناث المهندسات والفنيات دون 2.3 % وهو ما أرجعه مختصون ومهندسات لغياب البرامج المعنية برفع نسب الإناث في الوظائف الهندسية والفنية وفي تخصصات الهندسة، مطالبين بتهيئة قيادات هندسية نسائية وإيجاد برامج متخصصة للتمكين.

معهد للهندسة

دعا خبير هندسي، إلى إنشاء معهد للهندسة مماثل لمعهد الإدارة، بحيث يعمل بنظام ربحي، ويدرب فيه المهندس والفني السعودي وفق برامج وآليات واضحة، لتقديم دورات تدريبية متخصصة ودورات على رأس العمل للإسراع في إكسابهم المهارات تمهيدا لإحلالهم في الوظائف، علاوة على دعوة الجامعات والكيانات التقنية والمعاهد الفنية والثانويات الصناعية إلى إعداد برامج لرفع نسب الإناث في الوظائف الهندسية والفنية وفي صفوف كليات الهندسة.

أضاف المهندس عبدالله المقهوي، أن وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بحاجة إلى خطط وزارية إضافية لرفع نسب التوطين، إذ لا تزال نسبة السعوديين والسعوديات المسجلين في الهيئة السعودية للمهندسين لا تتجاوز 31%، وهي نسبة ضئيلة مقارنة بالجنسيات الأخرى، موضحاً أن أعلى 5 تخصصات للمهندسين على الترتيب، هي: الهندسة المدنية، والميكانيكية، والكهربائية، إلكترونيات واتصالات، الحاسب الآلي، متسائلاً: هل بالفعل سوق العمل بحاجة إلى هذه التخصصات على الترتيب وهل لدى الجامعات معرفة بذلك لمراعاة ذلك في خططها المستقبلية من زيادة أو نقص في التخصصات، تبعاً لاحتياجات سوق العمل.

برامج الابتعاث

أشار المقهوي إلى أن برامج الابتعاث يجب أن تشجع طالبات الثانوية لدراسة الهندسة. وأوضح أننا نتطلع لوجود عدد من الأكاديميات السعوديات لقيادة أقسام كليات الهندسة، وتدريس موادها، لافتاً إلى أن المهندس يحتاج لاتخاذ قرارات وإصدار توصيات قد تكلف الملايين ولها تبعات اقتصادية وبيئية وعمرانية وتشغيلية، وبناء عليه يجب أن تكثف دورات التدريب والتطوير للمهندسين لمساعدتهم في ذلك.

غياب الثقافة

أوضحت المهندسة فاطمة الحاجي لـ»الوطن»، أن دخول المرأة في التخصصات الهندسية لا يزال ضئيلاً، رغم أن الفتاة السعودية، استطاعت أن تثبت وجودها في تخصصي الرياضيات والفيزياء اللذين هما روح الهندسة، موضحة أن قرار اتخاذ التخصص الجامعي يعتمد على عوامل عدة من بينها: الإلمام العلمي بالتخصص، وطبيعة الأشغال وسوق العمل، مبينة أن بعض الفتيات ليس لديهن الإلمام الكافي بطبيعة الأعمال في المشاريع الهندسية، إذ إن المهندس يعمل في أكثر من قسم داخل المؤسسة الهندسية، كالتخطيط، والتصميم والمراقبة والسلامة والجودة والتنفيذ، وعدم الإلمام بهذه الأقسام والمهام فيها، تقلل من قدراتهن، وتجعلهن يبتعدن عن الطريق الهندسي، إضافة إلى اعتقاد البعض أن المهندسة لا تعمل في أعمال مكتبية بل فقط أعمال ميدانية «خارجية»، لذلك تبتعد الفتاة عن الهندسة خصوصاً مع طبيعة المناخ في المنطقة، وأن الصورة النمطية للوظائف الهندسية أنها للرجال مما يجعل الفتاة وخصوصاً في مجتمعنا تبتعد عن المجال، فالبعض يقصر الهندسة على الميكانيكا والكهرباء، فالجهل بأنواع الهندسة يعطي تصوراً ضيقاً جداً عن طبيعة العمل، للهندسة أنواع كثيرة تشمل الهندسة الميكانيكية، والكهربائية، والكيميائية، والحيوية الطبية، والبيئية، والصناعية، لافتة إلى أن هذه المجالات تعطي تصوراً عن المدى الواسع للهندسة والخيارات المتاحة.

قيادات هندسية نسائية

أضافت الشايب يجب تهيئة قيادات هندسية نسائية وإيجاد برامج متخصصة للتمكين، علاوة على تخصيص هيئات مثل هيئة العمارة في وزارة الثقافة، والتي حتما سيكون لها دور مؤثر في تنمية الموارد البشرية الهندسية النسائية. وقالت: ما زال هناك قصور في التسليط الإعلامي من أجل تحقيق التوازن للالتحاق بالتخصصات أو إظهار الكفاءة حتى يكون لها حضور لدى المعنيين بوجودهن، ومن خلال تجربتي والزميلات نرى أن المستقبل واعد للمهندسات، وعليهن مسؤولية إنماء الحضور والتدافع لكسب حقوقهن التي كفلتها الأنظمة الحالية بالمملكة، مثل المشاركة في انتخابات الهيئة السعودية للمهندسين، وجمعية علوم العمران السعودية، وجمعية الهندسية السعودية، وكذلك الجمعيات الطوعية السعودية الهندسية.

مهندسات سعوديات

أبانت المهندسة المدنية الشيماء الشايب «مؤسسة منصة مهندسات سعوديات»، لـ»الوطن»، أنه مع العهد الجديد، والتحول الوطني آتى ثماره بتمكين المرأة السعودية في مختلف التخصصات، تميزت المهندسات وبوعي مبكر، ونحتاج تشجيع المرأة في الهندسة للعمل بجانب الرجل في مختلف التخصصات الهندسية وأن يتقبلها المجتمع للعمل في الميدان، موضحة أن هناك نقصا كبيرا في وجود المرأة في الهندسة في المملكة، وتحديداً في الهندسة المدنية، ومع ريادة في أن يكون هناك مجتمع خاص للمهندسات أنشأت أول منصة خاصة بالمهندسات لكي نصبح تحت سقف واحد (#مهندسات_سعوديات)، فمن خلال المنصة تم العديد من الحوارات المباشرة مع المهندسات، للمهتمات والمقبلات على التخصص ممن لديهن تساؤلات، وإمكانية الوصول إلى مهندسات في حال رغبن في التعرف على تخصص معين، والطموح العمل على حملات توعوية تعنى بتحفيز دخول الفتيات المجال الهندسي من خلال أنشطة مختلفة تعزز الابتكار والتعريف بالتخصص.

66 مكتبا هندسيا

يصل إجمالي أعداد المكاتب والشركات السارية إلى 3175 مكتباً وشركة، 2844 مكتباً، و331 شركة في مختلف مناطق ومحافظات المملكة، بينها: 2533 رئيسيا، و642 فرعيا، والإناث يمتلكن 66 مكتباً وشركة هندسية، والذكور يمتلكون 2786 مكتباً وشركة هندسية.

وأوضحت الأرقام الإحصائية في الهيئة، أن إجمالي المنتسبين للهيئة السارية عضويتهم 385 ألفاً و144 عضواً من الجنسين، ونسبة الإناث 1.87 %، ونسبة الذكور 98.13 %.

المكاتب الهندسية

3012 مكتبا وشركة سارية الرخص.

163 مكتبا وشركة تشارف رخصها على الانتهاء.

66 مكتبا وشركة يمتلكها نساء

فئات المكاتب

65.54 % مكاتب استشارات هندسية

14.65 % مكتبا هندسيا متخصصا

9.29 % شركة مهنية

7.37 % مكتب خدمات هندسية مساندة

2.02 % مكتب استشارات سلامة هندسية

1.10 % شركة أجنبية

0.03 % شركة عقود متكاملة

أعلى 5 تخصصات للمهندسين

44664 هندسة مدنية

34117 هندسة ميكانيكية

33302 هندسة كهربائية

9176 هندسة إلكترونيات واتصالات

7643 هندسة حاسب آلي.

أعلى 5 تخصصات للفنيين

12699 فني حاسب آلي

10017 فني كهرباء

5521 فني إلكترونيات

5223 فني أبنية

5199 مساحا عاما

أعلى 5 جنسيات للمنتسبين

27.5 %

السعودية

الهند

23.38 %

مصر

15.77 %

باكستان

9.42 %

الفلبين