يجب ألا ننظر إلى الخلافات في محيط العمل على أنها أمر غير جيد يتطلب التدخل وحل الخلاف بشكل سريع فبعض الخلافات قد تكون بناءة ومن الأفضل مراقبتها وتعزيزها، ولكن يجب الانتباه للصراعات غير البناءة في محيط العمل والتي قد تتسبب في خلق نوع من الفوضى وعدم استثمار الوقت بالشكل الأمثل والتأثير في طاقات الموظفين وقدراتهم.

في مقال للكاتبة أماندا ريبلي في التعامل مع الصراعات السلبية والتي تهدد سلامة العمل والعاملين تحدثت عن ظاهرة الصراع والحلول الممكنة.

أوضحت ريبلي أن ظاهرة الصراع غير البناء قد يقف وراءها قلة من الموظفين يؤججون الصراعات ويقللون من حجم الإنجازات ويهاجمون النجاحات ويركزون بشكل كبير على الجوانب السلبية وتضخيمها وتهويلها. مما يتطلب نهجًا إداريًا وعلميًا للتعامل مع هذه الفئات لتقليل أضرارها وآثارها على روح العمل. وهذا النهج يجب ألا يركز على كشف حقيقة هؤلاء الأشخاص وتشويه صورهم وإنما يظل العمل على محاولة إصلاحهم وإعادة توجيه صراعهم ليكون بناءً ومفيدًا.

إن أعظم سبب لظهور الصراعات السلبية هو رغبة هذه الفئة في الحصول على الاهتمام والتقرب من المسؤولين وذلك من خلال انتقاص زملائهم أو التقليل من إنجازات مؤسستهم. وينصح كاتب المقال أن أفضل طريقة للتعامل مع هذه الفئة في بداية ظهور الصراع هو الابتعاد عنهم لمسافة آمنة وعدم التصادم معهم. حيث ستظل هذه الفئة تعمل بكل الطرق لتأليب الآخرين ودفعهم لتبني وجهة نظرهم، كما أن استدعاء العنصر المثير للصراع والتحقيق معه قد يكون إجراء يفتقد للحكمة في البداية. لكن يجب التنبه أيضًا أن تجاهل هذا الموظف قد يجعله يبدأ بالتطفل والبحث عن كل ما يثير مزيدًا من المشاكل والفوضى. ويقترح كاتب المقال بعضًا من الحلول للتعامل مع الفئة التي تخلق بيئة عمل سلبية ومن أهمها أن يتم تحديدهم بسرعة مع عدم شيطنتهم وعدم تبني نظرتهم (إما نحن أو هم).

كذلك يفضل تخصيص وقت كاف للحديث معهم والسماع منهم لمعرفة الجذور الحقيقية لهذه التصرفات وربما من خلال الاجتماعات المتكررة، قد يترتب على ذلك تخفيف حدة الصراع والاختلاف من خلال التركيز على القيم والأهداف المشتركة. كذلك ينصح بالعمل على إعادة توجيه طاقاتهم إلى أشياء بناءة مع عدم إعطائهم تفويضًا وصلاحية مطلقة.

كما على مسؤولي المؤسسة أو الشركة العمل على وضع الضوابط والتي تهدف إلى تشجيع الخلافات الإيجابية من خلال فتح قنوات التواصل وعدم الحكم على الآخرين من خلال السماع أو الأخبار المتناقلة، ومن أهم ضوابط الخلافات الإيجابية الاستماع للحلول المقترحة وإعطاؤهم الفرصة لتطبيق حلولهم وإقفال أبواب الثرثرة والنميمة ونقل الكلام في فترة الإصلاح، مع الحرص على مكافأة المتميز في أدائه والمنتج في عمله، ولقد وجدت بعض الشركات أن إعادة وضع هذه الضوابط ساهم في عودة اثنين من أصل ثلاثة موظفين كان هدفهم الصراع السلبي وخلق المشاكل.

وأخيرًا الصراعات أمر لا مفر منه في محيط العمل وعليه لا بد من إرساء القواعد والضوابط للتعامل مع الصراعات فور ظهورها في كل مؤسسة.