في وطننا الجميل تتوالي أيام الفرح بكل منجز فيه إثراء وثراء معرفي وحضاري، ولله الحمد، ومن الجمال تسارع المضي قدما دون التفاف لفئام المخذلين والمعوقين لمسارات التنمية.

هذا لم يعن في أي يوم التخلي عن أي قيم ومثل عليا، فالحفاظ مسار والتحفظ إطار والسعي لتجنب الطرق المنحدرة ذات المنسوب المتدني الذي يتطلب استعمال كوابح ثقيلة تحد من أي انحدار. خلال هذا الشهر احتفلنا في يومنا الوطني في الأول من الميزان بالعيد الـ91 من الوحدة الوطنية والاتحاد الذي قاده الملك العظيم عبد العزيز، رحمه الله، مستمدا العون بالله وكفاءات من أرجاء الوطن من مختلف المنابت والأصول، فكان الميزان هو كفة العدل والاعتدال وصار السلوك الجمعي مكتسيا بلحمة مبا ركة تعمل وتنتج في مفازات الوطن بكل مكوناته، إنتاجا متواليا بمكاسب وفيرة كان الأساس فيه لا شيء يعدل الوطن.. كثيرة هي الأشياء المبهجة في يوم الوطن. ولعل إطلاق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، سلمه الله، إستراتيجية منطقة عسير للاستثمار، عمل رجل قيادي من طراز رفيع ديدنه وضع الأمور في نصابها من العمل المدروس وفق أسس علمية منهجية عالية القدر والمقدار واستلهامها مسار الرؤية 2030.

رؤية إستراتيجية منطقة عسير للاستثمار، وأركز هنا على الاستثمار؛ فالاستثمار هو مسار يبحث عن عائد مربح مجز سيعود، إن شاء الله، على كل أرجاء وطننا، وتكون المكاسب أكثر وأكثر نافعة للأجيال.. كنت سعيدا بما أعلنه الأمير تركي بن طلال عن مسارات توجيه ولي العهد بنقل منظر الدراسات لتكون عسير منطلقا لتعولم جزء غال من وطننا الأغلى.

كنت سعيدا أن حضرت قبل بضع شهور مع ثلل من الكتاب والكاتبات والأكاديميين ورشة عمل قدمت لنا فيها الخطوط العريضة لمسارات النهوض والتطوير لمنطقة عسير كاملة، بعيدا عما كان سابقا من اقتصار التنمية على ما سمي أبها الحضرية التي لم تتجاوز 50 كيلا مربعا.

كان عمل الأمير تركي بن طلال قد بدأ من القاعدة من خلال جولاته المستمرة ومن بواكير الصباح على مراكز ومحافظات منطقة عسير سهلا وجبلا وبحرا، يعاين ويسأل ويستعلم من الناس والأعيان ثم يفرع ما جمع إلى اجتماعات متتالية مع الوزارات وفروعها، حيث يتم التحليل والتشخيص والاستنتاج.

كثيرة هي المدارات التي وردت في الإستراتيجية، لكن أعتقد أن ثلاثة محاور هي ذات أولوية في مسار تنفيذ الإستراتيجية وهي: الزراعة.. جل مناطق عسير سراة وتهامة ذات مدرجات تزرع فيها الحبوب التي عاش السكان عليها آلاف السنين من خلال الزراعات البعلية التي ترتوي من مياه الأمطار بتوزيع هندسي بديع، وكل حيالة لها شرب معلوم، وهنا فإن الأمر يتطلب إعطاء هذ القطاع أولوية وأهمية تستعيد وتستبقي الارتباط بالبلاد التي هي أساس معاش السكان.

وفي التهايم لعل الأمر متاح ومباح لاستثمارات واسعة من خلال شركات للزراعة والتسويق لمنتجات الذرة المتنوعة والجلجلان ومصائد وتربية للأسماك، كما في الحريضة والشقيق، ولعل التيسير على السكان الذين توارثوا الحيالات الزراعية من خلال السماح بتسهيل الإجراءات التي تجري من خلال مؤسسة عقارات الدولة، فالدولة غنية وأكثر ما زاد في غناها ما تقدمه للسكان من تسهيلات مقدرة الطرق في عسير المنطقة هي درة من معجزات عصرنا من خلال الربط والارتباط والصلة والوصل والاتصال وكتابي «الطرق في المملكة العربية السعودية: التحدي والإنجاز» قد سطر ما تم، لكن الحال اليوم يحتاج إلى بناء طرق عرضية تتفرع من طريق الخير (الطائف – الباحة – أبها – جازان) لتسهل التواصل والصلة والاتصال، ونظرة على خارطة الطرق في منطقة عسير تتضح أهمية الطرق العرضية المقصودة.

السياحة: باتت صناعة واستثمار والمؤمل أن تتسع مساراتها لتشمل عسير كلها سراة وتهامة وسهولا، فلكل طبيعة ومجالات للاستثمار، نريد أن نجد أكثر من سودة، حيث الكثافة للأشجار والنباتات في شعوف شهران وبني شهر وبالسمر.

ولعل التركيز على القمم العالية في الجبال يكون من خلال السماح للمستثمرين ببناء أبراج سكنية ذات مواصفات هندسية تراعي المكان المحيط وتتسع للسكن والإيواء على مدار العام، ولعل الأمير تركي بن طلال، أعزه الله، قد وقف على مطلات ومباد تطل على التهايم والسروات، ولا ضير أن تبقى أكثر المنشآت على القمم محافظة على القيم الاجتماعية السائدة بين الناس، وسموه قد لقي وتلقى من سمو ولي العهد الضوء المنير والعزم الأكيد لنقل عسير درة من درر الوطن للتحول للعالمية.

عسير بلسانها وعرضاتها وألحانها تشارك الوطن أفراحه ودامت الأفراح وشكرا ولي العهد وشكرا أمير عسير والتهاني، لأجيالنا الشابة التي سوف تستمع بجودة الحياة بعد كل هذه المسارات والنهوض.