ومع نهاية فصل الصيف السنوي وبزوغ فصل الخريف اعتاد العالم سنوياً ومنذ عقود على انتشار لضيف ثقيل وهو فيروس (الإنفلونزا) الموسمي الذي يصول ويجول بين البراري والقفار ومتجاوزاً القارات والبحار ومسبباً مشاكل صحية لا حصر لها يغفل عنه كثير من المجتمعات حيث تفيد التقديرات التي نشرتها منظمة الصحة العالمية بأن أمراض الجهاز التنفسي المرتبطة بالإنفلونزا الموسمية (تقتل) ما يصل إلى 650 ألف شخص كل عام.

وللعلم فقد كان عام 2020 هو العام التاريخي الأسوأ طبياً بسبب أزمة كورونا، ولكن كان هناك أحد المحاسن لأزمة كورونا ومنها النزول الكبير في عدد الإصابات بالإنفلونزا بسبب الحفاظ على (التباعد) ومتطلبات النظافة الشخصية و(الكمامات) و(التطعيمات) حيث تشير الأرقام في نصف الكرة الجنوبي (أستراليا وتشيلي) إلى انخفاض مهول في نسبة الإصابة بالإنفلونزا، حيث كانت نسبة الاختبارات الموجبة للإنفلونزا في إحدى الدراسات بمعدل %0.06 فقط خلال الفترة من أبريل إلى يوليو 2020 مقارنة مع %14 بالسنوات من 2017 - 2020 بموسمي الخريف والشتاء في نصف الكرة الجنوبي. وتشابهت الأرقام بالنصف الشمالي من الكرة الأرضية حيث انخفض عدد العينات التي قدمتها المعامل الأمريكية لاختبارات الإنفلونزا (مؤشر لنشاط الإنفلونزا) بنسبة %61 من حوالي 50 ألف عينة أسبوعيًا من سبتمبر 2019 حتى فبراير 2020، إلى 19500 عينة أسبوعيًا من مارس حتى مايو من عام 2020 (بحسب أحد التقارير المنشورة بالعربية نت)، ولكن يجب الحذر حيث إن النزول في أعداد الإصابة بالإنفلونزا قد لا يستمر لعدة أسباب ومنها:

1- التراخي في إجراءات السلامة وعودة الحياة لطبيعتها في كثير من الدول

2- التخلي عن الكمامات والتي كان لها الأثر في كبح الإنفلونزا بالعام المنصرم

3- عدم إعطاء لقاح الإنفلونزا الأولوية في كثير من الدول بسبب التركيز على لقاح كورونا.

لست من (المتشائمين) ولكن أيضاً لست من (الورديين)، ولهذا فقد كنا أمة وسطا... الشتاء قادم وعلينا الاستعداد والحذر بشكل كاف، فلدينا في هذا الشتاء أربعة أعداء رئيسيين وهم «الإنفلونزا الموسمية - إنفلونزا الخنازير- متلازمة الشرق الأوسط ومن ثم كوفيد - 19»، وسوف نتوقع ونرى «الهجمة» المعتادة ضد التطعيمات من أصحاب المقولة الشهيرة «أخاف على جيناتي» رغم إيماني بأن الشعب السعودي العظيم أصبح عنده حصانة ضد الإشاعات وبكل تأكيد ما زلنا نراهن على «مجتمع عظيم» و«شعب واعٍ» و«قيادة رائعة».