المهم أن المتتبع لمعرض الكتاب الدولي الذي يقام في المملكة خصوصًا في السنوات العشر الأخيرة يجد كيف أن هذا التأثير للترفيه قد حول ذلك المعرض من «أبيض وأسود» وإن زاد لونًا ثالثًا لكان «باهتًا» إلى شاشة 4k مليئة بالألوان الزاهية، فما بين «محتسبين» يحسبون أنهم «يحسنون صنعًا»، ليتأكدوا أنهم وفي كل معرض لا بد من حضورهم وإثبات وجودهم بممارسة «الدغمائية» على كامل المجتمع، حتى رأينا شعوبًا تفد إلينا بكل ما لديها من ثقافة وأدب لمؤلفيها الذين يقدمون لنا خلاصة عقولهم، ليأتي أحد ويأخذ ذلك الكتاب أمام الجميع ويبدأ بالصراخ على أولئك الضيوف الذين لا يعرفون لماذا كل هذا الانفعال؟ وما هي جريمتهم؟!، ولكنه صراخًا يبرهن أنه إذا توقف العقل عن العمل ازداد الضجيج. أما اليوم فلم نعد نرى معرضًا دوليًّا للكتاب فقط، بل تحفة فنية ثقافية تدور بين أرجائه أنواع من الألوان المجردة، إلى ألوان الثقافات والموسيقى والعزف، حتى تجد أن أغلب الدول المشاركة به قد أظهرت ما لديها من فنون تحولت إلى لغة عالمية للتواصل، فبمجرد سماعك للأغاني العراقية في الأرجاء ستعرف أن العراق قد حضرت، والناي الصيني يؤكد أن مؤلفين التنين قريبون جدًا وهكذا، وكل ذلك يثبت أن الترفيه ليس مجرد هامش بل أثر وتأثر حتى أصبح خلاصة من يحضر من ذلك المعرض يضع لك عنوانًا عريضًا لجولته بكلمات مختصرها (تأثير الترفيه في معرض الكتاب).