ويوضح استشاري الطب النفسي الدكتور وليد السحيباني أن الاضطرابات والأمراض النفسية كثيرة ومتنوعة، منها على سبيل المثال نوبات الهلع أو اضطراب الهلع، وهي لا تمنع الشخص من أن يكون قياديا ومديرا ناجحا، ونفس هذا الكلام ينطبق على عدد من الأمراض والاضطرابات الأخرى مثل اضطراب القلق العام أو الاكتئاب.
اضطرابات مستثناة
يبين السحيباني أن كثيراً من الأمراض النفسية ليست على وتيرة واحدة، على سبيل المثال مرض ثنائي القطب، فالشخص المصاب به قد تأتي عليه انتكاسة لا يصبح حينها قادرا على ممارسة مهامه، وبمجرد التدخل العلاجي اللازم واستقرار الحالة، يستطيع العودة إلى مركزه دون أي مشكلة.
وأشار إلى أن «الأمراض الذهانية الشديدة هي الأمراض الوحيدة المستثناة من العمل في مناصب إدارية، حيث يوظف المصابون فيها في أماكن تناسب وضعهم الصحي».
كما فرّق بين السمات الشخصية والأمراض النفسية، حيث قال إن «الشخص الحسّاس أو الانفعالي أو سريع الغضب لا يمكن أن يعد مريضا نفسيا إنما طبع موجود فيه»، وهو يرى أنه «حتى هؤلاء الأشخاص يمكنهم أن يصبحوا قياديين ومدراء ناجحين إن استطاعوا إدارة مشاعرهم والسيطرة عليها، وهذا يتم بالمعالجة السلوكية وضبط النفس».
ويشير السحيباني إلى أن للقادة والمدراء صفات يجب أن تتوفر فيهم كي ينجحوا في مراكزهم، منها اتساع البال، والشغف بالعمل الذي يقوم به، وكذلك الطلبات التي يطلبها هذا المدير حتى يرتقي بالمؤسسة ينبغي أن تكون توقعات عالية ولكنها «منطقية» وقابلة للتطبيق على أرض الواقع، والإنصات للفريق وغيرها من الصفات.
اختبارات شخصية
حول وجود اختبارات يخضع لها المتقدم على وظيفة إدارية أوضح استشاري الموارد البشرية طلال القرني أن «هناك اختبارات تستخدم مع الوظائف القيادية العليا مثل مدراء عموم أقسام أو مدراء ماليين في الشركات التي تكون في مستويات عالية، وهذه الاختبارات تسمى اختبارات تحليل الشخصية، ومن الأسئلة التي تطرح وجود مواقف افتراضية مطلوب من المتقدم على وظيفة "سواء رجل أو امرأة" التعامل معها، وعلى ضوء الإجابات يتم الاختيار».
وتابع: «الشركات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة تتجنب هذه الاختبارات لكلفتها المالية العالية»، كما يرى أنها هذه الاختبارات من المفترض أن تكون في جميع المؤسسات والشركات الصغيرة والمتوسطة لحساسية هذه الوظائف وأهميتها.
ويشير إلى أنه «من أهم الأمور التي يجب أن تؤخذ في عين الاعتبار قبل تعيين المدير هو وجود المرجعية والسؤال عنه في الشركة السابقة التي كان يعمل بها، وهنا ينبغي أن تكون المعلومات حقيقية دون تزييف أو مجاملة».
المدير الانفعالي
أما عن المدير الانفعالي، فيؤكد القرني أن «رفع الصوت ورمي الأشياء ونحوها هي أمور غير مقبول نهائيا، وقد تقود إلى اشتباك بالأيدي بين المدير والمتبوع إذا ما كان الطرفان انفعاليان، مما يجر على الشركة مساءلات قانونية الموظف في غن عنها، كما أن بعض الشركات تعطي لمدير عام الموارد البشرية الصلاحية لإيقاف أي تجاوز من أي شخص بل ومراجعة القرارات التي قد تصدر من المدير في لحظة غضب، وقد تكون مجحفة في حق الموظف، بل في حال ثبوت خطأ من المدير فتتخذ في حقه إجراءات تأديبية، وبشكل عام القرارات المتعلقة بالشركة التي يتخذها المدير تخضع للتقييم الدوري ومدى تحقيقها الأهداف التي رسمها».
المرض النفسي
يشدد القرني على ألا يمكن أن تكون الإصابة بمرض نفسي عيارا لقبول الوظيفة من عدمه، ويقول «في بعض الحالات يتم اكتشاف مرض نفسي أثر على سير العمل مثل الشخص الذي لديه فوبيا من المرتفعات وعمله يتطلب الصعود إلى أماكن مرتفعة، وكذلك على سبيل المثال شخص لديه رهاب اجتماعي ولا يستطيع مواجهة الجمهور والصحافة أو إدارة حوار بين مجموعات، هنا لا يمكن أن يكون في منصب مدير إدارة العلاقات العامة مثلا، هنا إن تم اكتشاف هذه الاضطرابات النفسية التي أثرت على سير العمل يحق للشركة اتخاذ الإجراء المناسب».
وأكد أنه يرى أنه «من غير اللائق سؤال الشخص عن مرضه النفسي إلا في حال ثبوت عدم قدرته على أداء العمل بسبب هذا الاضطراب النفسي، طالما أن هذا المرض لا يؤثر على العمل أو الموظفين، وفي حال الإصابة بالمرض النفسي كإصابة عمل فإن مكتب العمل والتأمينات الاجتماعية لا تنهي خدماته بل تحيله إلى وظيفة أخرى».
نافذة
ـ المرض النفسي لا يجعل المصاب غير مؤهل للإدارة الناجحة.
ـ الحساسية والانفعال ليسا مرضين مانعين من تولي الإدارة.
ـ الشركات الكبيرة تتحرى عبر اختبارات عن مدى كفاءة مديريها.
ـ يمكن لكل مضطرب نفسيا أن يكون ناجحا في القيادة إذا سيطر على انفعالاته.
ـ بعض الأمراض النفسية تمنع من أعمال بعينها، فمصاب فوبيا المرتفعات لن ينجح بعمل في مكان مرتفع.
ـ لا يفصل الموظف لتعرضه لمرض نفسي بل يحال لأداء وظيفة أخرى تناسبه.