رويدا رويدا تجد مهنة «الباريستا» مزيدا من مساحات الانتشار في سوق العمل، وتجد لها كثيرا من الراغبين في امتهانها، وأكثر بكثير ممن يشكلون زبائن لها، وهم يزيدون بشكل ملحوظ يوما إثر يوم.

«الباريستا» كلمة إيطالية تعني «الساقي»، سواء كان ذكرا أو أنثى، وهي تستخدم لوصف الشخص الذي يُحضر القهوة بمختلف أنواعها، ويرسم عليها رسومات مختلفة، حيث يطلق عليه «رسام القهوة».

تبدو المهنة في ظاهرها بسيطة وسهلة، لكنها في الواقع وظيفة تحتاج إلى امتلاك عدد من المهارات والحرفية، حيث إن مكائن تحضير القهوة والإسبريسو تحتاج إلى خبرات وتدريبات خاصة للعمل فيها، و«الباريستا» لا بد أن يتعلم بشكل يومي ومستمر، وأن يدرس أنواع القهوة، ويعرف كل طرق تحضيرها، سواء كانت تقليدية أو جديدة ومبتكرة، فالقهوة لا تقتصر فقط على ضغطة زر لتحضيرها، ولكن هناك عدد من الطرق والأساليب لتحضيرها، من التنقيط والتقطير ومعرفة كل نوع وكمية القهوة اللازمة لتحضيرها، وغيرها.

حنكة وذكاء

تتطلب مهنة «الباريستا»، بالإضافة إلى المهارات والخبرة التي يجب أن تكون متوافرة في «الباريستا»، مهارات ومواهب إضافية، منها الحنكة والذكاء وسرعة البديهة والتركيز الشديد، والمهارة العالية، والعقلية المدبرة التنظيمية.

وقد انتشرت في المملكة، ومع «رؤية 2030»، الرغبة من عدد من الشباب والشابات السعوديين في العمل كـ«باريستا»، حتى أصبح الشباب والفتيات السعوديوصن روادا في هذا القطاع.

تقول سمية محمد، التي تعمل «باريستا» في أحد الفنادق الشهيرة بالرياض: «أحببت العمل كباريستا، لذلك قمت بالبحث والإطلاع والتعمق في هذه المهنة، حتى قبل أن أفكر في العمل بهذا القطاع. كما اطلعت على أنواع القهوة المختلفة، وكيفية تحضيرها، والأدوات التي تستخدم في إعداد الأنواع المختلفة منها، وبعدها التحقت بعدد من الدورات في مهنة «الباريستا»، لأصقل موهبتي، ولعشقي الدراسة المهنية، ولأكون على الوجه الأمثل، وفي نهاية الأمر حمدت الله أنني أصبحت «باريستا» في مكان راقٍ».

وتوضح: «أي عمل في بداياته لا بد أن يواجه ممتهنه عددا من الصعوبات، لكني ولله الحمد، وبسبب حبي هذا العمل وهذا القطاع، كنت مستمتعة وأنا أخوض هذه الصعاب، وتغلبت على التحديات التي واجهتنى إلى أن وصلت إلى ما أنا عليه الآن».

وتضيف «سمية»: «بالنسبة للأهل والعائلة لم يكونوا معترضين أبدا دخولي هذا المجال، بل بالعكس كانوا سعداء، لمعرفتهم حبي وهوايتي لـ«الباريستا»، فوجدت منهم كل التشجيع والدعم».

ومن ناحية تقبل المجتمع ونظرته لها كفتاة سعودية تعمل «باريستا»، أفادت: «نظرا لأنني لم أكن من أوائل البنات الذين دخلوا هذا المجال، بل سبقتني إليه كثيرات، فقد كان تقبل المجتمع للأمر عاديا للغاية».

مجال التندر

تؤكد سمية محمد ما يتم تداوله في بعض وسائل التواصل الاجتماعي حول جهل كثيرين بهذه المهنة، حيث يبادر بعض الزبائن بوضع السكر بعد رسم «الباريستا» على القهوة، إذ تقول: «انتشر الأمر كدعابة، فهو لا يعدو كونه تندرا، وفي النهاية فالناس أذواق، وكل شخص يرغب في شرب قهوته بالشكل والنكهة التي يفضلها».

وبيّنت أن الدخل الشهري الذي قد تحصل عليها «الباريستا» ربما يصل إلى 5000 أو 6000 ريال سعودي شهريا، حالمة أن يكون لديها المقهى الخاص بها.

الصدفة تقود للعمل

تشير أسيل العنزي، التي أحبت العمل «باريستا»، ودخلت هذا المجال منذ عامين صدفة ودون أدنى تخطيط: «أحببت هذا العمل بعد أن مارسته صدفة، واكتشفت أن لدي الموهبة للعمل به، وحصلت على عدد من العروض الوظيفية من جهات عدة، نظرا لموهبتي، على الرغم من أنني ما زلت طالبة في الجامعة، وأدرس الإعلام - تخصص إذاعة وتليفزيون - في جامعة الإمام محمد بن سعود».

وأوضحت: «في البداية عملت في كافيه نسائي، ومع الوقت واكتشاف موهبتي بدأت في البحث عن عمل في كافيهات أكبر، ووجدت أن تقبل فكرة أن بنت تعمل «باريستا» ممتاز، وليس فيها أدنى مشكلة. كما وجدت الدعم الكامل من العائلة».

وأضافت «أسيل»: «التزمت بدورتين في أكثر من مكان بقطاع الباريستا، وحصلت على شهادات لازمة لصقل بدايتي وموهبتي».

وعن تجربتها مع الزبائن، قالت: «لاحظت وجود عدد من الزبائن الذين يرتادون الكافيهات، لكنهم لا يعرفون نوع القهوة التي يرغبون في احتسائها، ويطلبون مني تحضير نوع على ذوقي، وبعد تحضيره يستغربون طعمه، لكنهم يحبونه في النهاية».

وشبهت «أسيل» الباريستا بالطبيب، من حيث إنه مطالب يوميا بتعلم الجديد، والبقاء على إطلاع على المستجدات فيما يخص عمله. وقالت:«من المستحيل أن يأتي يوم وتقول لقد أتقنت العمل بالكامل، وانتهيت منه، بل بالعكس كل يوم هناك معلومات جديدة، وتطورات جديدة، وأساليب عمل مختلفة وحديثة، وكل يوم في العمل كـ«باريستا» لا بد أن تبتكر مشروبا جديدا بمذاق جديد وغريب، يواكب الناس ورغباتهم المتغيرة».

باريستا

عامل تحضير القهوة

يسمى «رسام القهوة»

عادةً هو موظف في مقهى يعد ويقدم القهوة بأنواعها

أصل الكلمة إيطالي

مهارات «الباريستا»

معرفة الفروق

في كل كمية جديدة من القهوة

معرفة الأمور التي يفضلها شارب القهوة

يعمل على تركيب الرغوة

أدوات مهمة في وظيفة «الباريستا»

الميزان لحساب الجرامات مع الوقت، فتحضير الـ«إسبريسو» مثلا يتطلب وجود ميزان سريع مزود بمؤقت