الحقيقة أنني لم أكن متوقعاً لقرار وزارة التعليم، بتمديد الدراسة عن بعد للمرحلة الابتدائية، واستمرار العمليات التعليمية تسير وفقاً لمنصة مدرستي، لعدد من الاعتبارات، والتي يأتي على رأسها أن الأمور بدأت تعود لوضعها الطبيعي في المملكة، ولذا كان الخبر نوعاً ما مفاجئاً وجميلاً بالفعل.

لست متخصصاً في الشؤون التعليمية والتربوية، ولذا لن أتحدث عن الجوانب المكتسبة من استمرار تدريس المرحلة الابتدائية عن بعد، ولكني أنقل اليوم صوت أشخاص كثيرين من مشهدنا العام، ينادون بضرورة تغيير وقت الدراسة المتبع في المنصة.

في الصباح ينشغل الأب أو الأم بالعمل، وعند وصولهما إلى المنزل ينشغل الأبناء بالدراسة. ولذا فإني أعتقد أن الحياة لا تنتعش فعلياً في المملكة اليوم، إلّا بعد صلاة العشاء، أي بعد انتهاء المنصة. حيث تنشط الشوارع، وتمتلئ المحلات التجارية بالناس، وتكتظ الأسواق والمولات، وهذا أمر مشاهد.

لا أدري لماذا لم تغير الوزارة وقت الدراسة، خصوصاً وأنهم سابقاً كانوا يرتكزون على تقسيم الوقت بين المراحل الدراسية، وبعض الناس كان يتحدث في وسائل التواصل عن أن هناك سبباً آخر، يتمثل في التكلفة المالية العالية لتبعات جعل الطلاب في وقت واحد، مثل إيجاد عدد أكبر من السيرفرات لموقع المنصة.

اليوم أظن أن المسببات انتفت، حيث عاد طلاب المرحلة الثانوية وطلاب المرحلة المتوسطة إلى مقاعد الدراسة. ولذا لم يعد يشكلون ضغطاً بالوقت، ولا ضغطاً في تقنية المنصة. وعليه فإن استمرارية بقاء وقت طلاب المرحلة الابتدائية على وقتهم أصبحت بلا جدوى.

رسالتي إلى المسؤولين في وزارة التعليم، وخصوصاً المسؤولين عن ملف منصة مدرستي. أيها السادة لا نعلم متى ستعود دراسة المرحلة الابتدائية إلى وضعها الطبيعي، واستمرار وقت المنصة على وضعه الحالي، يفوت العديد من الفرص للناس بالاستمتاع بباقي يومهم. ومع موسم الرياض الذي تراهن عليه الدولة عالمياً، يصعب على سكان العاصمة، وما حولها التحرك بعد المنصة. وأعتقد أن تغيير الوقت لتكون الدراسة تبدأ من الساعة الثانية عشرة ظهراً، وحتى الرابعة عصراً أمر جيد جداً.

أتمنى فعلاً أن يتم أخذ هذا الاقتراح بعين الاعتبار، وتغيير وقت المنصة الحالي. مع العلم بأنني هنا أعبر عن رأيي الشخصي، ورأي كثير من الأشخاص الذين أقابلهم من حولي، ولذا أجد أنه من الجيد أن يتم نشر استبيان جديد، لاختيار وقت المنصة عبر صفحة الوزارة على تويتر، لقياس الرأي العام حوله.