بعد يومين على تشكيل الفريق أول عبد الفتاح البرهان مجلس سيادة انتقاليا جديدا برئاسته، تجمع مؤيدو انتقال السلطة إلى المدنيين لرفض «الحكم العسكري».

ودعا الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للسودان، فولكر بيرتس، قوات الأمن السودانية، لممارسة أقصى درجات ضبط النفس واحترام الحق في التجمع السلمي وحرية التعبير.

حيث يتظاهر مئات المعارضين للانقلاب في السودان، السبت، في الخرطوم وسط انتشار عسكري كثيف، في يوم مصيري للشارع الذي يريد إثبات نفسه، وللسلطة التي سيتعين عليها التحلي بضبط النفس لطمأنة المجتمع الدولي وأُطلق غاز مسيل للدموع على متظاهرين بحسب مراسلي وكالة فرانس برس.

وانتشر منذ الصباح الباكر أمس في شوارع الخرطوم وأم درمان جنود وقوات الدعم السريع بكثافة، وسدوا الجسور التي تربط العاصمة بضواحيها وتتقاطع مع المحاور الرئيسية.

ودعا ناشطون عبر رسائل نصية ورسوم غرافيتي على الجدران، السودانيين إلى التظاهر بكثافة لإعادة السلطة إلى المدنيين وتجنيب البلاد الغارقة في ركود سياسي من «ديكتاتورية عسكرية» جديدة.

قوات الأمن

وقال بيرتس في تغريدة له على «تويتر»، بعد انطلاق مظاهرات مناهضة لقرارات الجيش: «في ضوء مظاهرات اليوم في السودان، أدعو مرة أخرى قوات الأمن لممارسة أقصى درجات ضبط النفس واحترام الحق في التجمع السلمي وحرية التعبير. وعلى المتظاهرين أن يحافظوا على مبدأ سلمية الاحتجاج».

وتتزامن هذه الدعوة مع دعوات أطلقتها تجمعات نقابية وأحزاب سياسية في السودان إلى مظاهرات احتجاجية حاشدة للتنديد باستيلاء الجيش على السلطة والمطالبة بالحكم المدني. وتأتي هذه الدعوات للتظاهر بعد يومين من إعلان قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان تشكيل مجلس سيادة برئاسته بعد عزل الحكومة المدنية في نهاية أكتوبر الماضي.

مواكب أخرى

وتوافد «عشرات المتظاهرين للانضمام إلى مواكب أخرى» فيما كان التنقل بين حي وآخر في جنوب العاصمة السودانية شبه مستحيل، بحسب المتظاهر محيي الدين حسن الذي تحدّث مع وكالة فرانس برس.

ونزل إلى شوارع أم درمان، شمال غربي الخرطوم، مئات المتظاهرين بحسب شهود عيان.

وتواترت شعارات «لا للحكم العسكري» و«الردة مستحيلة» و«يسقط المجلس العسكري الانقلابي» وشعارات أخرى للاحتجاج الذي أسفر قمعه عن 15 قتيلاً وأكثر من 300 جريح منذ انقلاب 25 أكتوبر بحسب الأطباء.

الانضباط

ويبدو أن المنظمات المؤيدة للديمقراطية التي نجحت في حث السودان على إسقاط البشير لم تتمكن من إطلاق شبكة عصيان واسعة في واحدة من أفقر دول العالم.

واعتبر موفد الأمم المتحدة إلى السودان فولكر بيرثيس أن «التسمية الأحادية الجانب لمجلس السيادة من قبل الفريق أول البرهان يجعل العودة إلى الالتزامات الدستورية» لعام 2019 أكثر صعوبة.

وكتب في تغريدة أن الأولوية هي «أن تتحلى قوات الأمن بأكبر قدر ممكن من ضبط النفس وتحترم حرية التجمع والتعبير». ولا يزال رئيس الوزراء المخلوع عبدالله حمدوك قيد الإقامة الجبرية.

وأطلق الجيش سراح أربعة وزراء فقط رغم دعوات شبه يومية من المجتمع الدولي للعودة إلى حكومة ما قبل 25 أكتوبر الانتقالية.

وأعلن البرهان منذ أيام عن تشكيل «وشيك» لحكومة جديدة بدلا من حكومة حمدوك، إلا أنه لا شيء ملموسًا حتى الآن، علمًا أن أعضاء مجلس السيادة الجديد لا يمثلون جبهة موحدة.

تطور الأحداث

أعلن الفريق أول عبد الفتاح البرهان في 25 أكتوبر حالة الطوارئ وحل مجلس السيادة

أوقف معظم وزراء الحكومة من المدنيين وبعض النشطاء والسياسيين

ومنذ إعلان هذه القرارات، تشهد البلاد وخصوصًا العاصمة موجة من التظاهرات

وشكل البرهان الخميس مجلس سيادة انتقاليا جديدا استبعد منه أربعة ممثلين لقوى الحرية والتغيير

واحتفظ البرهان بمنصبه رئيسا للمجلس

ولم تُرض الوعود المعارضة التي قوضتها مئات الاعتقالات التي استمرت السبت