بعد نجاحات عدة حققتها رحلات «سفاري» البرية إلى الصحارى المحاذية لـ«الأحساء» على مدى الأعوام الماضية، وتحديدا مع اعتدال الأجواء المناخية بدءا من مطلع نوفمبر، ولمدة 5 أشهر من كل عام، شرع منظمو تلك الرحلات، مع بدء موسم الرحلات في هذا العام، في تسيير رحلاتهم إلى صحارى «الربع الخالي» مترامية الأطراف، التي تحتل ربع مساحة المملكة، محولين مسمى «الربع الخالي» إلى «الربع الغالي».

2500 ريال لـ6 أيام

أشار قائد فريق «سفاري» في «الأحساء»، ياسر الناصر، لـ«الوطن» إلى أن فريقه، الذي يضم مجموعة من هواة قيادة المركبات ذات الدفع الرباعي على اختلاف أنواعها، وممن يهوون السير على الكثبان الرملية، بدأ في تسيير رحلات «جماعية» إلى عدة مواقع داخل صحارى «الربع الخالي»، والإقامة فيها لعدة أيام، وسبق ذلك قيام هؤلاء الهواة بزيارات مسبقة، للتعرف على الطرقات، وإجراء المسوحات لأبرز المواقع القابلة لزيارة السائحين، موضحا أن تكلفة الرحلة للفرد الواحد في 6 أيام تصل إلى 2500 ريال، بما فيها المبيت 5 ليال في الصحراء.


وأضاف «الناصر»: «من أبرز المواقع والوجهات التي يتوقع الوصول إليها وزيارتها في «الربع الخالي» 6 مواقع متباعدة في النطاق الصحراوي: بحيرة أم الحيش، وقلمة بيضاء اللحي، وقلمة الضعيف، ومضرب النيزك، وشبيطة، وعين عيد»، موضحا: «هناك مواقع خطيرة في «الربع الخالي»، والكل يتجنب الوصول إليها مثل منطقة تسمى «الوعر»، وهي منطقة وعرة جدا، وصعبة الاختراق، وتحتاج إلى سائقين محترفين، لخطورتها، وتمتد من شرق «الربع الخالي» إلى غربها، ويصل عرضها في بعض المناطق إلى 50 كلم». وأكد قائد «سفاري الأحساء» ضرورة توافر أدوات الإنقاذ، وهاتف ثريا، وجهاز تحديد المواقع (الخرائط)، وجهاز راديو لاسلكي في جميع الرحلات، والسير الجماعي لجميع المركبات المرافقة للرحلة.

حيوانات مفترسة

أكد «الناصر» أنه مع كثرة دخولهم «الربع الخالي»، لمعاينة مختلف المواقع، لم يرصدوا أي حيوانات مفترسة، مبينا أن المبيت في الصحراء هو الأفضل في رحلات السفاري، ويتطلب توفير خيمة مبيت (فردية)، ومستلزمات النوم. ومن بين التجهيزات ومستلزمات الرحلة إلى «الربع الخالي»: أدوات شخصية يحتاجها إليها الشخص مثل الملابس الشتوية، والأدوية إذا كان يستخدمها للأمراض المزمنة مثل السكري وضغط الدم، ووقود إضافي (150 لترا تقريبا)، وخزان للماء، وأسلاك سحب، ومنفاخ هواء، وأدوات إسعاف أولي، ومواد غذائية، ومياه.

عزب للبدو

أبان «الناصر» أن المواقع التي تستهدف في الرحلات لا توجد فيها عزب للبدو الرحل، بيد أن هناك فرق أعمال واستكشاف لجهات أخرى تمارس أعمالها في «الربع الخالي»، وبالأخص في منطقة «قلمة بيضاء اللحى»، موضحا أن الفرق تواجه مخاطر وتعطل المركبات في صحراء «الربع الخالي» بتوفير قطع استهلاكية للمركبات، وفنيين ميكانيكيين وكهربائيين مرافقين للمركبات طيلة مدة الرحلة، لافتا إلى أن رحلة «الربع الخالي» تمثل له رحلة من أجمل الرحلات، ويحرص على القيام بها في كل موسم، وعدة مرات في الموسم الواحد، حيث يشعر الزائر فيها بالراحة النفسية، والتأمل في الطبيعة، وخوض مغامرة نوعية وجديدة، علاوة على الأجواء الجميلة البعيدة عن عوادم المركبات والمصانع وضجيج المدن. وأشار إلى أن من أبرز الصعوبات والمخاطر في مثل هذه الرحلات: تعرض المركبة للأعطال أو الانقلاب حينما يكون هناك سوء تقدير من السائق في بعض المواقع، بيد أن خبرة كثير من قائدي المركبات تتجاوز ذلك الخطر، ومن أكثر الإزعاجات في رحلات الصحاري البعيدة تعطل المركبة، وما يسببه إصلاحها من استنزاف للوقت والجهد، وهو ما يؤثر في برنامج الرحلة.

1500 كيلو متر

قال «الناصر»: «خطة سير الرحلات تتمثل في دخول «الربع الخالي» من خلال التوغل في منطقة «شبيطة»، وهي إحدى بوابات الدخول إلى الربع الخالي، وتبعد عن الأحساء 600 كلم. وبعد التزود بالوقود من «شبيطة»، تبدأ رحلة الدخول إلى رمال «الربع الخالي»، والانقطاع عن التواصل مع الآخرين عن طريق الهاتف المحمول، والتنقل داخل «الربع الخالي» لمسافة 1500 كلم، مع التأكيد على إبلاغ الجهات الحكومية ذات العلاقة، والاستعانة فيها طيلة مدة سير الرحلة»، مسديا النصح للراغبين في زيارة «الربع الخالي» باختيار الفرق المتخصصة التي تمتلك الخبرة والدراية في ذلك، للاستمتاع بمزايا الرحلة طيلة مدتها كاملة، وحتى لا تكون الزيارة الأخيرة، بل تعقبها زيارات أخرى لاحقا.

الأمن والأمان والسلامة

أبان عادل علي، مرشد سياحي، أن رحلات السفاري ناجحة بشكل كبير في المواقع الصحراوية القريبة من «الأحساء»، وأن النجاح والتميز ينتظران رحلات السفاري البعيدة مع توافر عناصر الأمن والأمان والصحة والسلامة، فـ«الأحساء» تستقطب سنويا أعدادا كبيرة من خارجها، لتنفيذ رحلات سفاري للأفراد والعائلات بأسعار مناسبة جدا، تتراوح فيها رسوم الفرد الواحد ما بين 200 و400 ريال ليوم واحد في صحاري قريبة من وسط «الهفوف»، ولا تتجاوز مسافتها عن النطاق العمراني 60 كلم، وتختلف تبعا للخدمات المقدمة في كل رحلة ونوع وموديل المركبة.

أبرز صعوبات رحلات «الربع الخالي»

تعطل المركبات

انقلاب المركبات

انقطاع الاتصالات

عدم وجود محطات للوقود

احتياطات لازمة لرحلات «الربع الخالي»

سيارات مجهزة

مرافقة ميكانيكيين وكهربائيين للرحلة

تحرك السيارات بشكل جماعي

وقود إضافي (تقريبا 150 لترا)

خزان للماء

أسلاك سحب للسيارات المتعطلة

منفاخ هواء

أدوات إسعاف أولي

مواد غذائية

متطلبات فردية للمبيت، ومنها:

01 خيمة مبيت (فردية)

02 مستلزمات النوم

03 ملابس شتوية

04 أدوية خاصة بالأمراض المزمنة