في يوم الأربعاء 5/ 4 /1443هـ بدأ وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتورعبداللطيف آل الشيخ زيارة رسمية لجمهورية كرواتيا استمرت عدة أيام، تلبية لدعوة من رئيس المشيخة الإسلامية بالجمهورية.

وتعد الزيارة الأولى لها، وتأتي في إطار جهود الوزارة لتعزيز التواصل مع المشيخات الإسلامية والعاملين في مجالات العمل الإسلامي لنشر الإسلام الوسطي المعتدل، وتعزيزا لشراكة المملكة مع نظيراتها بدول العالم، تأكيدا على رسالتها في خدمة الإسلام والمسلمين وفق منهج الوسطية والاعتدال.

وكان ذلك بتوجيه من لدن خادم الحرمين الشريفين وولي عهده -حفظهما الله- حرصا منهما على توطيد علاقات بلادنا مع هذه الدولة، خاصة فيما يتعلق بالروابط الإسلامية، وقد وصل إلى كرواتيا يوم الأربعاء الموافق 1443/4/5هـ، حيث كان في استقباله بالمطار السفير أسامة الأحمدي، ورئيس المشيخة الإسلامية المفتي العام لجمهورية كرواتيا الشيخ عزيز حسانوفيتس، وعدد من المسؤولين. وبهذه المناسبة أقامت رئاسة مجلس الوزراء حفل عشاء تكريما له، وتم خلال هذا اللقاء توقيع الجانبين على البرنامج التنفيذي لمذكرة التعاون في مجالات الشؤون الإسلامية، حضره عدد من مسئولي الدولة ومن المشيخة الإسلامية، وفي مقدمتهم رئيس المشيخة والسفير السعودي.

ومن جانب آخر التقى رئيس البرلمان الكرواتي غوردن، في مقر البرلمان وزير الشؤون الإسلامية، وقد نوه رئيس البرلمان خلال اللقاء بما تشهده العلاقات الثنائية بين البلدين من تطور كبير، ورغبة في تعميق التعاون بمختلف المجالات.

مشيدا بالدور الذي تقوم به المملكة في دعم الأمن والسلام العالمي، ومؤكدا حرص المملكة على تعزيز علاقاتها مع كرواتيا، وقال: إن الإسلام دين عظيم يدعو إلى التعاون والمحبة والسلام.

وفي هذه المناسبة منحت المشيخة الإسلامية وزير الشؤون الإسلامية شهادة الشخصية الإسلامية المؤثرة، نظير جهوده في خدمة الإسلام وفق منهج الوسطية والاعتدال، بل ومنحته المشيخة شهادة تقدير خاصة للشخصية الإسلامية المؤثرة، نظير جهوده في نشر التسامح والتعاون والحوار بين الأديان، حضره عدد من كبار المسؤولين من الجانبين، ووسائل الإعلام الكرواتية، ولا شك أن منح المشيخة شهادتين في زيارة واحدة لدليل على بالغ التكريم الذي حظي به لدى المشيخة.

وقال بيان صادر عن المجلس التنفيذي للمشيخة إن تكريم الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، يأتي إيمانًا بالدور الذي تقوم به المملكة ومؤسساتها كافة، وبتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بنشر مبدأ الحوار والتسامح بين جميع الأديان بكثافة عالية.

وبهذه المناسبة أيضا ألقى آل الشيخ كلمة ضافية بمقر المركز الإسلامي الثقافي في العاصمة زغرب تحدث فيها عن عظمة الرسالة المحمدية وقوة مكانة الإسلام بين الأديان المعاصرة وسماحته ويسره.

يذكر أن زيارة فضيلته لجمهورية كرواتيا، حظيت بترحيب كبير من الحكومة الكرواتية والمشيخة الإسلامية كأول زيارة رسمية بعد الاستقلال، والذي لا شك فيه أن تلك الزيارة أتت ثمارها، ووطدت العلاقات بين البلدين، خاصة في الشئون الإسلامية، وقد تخلل تلك الزيارة عدد من اللقاءات رفيعة المستوى مع قيادات سياسية وإسلامية، كوزير الخارجية نائب رئيس الوزراء، وأئمة المساجد في المدن الكرواتية، وطلبهم رفع شكرهم وتقديرهم لمقام الملك وولي عهده الأمين على دعمهما واهتمامهما بمسلمي كرواتيا.

وأكد آل الشيخ أن حكومة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين تمد يدها للمسلمين في كرواتيا وفي كل دول العالم، وتحرص على خدمتهم ومد جسور التواصل معهم. والتقى عددا من رؤساء الجامعات بالجمهورية الذين رحبوا بالزيارة ووصفوها بالمهمة والمؤثرة، وكذا التقاؤه زعماء الديانات في جمهورية كرواتيا، إضافة إلى زيارته للمشيخة الإسلامية، وعدد من المرافق التابعة لها للاطلاع على أنشطتها وبرامجها، ولعدد من المعالم التاريخية في تلك الجمهورية؛ ومن بركات تلك الزيارة منح كبير علماء البلقان المفتي السابق للبوسنة والهرسك الدكتور مصطفى سيرتش الجنسية السعودية، والتي قابلها بعظيم الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين.

الذي أريد قوله: إن تلك الزيارة عميقة المعاني بعيدة المدى، إذ أنها كشفت عن متانة عرى الأخوة الإسلامية، والصداقة الحقة بين البلدين، بل إنها لم تعن الحكومة والمشيخة فقط، بل تعني الشعب الكرواتي بأكمله، إذ إنها فتحت لهم القلوب قبل الصدور لتعميق الأخوة وتقوية الروابط الإسلامية، وبعد أن اختتم زيارته لكرواتيا غادرها مودعا بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم.. وفق الله فضيلته ونفع به وبعلمه المسلمين.