ذهب أحد الشباب إلى جنوب إفريقيا وفي عودته إلى المملكة قرر البقاء «ترانزيت» في مدينة خليجية يشار لها بالبنان على خريطة الترفيه عالميا، وبقي هناك قرابة اليومين، ولأنه ليس من سكان الرياض، قرر البقاء أيضا في الرياض لمدة يومين «ترانزيت» كذلك وصولا لوجهته النهائية بإحدى مناطق السعودية. المهم أن صاحبنا قرر الذهاب إلى (موسم الرياض)، ولأنه حضر الموسم السابق، كان يعتقد أنه مبالغ في الأسعار، خصوصا وأن «رأس مالها نافورة ومطاعم»، ومع ذلك ذهب ذهاب القائل في نفسه «نجرب ونشوف»، المهم أنه وبمجرد وصوله وجد أن الموقع من الخارج من أكثر الأماكن في المملكة التي تولي ذوي الإعاقة أولوية قصوى في التعامل الراقي، ليس بعشرات المواقف فقط، بل وحتى الدخول المجاني للموقع ولأغلب الأماكن، وما إن وصل إلى أول نقاط الاستقبال حتى تساءل، هل هو في قفار اليمامة أم في شارع Broadway بنيويورك؟ فالشاشات والموسيقى وطريقة العرض الشيق في غاية الرونق والجمال، وما إن وصل إلى وسط المقر حتى تاهت خطاه، فلم يعد يعرف هل هو من محبي الألعاب الإلكترونية، أم من هواة المسرح والفن، أم من عشاق الموسيقى، أم من محبي الثلوج، فمثلا كان هناك مقر للعبة الشهيرة The Cristal Maze التي كان يشاهدها «جيل الطيبين» على القناة الثانية السعودية، والتي تنفد تذاكرها كل يوم تقريبا في الساعات الأولى من التشغيل، وبمجرد أن يخرج منها سيكون أمامه عالم الديناصورات، وهي باختصار منتهى الاحتراف في الخلط بين الواقع الافتراضي والحقيقي، فلم تعد تعرف «الواقع من التمثيل»، في بيئة صممت باحتراف عال للتنسيق بين أعضاء الفريق، ومجسمات وتصميمات أظهرت واقع الديناصورات بشكل خيالي، أما المسارح، فلا غرابة أن تجد مسرحيتين تعملان في الوقت نفسه لكبار النجوم المصريين والخليجيين، ومن المعتاد أن تجد فنانا أو فرقة عالمية على هامش الفعاليات، بينما الفعاليات بالمستوى العالمي مثل كومبات فيلد وونترلاند وغيرهما، فهذه أصبحت مجرد أطباق إضافية ومتغيرة.

ما أريد قوله، إن أحمد الشقيري يقول في خواطر قديمة قبل 10 أعوام، إن سنغافورة لم تكن شيئا مذكورا، وكانت تتبرأ منها دول أخرى وبسبب إصرارهم فقط على النجاح، أصبحت تعرف مواقع الدول ببعدها وقربها من سنغافورة، وهذا ما حدث مع فريق موسم الرياض، فلم يكن يدر بخلد أي أحد أننا سنشاهد ربع ما يحدث حتى في العشر السنوات المقبلة، فأصبح يحدث كاملا وهذا العام، وهذا مصدر إلهام لباقي الهيئات والوزارات التي وإن بدأت بتغيير نفسها، فعليها أن تبدأ أولى خطاها بمبدأ «إما كالترفيه وإلا فلا».