نسيحُ في جميع أرجاء الكون بتردداتنا وموجاتٍ نُطلقها في كل الأنحاء. يقفُ فكري عاجزاً عندما أريدُ أن أصف موقفاً ما حصل لي أو مقابلة أو سفرا، أو غير ذلك من أمور الحياة الجارية التي لا تتوقف إلا بتوقف دقات نبض قلوبنا، عجزي هنا عن شرح ما يسمى باللحظة....

تعريف ومعنى اللحظة في معجم المعاني الجامع أن اللحظة هي: «الوقت اليسير بمقدار لحظة العين»، اللحظة التي تحصل معنا في ما سبق أن ذكرته كيف لي أن أسترسل في وصفها، هل هي ذلك الزمان الذي يحصل لي في مكانٍ ما؟ أم هي ذلك الوقت المحدد الذي ينقضي بجمال أحداثه، أو ما سواها؟ لربما يكون لها علاقةً بتلك المسماة بالصدفة التي لا أومن بوجودها!.

عندما أقابل شخصاً ما أريد أن أتحدث إليه أقول: لحظة من فضلك عندما أسافر وأستمتع أقول عشت أجمل اللحظات!!!.

أمُر بساعة من الوقت تشير مثلاً إلى الساعة الحادية عشرة وإحدى عشرة دقيقة (11:11)، أقول هذه اللحظة لن تتكرر بهذا الرقم إلا بعد مضي اثني عشرة ساعة، أكونُ هنا دخلت في مجال قياس الزمن وترددات دقائق الأوقات، وعندما أحكي لحظات عن سعادتي فإني أصفُ شيئاً يختص بأمور حياتي. ونأتي لقول «عشت أسوأ لحظات الفقد» دخلت هنا في ترددات سالبة من الوقت قد لا أتوقُ لذكرها. وقد يكون في حياتي «اللحظة العظمى» التي تغير مجرى الحياة كاملة لدي!! .

الحياة محدودة بالأبعاد الثلاثة إلا وهي الطول؛ العرض؛ الارتفاع،فهل غاب هنا في اللحظة البعد الزمني الذي يعتبر هو الحاضر والماضي والمستقبل.

أحب أن أذكر هذه الآية هنا قال تعالى (إن ربكم اللَّه الذي خلق السموت والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الأمر ما من شفيع إلا من بعد إذنه ذلكم اللَّه ربكم فاعبدوه أفلا تذكرون).

ذُكر الزمن أو اللحظات التي خلق الله تعالى الكون بها وتفيد بأن خلق العرش متقدم في الزمن عن السموات والأرض، أي أن تلك اللحظات في ستة الأيام قد سبقها خلق العرش العظيم.

جل من قدر وخلق الكون بقدرٍ، وأوجد لحظاتِ الزمان مقدرة كلا بحسب تردده.