منذ ظهور أولى حالات كورونا في الصين نهاية ديسمبر 2019، تسبب المرض في وفاة ما يزيد عن خمسة ملايين مصاب حول العالم، وتم تأكيد إصابة ما يزيد عن مئتين وخمسين مليون حالة، وتعافت الغالبية العظمى من تلك الحالات إلا أن البعض استمر يعاني من مضاعفات ما بعد المرض. وهذه الإحصائيات والأرقام قد لا تكون دقيقة، فمنظمة الصحة العالمية ترى أن معدل الوفيات المرتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بفيروس كورونا قد يكون أعلى من رقم الوفيات المعلن بمرتين أو ثلاث، كما أن هناك حالات كثيرة جدا لا تظهر عليها أعراض رغم إصابتها، وبالتالي لا تدخل ضمن إحصائية الإصابات المسجلة.

وفي الفترة الأخيرة ورغم سيطرة المتحور دلتا على معظم الحالات المسجلة عالميا وبنسبة %98، إلا أن هناك تحذيرا وخوفا وقلقا من متحور أوميكرون والذي لم تتجاوز حالات الإصابة به أكثر من %1 حسب التقارير المنشورة. ولعل سر الخوف والقلق من المتحور الجديد هو كمية الطفرات التي يحملها المتحور، والتي لم تشاهد في المتحورات السابقة من كورونا. ويؤكد مايك ووربي عالم الأحياء في جامعة أريزونا (إنه أمر مثير للاهتمام مدى اختلافه بشكل جنوني)، ويعتقد ووربي أن أوميكرون تطور لدى إنسان يعاني من نقص مناعة وليس في الحيوان كما يعتقد بعض العلماء، والذين يرون أن المتحور الجديد يحمل سبع طفرات تسمح بإصابة القوارض، ويرى البعض الآخر أنه وإلى هذه اللحظة ما يزال من غير الواضح ما إذا كان أوميكرون قد ظهر في حيوان أو مضيف بشري. ويعتقد كريستيان دروستن عالم الفيروسات في جامعة شارتيه بألمانيا، أن المتحور لم يحدث في جنوب إفريقيا كما يروج له، ولكن في مكان آخر خلال موجة برد مع حدوث الكثير من التسلسل الجيني. ولعل هذا يتماشى مع تصريح رئيس بوتسوانا المثير للجدل، والذي أوضح فيه أن بعض الدبلوماسيين الأربعة الذين ظهرت إصابتهم بمتحور أوميكرون قد جاؤوا من أوروبا. وترى منظمة الصحة العالمية أن على كل دولة تطعيم %40 من سكانها بنهاية العام الحالي، مع تأكيد المنظمة أن معرفة مدى خطورة المتحور أوميكرون قد تحتاج إلى أسابيع طويلة قبل تحديد مستوى الخطورة.

وترى المنظمة أن التطعيم هو الحل الأمثل للقضاء على متحورات كورونا. ولعل الاكتشاف المبكر لهذا المتحور سيعطي العالم فرصة للتحرك واحتوائه بشكل جيد، ولعل هذا يشرح مبادرة عدد من الدول إلى البدء في إجراءات الحجر وتشديد الإجراءات الوقائية، ومبادرة البعض الآخر إلى حث مواطنيها على تعزيز اللقاحات من خلال الحصول على جرعات تنشيطية وبشكل دوري. وآخر التطمينات هي تلك التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية، فعلى الرغم من أن متحور أوميكرون هو أكثر عدوى من ألفا ودلتا بثلاث مرات، إلا أنه لم تسجل أي وفيات مرتبطة بهذا النوع، وأن الحصول على اللقاح هو الحل الأفضل لمواجهته.