من حسن حظ أمتنا، وشبابنا العربي، أن وهبهم الله، قيادة شابة حكيمة، هي قيادة سمو الأمير محمد بن سلمان، هذه القيادة، عبارة عن شعلة نشاط، وحيوية، تفجر طاقاتهم، تحاكي تطلعاتهم، تضاعف حماسهم، وتبعث في نفوسهم العزيمة وقوة الإرادة، لتيسر لهم تحقيق أهدافهم النبيلة، وغاياتهم الكريمة، ومن الطبيعي جدا، في مثل هذا الحال، أن يكون قدوتهم، ورمز عزتهم، ومنعتهم، ويتابعون السير على خطاه، ولذلك نشاهد في الوقت الذي يكتسح فيه مقاتلونا الأبطال، مواقع ميليشيا الحوثي ومرتزقته، ويحولونها إلى مجرد أكداس من الحطام والرماد، ويمضون بخطى ثابتة، وإيمان لا يتزعزع نحو أهدافهم النبيلة، لتطهير كل ذرة تراب طاهرة، دنسها الحوثي وميليشياته الخارجة على القانون.

في الوقت ذاته، يسطر شبابنا الأبطال انتصارات كاسحة، في ساحات الملاعب، وما انتصار منتخب اليمن، في بطولة غرب آسيا، إلا أوضح دليل على ذلك، لقد توهم أعداء الله، والحق والعدالة، أن بإمكانهم تمرير مخططاتهم المقيتة، ومكائدهم البغيضة، تحت ستار أصوات حروبهم العبثية هذه وغبارها، وتعطيل نهضة بلادنا العربية، ومشاريعها التنموية، وإشغال قيادة المملكة بحروبهم المختلقة هذه.

لكن سمو الأمير محمد بن سلمان، كان لهم بالمرصاد، خيب كل أحلامهم المريضة هذه، وأصر على أن يترافق هدف تنمية بلادنا العربية، مع إفشال كل مشاريعهم التوسعية الإرهابية.

واليوم أطلق سمو الأمير أكبر مشروع استثماري دولي، لتطوير مدينة جدة، بتكلفة 20 مليار دولار، يضم هذا المشروع العملاق، دار أوبرا، ومتحفا، وإستادا رياضيا، وعشرة مواقع ترفيهية، ومعالم سياحية، إلى جانب قطاعات أخرى، تشمل بناء وتطوير مناطق سكنية عصرية، تضم 17 ألف وحدة سكنية، مع مشاريع فندقية متنوعة توفّر أكثر من 2700 غرفة.

ليعزز اقتصاد المملكة، وبكل تأكيد، سيعقب إطلاق هذا المشروع مشاريع أخرى لاحقة، أكبر وأهم، وأكثر جدوى للمملكة العربية السعودية، ولأمتنا العربية، ولكل دول الإقليم وشعوب العالم، خصوصا الكادحة والفقيرة منها، هذا ما عرف به سمو الأمير، وأيضا وبكل تأكيد.

سيلي انتصار اليمن الرياضي انتصارات أخرى، وفي كافة مجالات الحياة، وسيزف لنا أبطالنا بشائر أكثر بهجة لقلوبنا، من ساحات الوغى، ومن ساحات الملاعب.

يبقى أن أقول: لا يمكنني أن أنهي مقالي هذا، دون أن أذكر هذه الحقيقة المنعشة لكل عربي، في زمن تكالب فيه الأشرار علينا من كل حدب وصوب، حتى بتنا نختطف الفرحة اختطافا، صحيح أن كل أحرار العرب احتفوا بفوز أهلنا في اليمن، لكن حقيقة، ما أبهج قلوبهم أكثر وأكثر من الفوز ذاته، هو هذا الاحتفاء السعودي الكبير جدا، والمبهر جدا، بفوز أهلنا في اليمن، وهذا يفسر لنا لماذا يجود أبناء التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية، يوميا ببحور من الدماء الزكية الطاهرة، لخلاصهم من اجتياح ميليشيا الحوثي لبلادهم، فما جدوى الأخوة، إن لم يفرح العربي لفرح شقيقه العربي، ويحزن لحزنه أكثر منه. تحية لأهلنا في اليمن، ولكل من احتفى بانتصاراتهم.