على الرغم من أن الانتقال إلى عام جديد كان يصاحب دوما باحتفالات صاخبة، وتفاؤل واسع، فإن تفشي كورونا كوفيد ـ19، والانتشار الواسع لمتحور أوميكرون شديد العدوى، جعل العالم يدخل العام الميلادي الجديد بأيد على القلوب من الخوف والترقب، خصوصا أن العام المنصرم 2021 رفض الرحيل قبل أن يوصل عدد الإصابات اليومي بكورونا إلى أكثر من مليون إصابة.

5.4 ملايين وفاة

وصل عدد الوفيات حتى مطلع الأسبوع الحالي، وبحسب الأرقام الرسمية إلى أكثر من 5.4 ملايين شخص منذ ظهور الفيروس للمرة الأول في الصين في

ديسمبر 2019.

وفي وقت كانت فيه بعض الدول في منأى لفترة عن الجائحة، صارت اليوم تسجيل مستويات قياسية في الإصابات الجديدة، ومن بينها بريطانيا والولايات المتحدة وحتى أستراليا.

وفيما اضطرت عدة دول للعودة إلى الإغلاق التام مثل هولندا، أعلنت فرنسا أن متحورة أوميكرون باتت مهيمنة على أراضيها. إلا أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعرب عن «تفاؤله» متمنيا أن يكون 2022 «سنة الخروج من الوباء».

وأعلنت هيئة الصحة العامة الفرنسية أن المتحورة أوميكرون باتت الآن المسبب الرئيس للإصابة بالمرض، موضحة أن الفيروس شهد «تطورا كبيرا» في الأيام الأخيرة.

وقالت الوكالة الحكومية في إحصائها الأسبوعي الأخير الذي نُشر، مساء الخميس 30 ديسمبر الماضي، إن «62.4% من الاختبارات التي أجريت كشفت مواصفات مطابقة لمتحورة أوميكرون» في بداية الأسبوع الأخير من العام مقابل 15% في الأسبوع السابق.

وفي كندا، أعلنت مقاطعة كيبيك فرض حظر تجوال ليلي مجددا اعتبارا من الساعة 22.00 حتى الساعة الخامسة عشية رأس السنة الجديدة بعد تسجيل عدد قياسي من الإصابات بسبب الانتشار السريع لمتحورة أوميكرون في البلاد.

إلغاء احتفالات

كانت جزر كيريباتي في المحيط الهادي أول دولة في العالم تستقبل العام الجديد في الساعة العاشرة من صباح الجمعة الماضي.

في المقابل، ومن سيول إلى مكسيكيو وسان فرانسيسكو، ألغيت للسنة الثانية على التوالي كثير من الاحتفالات، أو ضيّقت مساحتها عن المعتاد، وروعيت في كثير منها الإجراءات الاحترازية.

فقد ألغت باريس عرض الألعاب النارية التقليدية بمناسبة رأس السنة، ومع ذلك تدفّق آلاف السيّاح والمتفرّجين على شارعها الأشهر الشانزليزيه، لكنّ أعداد هؤلاء هي أقلّ بكثير مما اعتادت عليه العاصمة الفرنسية في مطلع كل عام في هذه الجادة الشهيرة. وانتشر وسط هؤلاء المارة شرطيون لفرض إلزامية وضع الكمامة.

وقال كوين، السائح الهولندي البالغ من العمر 22 عاماً والذي جاء إلى باريس مع حبيبته عشية عيد الميلاد إنّ «كلّ شيء مغلق في هولندا وبالتالي فنحن أفضل حالاً هنا».

أما في قلب العاصمة الإسبانية مدريد، فتدفّق نحو 7000 شخص إلى ميدان «لا بويرتا ديل سول» للمشاركة في التجمّع التقليدي لابتلاع 12 حبة من العنب على وقع دقات الساعة الـ12 التي تزفّ حلول العام الجديد.

6 أطنان

أبقت سيدني الأسترالية، التي تفتخر عادة بأنها «عاصمة رأس السنة العالمية»، عرضها للمفرقعات التي أضاءت مرفأها الشهير بـ6 أطنان من الألعاب النارية، لكنّ الحضور كان خجولاً هذا العام إذ اقتصر على بضع عشرات الآلاف في حين كان في العادة يناهز المليون شخص.

ومنذ أن بدأت جائحة كورونا في الظهور بجميع أنحاء العالم منذ نحو عامين، كانت أستراليا تعيش في كثير من الأحيان بشكل مختلف، حيث كانت تسعى إلى الوصول بحالات الإصابة الجديدة إلى (صفر إصابات) واضعة هذا الأمر كإستراتيجية خاصة بها.

وكان الأستراليون إلى حد كبير راضين عن تحمل عزلتهم القسرية عن السفر، على أساس أن الحياة استمرت غير متأثرة إلى حد كبير بالوباء، الذي أودى بحياة أكثر من 5.4 ملايين شخص حول العالم حتى الآن.

لكن سياسة «صفر كورونا» (كوفيد زيرو)، التي كانت سائدة في أستراليا، تبدلت مع وصول متحور أوميكرون، الذي تزامن مع تخفيف قيود الحظر.

وسجلت ولاية نيو ساوث ويلز، أكبر ولاية في أستراليا من حيث عدد السكان، الخميس 30 ديسمبر الماضي، أكثر من 12 ألف حالة جديدة.

وتسجل الولاية الآن نحو 1.4 حالة لكل 1000 شخص من السكان، لتقترب بسرعة من الرقم المسجل في المملكة المتحدة، والمقدر بنحو 2 لكل 1000.

كما أبلغت ولاية فيكتوريا عن تسجيل 5100 حالة، بزيادة نحو 2000 عن الرقم القياسي السابق المسجل في اليوم السابق. وبالنسبة للولايات التي حاولت القضاء على الفيروس لأطول فترة ممكنة، مثل كوينزلاند وساوث أستراليا، تسجل حالات يومية قياسية. وتم الإبلاغ عن أكثر من 20 ألف حالة بالمجموع، الخميس 30 ديسمبر الماضي.

وعلى الرغم من أن القفزة في عدد الحالات أصبحت عالمية منذ ظهور متحور أوميكرون شديد العدوى، فإن مناطق كثيرة في أستراليا تجد نفسها الآن تتصارع مع حقيقة «التعايش مع الوباء لأول مرة».

ووصل معدل التطعيم بجرعتين إلى أكثر من 80% في نوفمبر الماضي، وكانت البلاد متفائلة، ولكن مع انتشار أوميكرون، انتهى هدف كوفيد زيرو، وتبددت طموحات إنهاء الإغلاق.

وفي الإمارات، أبقت دبي على الاحتفالات على الرّغم من زيادة الإصابات بكورونا في الإمارة، وقد نظّم في أرجاء المدينة 36 عرضاً للألعاب النارية في 29 موقعاً.

ومنذ ساعات المساء الأولى احتشد المحتفلون لمشاهدة برج خليفة، أطول برج في العالم، وهو يضاء بالألعاب النارية.

وفي إكسبو 2020، المعرض العالمي الذي افتتح متأخراً عاماً بسبب كوفيد، بدأت الاحتفالات في فترة ما بعد الظهر واستمر حتى يوم رأس السنة الجديدة. وحذّرت السلطات من أنّها لن تتوانى عن فرض غرامة مالية على كل شخص لا يضع كمامة واقية.

قيود على الشاطئ

إذا كانت العاصمة المكسيكية مكسيكو ألغت كثيرا من التجمّعات الكبيرة التي تقام فيها عادة بمناسبة رأس السنة، فإنّ العاصمة البرازيلية ريو دي جانيرو أبقت على احتفالاتها التي كانت في العادة تجمع على شاطئ كوباكابانا الشهير ثلاثة ملايين شخص.

وهذه السنة ألغيت الحفلات الموسيقية في كوباكابانا وفرضت السلطات قيوداً على الوصول إلى الشاطئ، وتكفّلت الأمطار الموسمية التي هطلت على المدينة بثني كثيرين عن الخروج لاستقبال العام الجديد.

وقبل أقل من 3 ساعات من حلول منتصف الليل وانطلاق عرض الألعاب النارية الضخم الذي استمر طوال 16 دقيقة، كان عدد الذين توافدوا إلى الشاطئ ضئيلاً، وقد ارتدى غالبيتهم اللون الأبيض عملاً بالتقليد المتّبع سنوياً.

سقوط كرة الكريستال

في نيويورك، بدأ المحتفلون بالتجمّع اعتباراً من عصر الجمعة في ساحة تايمز سكوير الشهيرة في وسط مانهاتن لحضور احتفالات المدينة بحلول العام الجديد بسماتها المميزة وهي العدّ التنازلي وسقوط كرة الكريستال ونثر قصاصات الورق على الميدان.

وكان رئيس بلدية المدينة بيل دي بلازيو وعد باحتفالات لكن مع نحو 15 ألف شخص فقط في ساحة تايمز سكوير بدلا من 60 ألفا، على أن يكونوا ملقحين ويضعوا الكمامات.

وأتى زوجان خصيصا من ممفيس في ولاية تينيسي لحضور المناسبة وقال كروني سبوكس لـ«أ ف ب تي في»، «حلمنا أن نرى نزول كرة الكريستال وقد تلقينا اللقاح لهذه الغاية».

الرؤساء يدلون بكلماتهم

بمناسبة دخول السنة الجديدة، دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن، الجمعة الماضية، وفي تسجيل مصور إلى الوحدة مؤكدا «بينما ندخل سنة جديدة أنا أكثر تفاؤلا بشأن مستقبل الولايات المتحدة من أي وقت مضى(..) كل أزمة واجهناها حولناها إلى فرصة لنكون أمة أقوى وأفضل».

وفي روسيا، تناول الرئيس فلاديمير بوتين في تمنياته المتلفزة بمناسبة السنة الجديدة جائحة كوفيد-19 من دون أن يأتي على ذكر 600 ألف وفاة ناجمة عنها وهو الرقم الذي أوردته وكالة الإحصاءات الوطنية في 31 ديسمبر 2021 ما يشكل ضعف العدد الذي وفرته الحكومة ما يجعل من روسيا أحد أكثر بلدان العالم تسجيلا للوفيات.

وفي خطابه لمناسبة حلول العام الجديد، أكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أنه حقق الهدف الرسمي القاضي بتوفير جرعة معززة لجميع البالغين قبل نهاية ديسمبر.

وإذ اعتبر أن الوضع الراهن «أفضل من نظيره العام الفائت ـ2020» بفضل حملات التلقيح، كرر تشجيع مواطنيه على تلقي اللقاح.

آمال واسعة

يأمل الخبراء أن يشكل عام 2022 مرحلة جديدة من الوباء تشهد تراجعا للوفيات.

ويبعث توزيع اللقاحات على نحو 60% من سكان العالم بصيص أمل، رغم أن بعض الدول الفقيرة لم تحصل على ما يكفيها من اللقاحات وأن فئة من المواطنين لا تزال مناهضة لها.

إلا ان منظمة الصحة العالمية تتوقع أشهرا مقبلة عصيبة. وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم جيبرييسوس «أشعر بقلق بالغ من أن يؤدي انتشار أوميكرون، كونها أشد عدوى، في الوقت نفسه مع دلتا، إلى تسونامي من الإصابات. يمثل ذلك عبئا هائلا على الطواقم الصحية المنهكة وعلى منظومات صحية باتت على شفير الانهيار».

ويأمل الخبراء في أن تمضي دول العالم في اتجاه تعزيز الإجراءات الوقاية وأن يبشر عام 2022 بمرحلة جديدة بالنسبة للوباء، يسجّل خلالها عدد أقلّ من الوفيات.

وتعمل بعض الدول على طريق إيجاد علاجات لكوفيد، فبعدما كانت بريطانيا أول بلد يوافق على استخدام العقار المضاد لكوفيد الذي أنتجه مختبر ميرك، أجازت، الجمعة الماضية، استخدام عقارا مماثلا أنتجته شركة «فايزر»، ويعرف باسم «باكسلوفيد»، بحسب ما أعلنت وكالة الأدوية.

في المقابل، نقل التلفزيون السويدي خبرا عن اكتشاف دواء رخيص الثمن ومتاح على نطاق واسع يمكن من خلاله معالجة وإنقاذ مرضى كورونا وصلوا إلى حالة حرجة.

والدواء يتمثل بجرعة قليلة من عقار ديكساميثازون الذي يقلل من احتمال وفاة المرضى الموضوعين على أجهزة التنفس الاصطناعي بنسبة الثلث، ووفاة المرضى الموضوعين على الأكسجين بنسبة الخمس.

حصيلة كورونا في الأسبوع الأخير لـ2021

1.18 مليون إصابة تم تسجيلها في اليوم

4490612 إصابة سجلت في أوروبا خلال الأسبوع الأخير للعام

%54 من عدد الحالات في العالم سجلت في أوروبا

2636831 إصابة في الولايات المتحدة وكندا خلال الأسبوع الأخير

%32 من عدد الحالات المسجلة في العالم

44313 وفاة في العالم خلال الأسبوع الأخير للعام

23324 وفاة في أوروبا بمعدل 53% من الوفيات في العالم

10433 وفاة في الولايات المتحدة/كندا (24% من إجمالي الحالات في العالم)

بلدان سجلت أرقاما قياسية بالإصابات الأسبوعية منذ بدء كورونا

الدنمارك (1907 إصابات لكل 100 ألف من السكان)

إيرلندا (1784)

مالطا

آيسلند

بريطانيا (1441)

موناكو

اليونان

فرنسا (1260)

إسبانيا

سويسرا

البرتغال

قبرص (1497)

مونتينيغرو

الولايات المتحدة

إيطاليا

كندا

فنلندا

أستراليا

بهاماس

بوليفيا

جزر القمر

زامبيا

الجابون

موزمبيق

بوروندي

توغو

إثيوبيا

ساحل العاج

أنجولا