يُعد الإعلان المشترك لوزارتي الصحة والتعليم عن عودة الدراسة الحضورية لطلاب وطالبات المرحلة الابتدائية ورياض الأطفال ابتداءً من 23 يناير، من أهم الأخبار التي تعطينا المزيد من الاطمئنان بأن انفراج جائحة كورونا أصبحت قريبةً، بإذن الله.

هذا الإعلان استقبله الصغار قبل الكبار بالفرحة والبهجة والصياح أحيانًا، تعبيرًا عن الشوق الكبير لدى الأطفال للمدرسة، وفرحة الآباء والأمهات بهذه العودة التي طال انتظارها. إلا أنه في الوقت ذاته الذي نفرح ويفرح الصغار فيه بهذه العودة، لا بد من أن تكون العودة مخططة وبشكل محكم من قبل الجميع، سواء على مستوى المدرسة، أو على المستوى الشعبي، أي على مستوى بيوتنا. فالآباء والأمهات يتحملون مسؤولية كبيرة تجاه أبنائهم من حيث توجيههم إلى ضرورة الالتزام الدقيق بالإجراءات الاحترازية، والحرص على النظافة الشخصية المستمرة، وعدم إهمال غسل اليدين والتباعد الجسدي وغيرها من الاحترازات. وبالنسبة للمدرسة فدورها هو الأهم، من حيث متابعة تطبيق الاحترازات، وتطبيق أعلى درجات الاهتمام والتوجيه للطلاب والطالبات بالالتزام، واستخدام وسائل التوجيه المحببة للصغار لإيصال الرسائل التوعوية بخصوص الصحة المدرسية عموما واحترازات كورونا خصوصا.

إلا أن من أهم إجراءات الاستعداد للعودة على مستوى المدرسة، هو رصد الفاقد من متطلبات التعلم السابقة التي ضاعت خلال الفترة التي قضاها الطلاب في التعلم عن بعد، وخصوصًا مهارات القراءة والكتابة للطلاب في الصفوف الأولية، فالتعلم في هذه المرحلة يقوم وبشكل أساسي على التعليم المباشر والنمذجة والمحاكاة التي يصعب تطبيقها في التعلم عن بعد.

لذا فمن المهم جدًا إجراء تشخيص واقعي وشفاف لتلك المهارات المفقودة، وتصميم برامج علاجية وتطبيقها من أول يوم في العودة، وإشعار أولياء الأمور بنتائج التشخيص بكل شفافية، والتعاون البناء للخروج من دوامة من المسؤول. فالكل لديه مهمة يقوم بها، حتى نضمن أن يكون التعلم في الفترة المقبلة بلا تعثر كبير، بسبب الضعف في متطلبات التعلم السابقة، وخصوصا لدى الطلاب الصغار في الصفوف الأولية، والذين لم يروا المدرسة إطلاقا ولمدة تقارب السنتين بسبب الجائحة. كما أن قادة المدارس والمعلمين -وهم حجر الزاوية في العملية التعليمية- يلزمهم وبشكل مكثف البحث عن كل الوسائل التي تضمن التشخيص الفعال للمهارات المفقودة، وتشكيل فرق عمل داخل المدرسة لدعم الطلاب وأولياء الأمور خصوصًا في الأيام والأسابيع الأولى للعودة.

ومن المعروف أنه عندما لا يتم تشخيص المهارات المفقودة وعلاجها بشكل عاجل ومخطط، فإن إتقان المهارات العليا ستكون صعبة الاستيعاب على الطلاب وسيكون التعثر لدى الأغلبية لا مفر منه، لذا فإن المواءمة بين السير في المنهج والعلاج المخطط للفاقد التعليمي، سيحقق تقدمًا مميزًا لطلابنا -بإذن الله- وسيضمن تفوقهم وانطلاقهم نحو المهارات الأعلى، كالتفكير الناقد والإبداعي.

وللعودة وفرحتها لنغني سويا ونقول:

افتحي يا مدرسة أبوابك نحن الأطفال

افتحي واقبلي أحبابك نحن الأبطال

اقرعي يا مدرسة أجراسك في كل الأحوال

ندرس نتباعد فكورونا في زوال

شكرا يا ربي عادت مدرستي في أحلى حال

شكرا يا وطني يا مصدر كل جمال