قال تعالى: {قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ والآخرين لمجموعون إلى ميقات يَوْمٍ مَعْلُومٍ}، أحاط كل شيءٍ علمًا، خلق الوجود وعَلِم ما به وما هو إليه..

جعل الوجود وعلمه من الأسرار التي تتوقُ إلى معرفتها، والإلمام بكل ما بها النفس البشرية، نتعرض في هذا الكون إلى اهتزازات كبيرة وزلازل نفسية، كما زلازل البيئة والمحيط، حيث إن زلازل النفس وتيهان الإنسان في هذا الوجود من أصعب الأمور التي يفطن لها كل ذي قلبٍ وعقلٍ متدبر.

نأتي إلى معرفة مدى تأثرنا بما يدور حولنا من اهتزازات، فمنا من يقطع نقاط الوصل والاتصال، ومنا من يؤثر في الاستقبال والإرسال، فالخلايا في جسد كلٍ منا تُحاط بملايين المراكز الاستشعارية التي تتأثر بأي اهتزاز أو اختلال في نفوسنا، عندما أرى حدثًا وليد اللحظة أمامي، كحالة ابتزاز أو ظلمٍ أو خيانة أو ما شابه تلك الأعمال والأفعال السيئة، فإن فطرتنا السليمة ترفض ذلك العمل، وتستشعر مراكز الاستقبال ذلك الأمر، فيحصل النفور واهتزاز تلك المراكز، مؤثرةٍ في جميع أجزاء الجسد، فيحدث الخلل الذي يترتب عليه العديد من الأتعاب والأحداث السيئة.. هي كما الأسلاك الواصلة بين مراكز استشعارنا، وما يدور في حياتنا ووجودنا، ونسترجع مع تلك الأحداث الواصلة إلينا ذاكرة الحفظ لكل ما نمرُ به منذُ خُلقنا وأوجدنا، فنستقبل كل أمر تعارفنا عليه وقبلتهُ أرواحنا، ويحدث التنافر لكلِ أمرٍ مخالف لذلك، نُغذي حبال الوصلِ تلك بمقوياتٍ فلكية رُكب عليها تردد كل تلك الأحداث، بها الموجب وكذلك السالب، فلا بد من الاتزان في عملِ ذلك الشحن فلهُ وقتٍ معلوم لا يُقدمُ ولا يتأخر..

أفلاك سابحات وأنفس غاديات على وجود مكون من أسرار غامضات!