عمدت معظم الفرق السعودية إلى ارتداء أطقم بألوان جديدة في مبارياتها الرسمية، تختلف كليا عن ألوانها المعتادة، وهو ما يسمى بالطقم الثالث الذي قسم المتابعين بين من يرى أن اللون الجديد ما هو إلا طمس لهوية النادي وألوانه التاريخية التي عرف بها، ومن يرى أن هذا الطقم مجرد توجه نحو تغيير الألوان والظهور بهوية جديدة، ومن يرى كذلك أن هذا الطقم ليس سوى محاولة للخروج من مأزق النحس الذي لازم بعض الأندية ـ حسب وصفهم ـ.

وأشار عارفون ببواطن الأمور إلى أن الموضوع لا يتعدى الاستثمار الرياضي، وأن وجود الطقم الثالث يعد رافدًا ماليًا للأندية من خلال مبيعاته في المتاجر الخاصة بها، ما يزيد من مداخيلها، لكن كون هذه التجربة جديدة على الملاعب السعودية، فإن قبولها لم يكن لافتا حسب المتوقع، لكنهم يعتقدون أنها ستحقق المطلوب منها لاحقًا.

تغيير الهوية

عندما اتجهت الأندية لاعتماد طقم ثالث رسمي تخوض به بعض المباريات وبألوان مختلفة عن الألوان الأساسية، ذهب البعض إلى أن ذلك يعد تغييرا لهوية النادي الذي عرف بألوان محددة منذ تأسيسه، وهم يرون أن الغاية من الأمر تسويقية، حيث تسعى أغلب الأندية لزيادة مداخيلها سواء بالتسويق للأطقم عبر مواقع النادي الرسمية، أو المتاجر المعتمدة، ليكون هناك مبيعات أكبر على الجماهير، وأيضًا لاستقطاب الرعاة لوضع علاماتهم التجارية على أطقم النادي، وهذا يعد نجاحًا لفريق التسويق الذي استطاع عمل ردة فعل على الألوان والتصميم للطقم الثالث.

النظرة الجماهيرية

رأى آخرون أن الطقم الثالث الذي يأتي بلون مغاير ما هو إلا نوع من التخلي عن شعار النادي وألوانه المعهودة تدريجيًا، مما سبب نفورًا لدى فئة من بعض الجماهير التي لم تدعم ولم تتقبل الفكرة، ولم تبادر إلى شراء الطقم. في المقابل تؤيد فئة أخرى التغير بهدف إحداث تغييرات إيجابية نحو التسويق للعودة بالفائدة على النادي سواء تسويقيًّا أو تنافسيًا مع الأندية الأخرى التي تبتكر كل موسم طقم ثالث جديد بشكل ولون مختلف، ومن هنا تبدأ المنافسة بين الأندية خارج المستطيل الأخضر بالأطقم وخلافه.

تجارب مميزة

بدأت الأندية في تطبيق فكرة الطقم الثالث محليًا بعد نجاح التجارب العالمية في ذلك، وتحديدًا تلك التي صممت الطقم الثالث بألوان مختلفة عن اللون الأساسي للنادي، مثل برشلونة وباريس سان جيرمان وريال مدريد وغيرها من الأندية التي تخرج سنويًا بطقم ثالث يكون ملفتًا للأنظار، وتكون مبيعاته كبيرة للغاية.

وعلى الصعيد العربي يعد الأهلي والزمالك المصريان الأكثر تجربة في الوطن العربي والأكثر فائدة من تسويق الطقم الثالث.

ومحليًا طرح الهلال الطقم الثالث في المتجر، وتفاجأت الجماهير الهلالية باللون البرتقالي المغاير لألوان النادي المعروفة الأزرق والأبيض، ثم تدرج في التغيير حتى وصل الطقم الثالث في الموسم الحالي إلى الأسود والرصاصي، وكذلك النصر الذي كان له عدة تجارب سواء باللون العسكري سابقًا ثم الأسود واللذان لم يروقا للجماهير العاشقة للونين الأصفر والأزرق، ثم تغير إلى الرصاصي الغامق، وكذلك الأهلي عندما وضع طقمه الثالث باللون الكحلي «الأزرق الغامق»، دون وجود للونين الأبيض والأخضر، قبل أن يلقى اللون التفاحي والفسفوري قبولًا أهلاويا، وعاد للون البنفسجي هذا الموسم، وكان اللون الأبيض هو الأكثر حضورا في الطقم الثالث للاتحاد، إلا أنه وجد القبول بشكل كبير منذ أن تم إضافته للشورت في الثمانينيات الميلادية وأضحى جزءًا لا يتجزء من ألوان العميد.

فوائد عدة

أكد المسؤول السابق في الاستثمار بالنادي الاهلي عبدالله عجاج أن الطقم الثالث يكون عادة أحد مصادر المداخيل للأندية، حيث عادة ما تكون الأندية في أطقمها الأساسية الأول والثاني بنفس الألوان المعتمدة للنادي، وترى الأندية عندما تشارك في مباريات خارج أرضها ترتدي زيًّا موحدًا للتيشرت والشورت، والهدف من الطقم الثالث أن يكون مختلفًا كليًّا عن الألوان المعتمدة، وهذا السبب الأول لاختيار الطقم الثالث، وليست الغاية استثمارية فقط كما يعتقد كثيرون، حيث تضطر بعض الفرق لارتداء ألوان بعيدة عن الألوان الرئيسة لها عندما تواجه فريقا يرتدي ألوان قريبة منها. ويؤكد أنه مع ذلك يبقى الطقم الثالث منتجًا جديدًا يكون مردوده كبيرًا للنادي إذا أحسن النادي تسويقه، وأغلب الأندية تعرض الطقم الثالث بسعر مختلف عن الأطقم الأساسية.

-الطقم الثالث بدأ بفكرة الاستثمار

-التجربة لقيت معارضة كبرى في البداية

-تخوف جماهيري من تغيير ألوان الأندية

-اللون الثالث يستخدم عند تشابه الألوان

-التجارب الأوروبية الناجحة أغرت الأندية السعودية

-الاستثمار وزيادة المداخيل الهدف الرئيسي

-قطبا مصر أكثر الأندية العربية نجاحًا في التجربة