في الثمانينات من القرن الماضي، أعلن الطب النفسي الأمريكي أن الوقت قد حان للتخلي عن الأفكار الفرويدية للاضطراب العقلي، لأن الطريق الحقيقي لفهم وعلاج الأمراض العقلية يكمن في علم الدماغ والكيمياء الحيوية والعقاقير. ومع ذلك، فإن هذه الدعوة المفاجئة للثورة لم تكن مدفوعة بأي اختراقات علمية. كما أنها لم تكن غير مسبوقة كما بدت.

الاضطرابات الثقافية

أول تاريخ شامل للبحث المضطرب عن الأساس البيولوجي للمرض العقلي، تقصته الباحثة آن هارينغتون موضحة أن هذه القصة لا تتعلق فقط بالمختبرات والتجارب السريرية، بل تتعلق أيضًا بالسياسات العامة الجسيمة، والمنافسات المهنية الحادة، والاضطرابات الثقافية، والنشاط الشعبي، والترويج للربح. تناولت هارينغتون -التي شاركت زوجها الدكتور جون دورانت (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا) في تدريس برنامج «العلوم والطب والدين في عصر الشك» بمدرسة هارفارد الصيفية بالخارج في كامبريدج/ إنجلترا-، سلسلة متسقة من الآمال المحبطة والمبالغ فيها، قبل كل شيء، في محاولة لفهم سبب أزمة البرنامج البيولوجي للطب النفسي اليوم، وما يجب أن يحدث بعد ذلك.

الأساس البيولوجي

تسلط آن هارينغتون في (شفاءات العقل) أضواء كاشفة على المحاولات الأولى للطب النفسي البيولوجي في أواخر القرن التاسع عشر، ولادة وهيمنة التحليل النفسي والوعد الفاشل بـ«الثورة البيولوجية» الحديثة في الطب النفسي من خلال علم الأدوية النفسية وعلوم الدماغ، مؤكدة تفكيك كل البدايات الزائفة للطب النفسي وفحوصاته، ساردة قصة السعي غير المحقق لإيجاد الأساس البيولوجي للمرض العقلي وتأثيراته العميقة في المرضى والأسر والمجتمع الأمريكي. وتخلص إلى أن بيولوجيا المرض العقلي لا تزال لغزا، لكن الممارسين لا يريدون الاعتراف بذلك.

مثبتات العقل

تشير آن بوضوح إلى أن لتاريخ علاج المرض النفسي، فصولا من حكايات التحايل والتعذيب، ولا تجد نهاية هذه الحكاية أي عزاء في بحث الطب النفسي عن البيولوجيا الكامنة وراء المرض العقلي، حيث أدى التخلي عن الأبحاث النفسية من قبل صناع الأدوية وتقلبات الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية إلى استنتاج هارينغتون وجود مؤسسة نفسية اجتماعية في أزمة مزمنة، وهو جرح مفتوح على التاريخ المتمحور حول أمريكا. وتضيف: يبدو أن مثبتات العقل من قبل المعالجين في تلك الأزمنة كانوا يخلطون بينها وبين القواعد البيولوجية والأسباب البيولوجية للأمراض العقلية. لافتة إلى أنه: بغض النظر عن أنه بقدر ما يجب أن يكون المرض العقلي متأصلاً في علم الأحياء، فإن أسبابه ومحفزاته يمكن العثور عليها بشكل مختلف في تلك المساحة المحدودة بين البيئة ودوائر الدماغ. قد تكون مثبتات العقل، كما كان يُعرف الباحثون في الطب النفسي، كانت ترقص في الظلام ذات يوم.

آن هارينغتون

مواليد 1960

مؤرخة علوم أمريكية وأستاذة في تاريخ العلوم بجامعة هارفارد.

مجال بحثها الأساسي هو تاريخ الطب النفسي وعلم الأعصاب والعلوم المعرفية.

حصلت على بكالوريوس الآداب من جامعة هارفارد عام 1982.

التحقت بجامعة أكسفورد، حصلت على درجة الدكتوراه في التاريخ الحديث، وتخصصت في تاريخ العلوم عام 1985.

حصلت على زمالات ما بعد الدكتوراه في معهد ويلكوم لتاريخ الطب في لندن، وجامعة فرايبورغ في ألمانيا.

شاركت في إدارة مبادرة هارفارد للعقل والدماغ والسلوك.

عملت لمدة 12 عامًا في مجلس إدارة معهد العقل والحياة، المكرس للتبادل الثقافي والتعاون بين العلوم والتقاليد التأملية.

كانت محررًا مشاركًا مؤسسًا لمجلة Biosocities، وهي مجلة معنية بمناهج العلوم الاجتماعية لعلوم الحياة.

عادت إلى هارفارد في عام 1988

أبحاث ومؤلفات:

«الجنون والطب»

«التطور والطبيعة البشرية»

«العقول المكسورة»

«القصص تحت الجلد»

«فرويد والأكاديمية الأمريكية»

«العقل والجسد»