أكدت المملكة العربية السعودية وجمهورية قبرص خطورة تنامى قدرات الجماعات الإرهابية والمتطرفة التي تستهدف دول المنطقة، معربتان عن إدانتهما الأعمال العدائية والسلوك المزعزع للأمن والاستقرار الذى تقوم به الميليشيات والتنظيمات الإرهابية في المنطقة والدول التي تقف وراءها وتدعمها.

جاء ذلك في بيان مشترك صدر في ختام الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس إلى السعودية، أمس الثلاثاء، حيث عقد خلالها جلسة مباحثات رسمية مع ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، استعرضا خلالها كافة جوانب العلاقات الثنائية، وسبل تطويرها، وتعزيز التعاون وتكثيفه في كافة المجالات، كما تم تبادلا وجهات النظر حول مجمل الأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة ذات الاهتمام المشترك.

وشدد الطرفان شددا على أهمية الالتزام بمبادئ حسن الجوار، والامتناع عن الأعمال التي من شأنها المساس بأمن المنطقة واستقرارها، موضحة أنهما اتفقا على خطورة تنظيم داعش الإرهابي على الأمن الإقليمي والعالمي وأهمية دور التحالف الدولي في محاربة هذا التنظيم.

كما شددا على ضرورة تعزيز الشراكة الدولية لمكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب، مؤكدة تجيدهما التأكيد على أن هذه الظاهرة الخطيرة لا ترتبط بأي عرق أو دين أو وطن، واتفقا على تكثيف التعاون في مكافحة الجريمة والإرهاب الدولي بجميع أشكاله.

ولفت البيان إلى أن السعودية وقبرص أشادا بما تم تحقيقه من تعاون وتنسيق بين البلدين في المجالات الأمنية، ورغبتهما في تعزيز ذلك التعاون بما يحقق الأمن والاستقرار للبلدين، مؤكدة أنهما استعرضا العلاقة التي تربط الاتحاد الأوروبي مع المملكة العربية السعودية والتي تعتبرها جمهورية قبرص داعمًا قويًا لها، بما في ذلك تعزيز المشاركة في سياق الإطار المؤسسي للاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي، وأكدا على الميزة الاستراتيجية لهذه الشراكة الهامة.

وأشارت إلى أنهما ناقشا وجهات النظر حول الوضع في منطقتيهما، والقضايا السياسية، والأزمات في منطقة الشرق الأوسط، والقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك، موضحة أنهما أكدا -فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية- على أهمية تسوية الخلافات بالوسائل السلمية وتغليب الحوار والحلول الدبلوماسية وبذل كافة الجهود الممكنة لخفض التصعيد وعدم تدهور الأوضاع بما يسهم في إعادة الأمن والاستقرار ويحد من التداعيات السلبية لهذه الأزمة.

وقال البيان إن الجانبين أكدا دعمهما الكامل لجميع الجهود الهادفة إلى خفض التصعيد وحل النزاع من خلال الحوار والدبلوماسية، لافتة إلى تأكيد الجانبين على أهمية دعم الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية استناداً إلى المرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بما فيها القرار رقم (2216)، وعبر الجانب القبرصي عن إدانته للهجمات الإرهابية الحوثية بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة التي تستهدف أراضي المملكة ومنشآتها الحيوية والأعيان المدنية فيها.

وأضاف أن الجانبين رحبا بإصدار مجلس الأمن القرار رقم (2624) بتصنيف الجماعة الحوثية جماعة إرهابية، إضافة إلى توسيع الحظر على إيصال الأسلحة إلى اليمن، ليشمل جميع أفراد جماعة الحوثي الإرهابية، مؤكدة المملكة على موقفها المبدئي فيما يتعلق بمسألة قبرص من أهمية حل النزاعات بالطرق السلمية والحوار وفقاً لقواعد القانون الدولي، وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.