من باب التوطئة لطرحنا هذا نورد الحديث الشريف في المدينة المنورة شرفها الله وحرسها مع ملاحظة في وقتنا الحالي إنقراض السباع والضواري وتلاشي الغابات والغيول وندرة الأمطار..

والحديث عن أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قال: رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ( لَتَتْرُكَنَّهَا عَلَى خَيْرِ مَا كَانَتْ مُذَلَّلَةً لِلْعَوَافِي يَعْنِي السِّبَاعَ وَالطَّيْرَ )ولكن أحاديث آخر الزمان وأشراط الساعة تتكامل مع بعضها حتى تنجلي الحقيقة والصورة في إطار وبرواز واحد بل متزامنة في الوقت أو متقاربة منطقيًّا..

فهناك حديث يخبرنا بعودة بيئة ملائمة ستكون سبب في إنعاش الضواري والسباع والطير وتكاثرها مجددًا حيث قال سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام في حديث مروي عن أبي هريرة‮ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‮: «لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجًا وأنهارًا.. إلى آخر الحديث.

ولكن في منحى آخر.. سيكون كثرتها بسبب توافر بيئتها وسيكون سبب أيضًا في تواجدها يوم ما في أرجاء المدينة المنورة ). وهناك أسباب أخرى ستظهر أثناء التحقيق والتمعن في الأحاديث التي سنوردها..

ومن ذلك خروج الناس من المدينة بظرف قاهر.. فأرض المدينة محاطة ببراكين نشطة.. وهناك أحاديث في آخر الزمان تثبت كثرة الزلازل والخسف بشكل عام.

وهناك حديث يخص المدينة على نحو خاص.. ومما خصها حديث (عَنْ أنَسٍ قَالَ: قَال رَسُولُ اللَّه ﷺ: لَيْسَ مِنْ بَلَدٍ إلاَّ سَيَطَؤُهُ الدَّجَّالُ إلاَّ مَكَّةَ والمَدينة، ولَيْسَ نَقْبٌ مِنْ أنْقَابِهما إلاَّ عَلَيْهِ المَلائِكَةُ صَافِّينَ تحْرُسُهُما، فَيَنْزِلُ بالسَّبَخَةِ، فَتَرْجُفُ المدينةُ ثلاثَ رَجَفَاتٍ، يُخْرِجُ اللَّه مِنْهَا كُلَّ كَافِرٍ وَمُنَافِقٍ رواه مسلم.) .

وقد يكون سبب خروج الناس من المدينة هو نجدتهم للحروب مع المسلمين ونفورهم إلى الملحمة المذكورة فقد ورد عن أحمد وأبو داود عن معاذ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «عمران بيت المقدس خراب يثرب، وخراب يثرب خروج الملحمة، وخروج الملحمة فتح القسطنطينية، وفتح القسطنطينية خروج الدجال».

ونلاحظ في هذا الحديث الربط بين خراب يثرب وعودة بيت المقدس.. وهناك الكثير من الأحاديث النبوية حول هذا المعنى لمن أراد الزيادة على هذه الخواطر الإيمانية لمدينة الرسول المعظم.