فيما أكد استشاريون ومهندسون معماريون، وعاملون في مكاتب متخصصة في المقاولات والتعمير والمشاريع، على أهمية إجراء فحص واختبار التربة قبل الشروع في البناء لأي منشأة، دعوا إلى ضرورة تبني إعداد قاعدة معلومات وبيانات، وخرائط دقيقة، توضح مواقع وخواص الترب «العدوانية» في داخل النطاقات والتجمعات السكانية، مؤكدين أن التربة «العدوانية»، لها مخاطر عدة على المنشأة، قد يكون على المدى القصير أو البعيد في حال لم يؤخذ في الحسبان عند تنفيذ التصاميم والمخططات الفنية والهندسية والإنشائية، فضلًا عن تكبدها مبالغ مالية إضافية لتعديل مواصفات وخواص التربة قبل وأثناء البناء.

اقتراح وتوصيات

اقترح هؤلاء الاستشاريون والمهندسون، إرفاق تقرير فحص «التربة» المعتمد من مكتب أو مختبر متخصص في ذلك، ضمن الأوراق الثبوتية «صك الملكية»، كتقرير، يكشف كثيرًا من مواصفات وخواص التربة، التي يعتمد عليها في تحديد سعر قطعة الأرض قبل البناء، وكذلك في تحديد التكاليف المالية الإنشائية، التي تتوافق مع خواص التربة، فضلًا عن العمر الافتراضي للمبنى، وبينوا أن غالبية أسباب حالات انهيار المباني والتشققات والتصدعات، سببها تجاهل إجراء فحص التربة، أو عدم احترام نتائج وتوصيات الفحص، والالتزام فيها أثناء البناء، وأن أعمال الصيانة اللاحقة، مكلفة جدًا، فمن الضروري أخذها من البداية في الاعتبار حتى لا يصل إلى ذلك، فسعر الأرض أو المبنى، يتحدد بجودة التربة، وأن الفحص يضع مالك الأرض في أمان، وينقل المسؤولية عن سلامة المبنى من الناحية الإنشائية إلى المختبر أو مكتب تربة متخصص.

أنواع التربة

من بين أنواع الترب العدوانية في المملكة، هي:

01 تربة صخرية، في بعض المواقع بمدينة الرياض، وهي صخور جيرية، تحتوي على تكهفات، قد تضر المبنى، وانهيار بعض القواعد، أو انهيار المبنى بالكامل أو حدوث هبوط وتصدع وتشقق، وتكسير في الهيكل الإنشائي.

02 تربة انتفاخية، في بعض الأحياء في تبوك والمنطقة الشرقية والوسطى، وهي نوع يجمع بين الطين ومعادن معينة، ولديها القدرة على امتصاص الماء، فتعمل على الأساسات، وعند وصول الماء ترتفع الأساسات، ويتكون انتفاخ غير متجانس، ويحدث تكسير في العناصر الإنشائية والحلول صعبة جدًا.

03 تربة جبسية: فيها أملاح، لا تتحمل الأعباء التي عليها، ومع الماء وبعض الضغوط يبدأ في الذوبان ويحصل انهيارات.

04 البناء على تربة فيها ردميات بمخلفات بسماكة عالية، وبعض المقاولين وذوي الخبرة القليلة، قد يحفرون لأجزاء بسيطة، والحلول بعد ذلك صعبة ومكلفة وقد لا تنفع كثيرًا.

05 التكهفات على سواحل البحر الأحمر.

تلافي المشاكل

من جانبه، شدد الخبير الهندسي محمود حسانين، على أهمية فحص «التربة» قبل البناء، لتلافي المشاكل في الهيكل الإنشائي للمبنى، التي قد تحدث أثناء البناء، موضحًا أن كود البناء السعودي في وقتنا الحالي، يلزم إجراء ذلك الاختبار قبل البناء، وإلا قبل إلزامية الكود، لكن البعض يشرع في البناء دون إجراء الفحص، فيكون البناء على أرض مجهولة التفاصيل والمواصفات، وتكون عرضة لهبوط المبنى أو حدوث الميلان نتيجة اختلاف في التربة، أو التأسيس على تربة ضعيفة، وتحديد موقع وكميات ومنسوب المياه الجوفية «الملحية، أو الكبريتية»، وغيرها من المياه الأخرى، وتحديد مواقع التكهف، والمواقع الزراعية، والساحلية، والصخرية، وهي عناصر رئيسة في التشييد.

مواقع الجسات

أضاف حسانين، أن تقرير التربة، يسهم في وضع التصاميم الهندسية والتنفيذية المناسبة للمبنى، وعلى ضوئها تحدد نوع الأساسات، وعمق الحفر، وطريقة التأسيس، ونوع الأسمنت، والعوازل لضمان منع تآكل الخرسانة والحديد، موضحًا أن آلية عمل دراسة لإجراء فحص التربة في المبنى، من خلال اختيار مواقع «جسات»، ويختلف عدد وعمق الجسات من مبنى إلى آخر، كالمبنى السكني أو التجاري أو الصناعي، ومساحة المبنى، وعدد الأدوار «ارتفاع المبنى»، ويفضل الاستعانة بالمخطط المعماري للمنشآت الكبيرة في تحديد مواقع الجسات، بينما الفلل السكنية، فمواقع الجسات قد تكون محددة، والعاملون في المختبرات المتخصصة، يستطيعون اختيارها دون الحاجة إلى مخطط الفيلا.

أحمال ميتة

أكد المهندس أحمد الفريدة «فاحص معتمد للمباني»، أن دراسة فحص التربة، تساعد المهندس المعماري في تحديد قدرة تحمل المبنى كاملًا من أحمال «حية» وهم الأشخاص، وأحمال «ميتة» كالجسور والأرضيات وغيرها، وبعملية حسابية دقيقة، يمكن الوصول إلى القدرة المناسبة للمبنى، مشددًا على ضرورة تحديد الوقت المناسب للفحص، ومراعاة أوقات هطول الأمطار، وكذلك مراعاة الأحياء غير المخدومة بشبكة صرف الصحي، فالبعض يتجاهل غرف تفتيش الصرف الصحي، فالنتائج غير محمودة في البناء، ويجب مراعاة ذلك، داعيًّا إلى إجراء فحوصات على عينات التربة الجديدة عند إحلال التربة القديمة، والأفضل إبرام عقد شامل مع المختبر لإجراء الفحوصات لجميع مراحل البناء للتربة والخرسانة، والأعمال المرتبطة بالأساسات.

5 آلاف ريال

أوضح الدكتور مدحت عطية «خبير هندسي»، أن اتساع مساحة المملكة، وتنوع التربة فيها شمالًا وجنوبًا وشرقًا وغربًا ووسطًا، يسهم في أهمية إجراء فحص التربة، الذي لا تتجاوز تكلفته في الفلل 5 آلاف ريال، ولا يستغرق إنجازه 10 أيام، لافتًا إلى أن من المشاكل التي قد تحدث من عدم إجراء فحص التربة تسرب المياه للأساسات، موضحًا أن وزن المبنى مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالتربة وعرض الأساسات، ويحقق فحص التربة الأمان للمبنى، فهو يدرس أعلى إجهاد للتربة، ويحدد كميات ومواصفات الخرسانة والحديد.

وقال إن «قصور وفلل فارهة في الرياض لم تسلم من مشاكل الردميات والدفان بسماكة عالية من 4 إلى 17 مترًا »، مبينًا أن «لكل قطعة أرض مواصفات بمفردها عن الأخرى، وكل موقع لا يمثل إلا نفسه عند فحص التربة «جسات»، مستشهدًا في ذلك أنه طبيعة التربة في المدينة المنورة في بعض الأحياء «صخرية»، وتتفاوت مستويات الهبوط من موقع إلى آخر قريب منه، مبينًا أن تسريبات المياه من الخدمات المجاورة قد تتسبب في مشاكل بالتربة.

أنواع التربة

صخرية

انتفاخية

جبسية

تكهفات

تربة ردميات بمخلفات