ليس غريبا على الإطلاق أن تنطلق فيالق وألوية جند العروبة والإسلام والإنسانية، من أرض بلاد الحرمين الشريفين، في عهد أسود سلمان، لنجدة أهلنا في اليمن الشقيق.

ففي الأمس انطلقت جحافل وكراديس جند الإسلام في عهد الصديق والفاروق من مكة، من بلاد الحرمين الشريفين لنجدتها من استهداف الروم والفرس ذاتهم الذين استهدفوها اليوم.

وكما أسس أجدادنا الأوائل المساجد في اليمن ومنها جامع الأشاعرة الذي يقع بالقرب من سوق زبيد، ويرجع تأسيسه إلى الصحابي الجليل أبي موسى الأشعري في سنة 58 للهجرة، وهو من بيوت الله الأولى التي تحظى بمكانتها الروحية والتاريخية في اليمن، قام بتوسيعه الحسين بن سلامة وتعهده سلاطين بني رسول بالعناية، إلا أن أهم الإضافات التي تمت فيه كانت في عهد بني طاهر على يد الملك المنصور عبد الوهاب بن داود سنة 891، ورغم السنوات الطويلة التي مرت، إلا أن الجامع لا يزال منارة شامخة، يرتاده طلبة العلم، وتقام فيه حلقات تدريس القرآن، وعلومه والحديث واللغة العربية، ولا يزال من أهم مساجد مدينة زبيد ومحافظة الحديدة قاطبة.

ويشغل مساحة مستطيلة تحتوي على صحن مكشوف وتحيط به أربعة أروقة أعمقها رواق القبلة، ويمكن الدخول إليه عبر البوابة الرئيسية الواقعة في الجهة الجنوبية أو من خلال الأبواب الأخرى الموزعة على جدران الجامع. والتي تفتح مباشرة على رواق القبلة.

وجامع فروة بن مسيك أحد مساجد مدينة صنعاء التاريخية، ويقع في حي مسيك في الجهة الشمالية لصنعاء القديمة، بني في بداية القرن الهجري الأول، وينسب تأسيسه إلى الصحابي فروة بن المسيك المرادي، وتجددت عمارته في 407 هـ الموافق 1016م، وتم إعادة بنائه وتوسعته وتسقيفه بقبب في عهد الوالي العثماني حسن باشا 994 هـ الموافق 1586 وجامع صنعاء.

كذلك واصلت المملكة بناء العديد من المساجد في عصرنا الحاضر.

لكن من الموجع والمفجع، بعد أن استباحت ميليشيات الحوثي صنعاء، وغيرها من المدن الأخرى، عمدت الميليشيات إلى تحويلها إلى ثكنات ومخازن أسلحة ومقرات لها لاستهداف بقية مدن وشعب اليمن والمملكة العربية السعودية ذاتها، التي قامت ببناء غالبيتها في عصرنا الحاضر.

وهكذا تحولت هذه المساجد إلى مواقع للقتل والتخريب وليس للعبادة، والتعاون والتعارف والتكاتف. كما أراد الله سبحانه وتعالى، وبعون الله ستهزم ميليشيات الحوثي، ومن يقف خلفها شر هزيمة، على أيدي أبناء التحالف العربي البواسل، بقيادة المملكة العربية السعودية، كما هزم الفرس في المرات السابقة، شر هزيمة، بسواعد أجدادنا الأبطال العظام.