ما أجمل شهر رمضان وروحانيته، فمنذ أن تعلن بداية هذا الشهر الفضيل إلى آخر ساعة من آخر يوم فيه ونحن نحس بالسعادة، لأنه شهر العبادة والصيام والقيام والصدقة، وتبادل الزيارات وجلوس العائلات على موائد الإفطار، وتواصل الأقارب والأرحام.. من صامه إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.. جعلنا الله وإياكم من المقبولين فيه.

ما يحز في النفس فقط ما نراه من ضياع أوقات هذا الشهر من البعض في الملهيات الكثيرة، وفي الإسراف في موائد الإفطار بشهر رمضان، والتي نرى بعضها، بل الكثير منها، ليس للأكل، بل هو للتباهي والتفاخر، حيث يتم تصويرها ونشرها عبر وسائل الإعلام المختلفة، ولا يراعون مشاعر الآخرين ممن هم تغلبت عليهم الظروف، وهم عزيزو الأنفس.

ألا يعلم هؤلاء المصورون أن هناك ممن لا يجد قوت يومه، وهناك من لا يجد جزءا مما احتوت عليه موائدهم؟!.

هناك الكثير من الناس عندما ينظرون إلى تلك الصور يتألمون على أولادهم وأسرهم.. إنهم يتكبدون مرارات ومعاناة المعيشة الصعبة في هذا الزمان الذي قل فيه ممن يتعهد بالفقراء والمساكين وذوي الحاجة في كثير من البلدان، بل هناك من هو أدنى منك، من جيرانك وأقاربك أو أهل حارتك ومنطقتك التي تسكن فيها.. ألا تفكر أنك ربما تصبح يوما من فصيلة المحتاجين، وأنت تتبختر وتتصور كل ليلة إلى جانب مائدة متنوعة من المأكولات والمشروبات؟!.

قال تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}، والمقصود بالإسراف: التبذير في صرف الأموال في غير وجهها الشرعي، وهو من أعظم أسباب كفر النعمة، وتحوّلها وزوالها والعياذ بالله. أسأل الله بعد أن بلغنا شهر رمضان أن يعيننا على صيامه وقيامه، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.