على مدى قرون خلت ظل شهر رمضان بمنزلة الفترة الزمنية التي تشكّل وقتا خصبا لممارسات المجتمعات الإسلامية، وقدرا كبيرا من فلكلوراتها المحلية بكل حمولاتها المادية والشفهية، سواء على مستوى الحكايات الشعبية والألعاب والرقصات والإنشاد، أو على مستوى الحرف والمهن التي كان يختص بها شهر رمضان.

ومع التطور النظري المتزايد للعلوم الاجتماعية، أصبح من الواضح أن الفلكلور هو مكون طبيعي وضروري لأي مجموعة اجتماعية، فهو في الواقع من حولنا في كل مكان.

وإذا كان الدارسون والباحثون، وربما عدد من القراء، يطرحون أسئلة جوهرية عن أصل الأنواع الفلكلوريَّة الكلاسيكيَّة وتاريخها (الحكاية الشعبيَّة – الشعر الملحميِّ البطوليِّ – الفلكلور الطقسيِّ، وغير ذلك)، والعلاقة المتبادلة بين الفلكلور والواقع، فإن كتاب «الفلكلور والواقع» يجيب عن هذه الأسئلة بعمق وعلمية، ويكشف عن جماليَّات الفلكلور وخصوصيَّاته، وطبيعته التاريخيَّة، وجذوره وآثاره الاجتماعيَّة، ويكشف عن قوانينه الإبداعيَّة، والنَّواميس التي تتحكم في آليَّات إبداعه.

الأنثروبولوجيا الثقافية

كتخصص أكاديمي، فإن دراسات الفلكلور تمتد بين العلوم الاجتماعية والعلوم الإنسانية. لم يكن هذا هو الحال دائما. نشأت دراسة الفلكلور في أوروبا في النصف الأول من القرن التاسع عشر مع التركيز على الفلكلور الشفهي للسكان الفلاحين الريفيين.

وهناك كتاب مهم للأخوان جريم (نُشر لأول مرة في 1812) تضمن أشهر مجموعة من الفلكلور اللفظي للفلاحين الأوروبيين، واستمر هذا الاهتمام بالقصص والأقوال والأغاني، أي التقاليد اللفظية، طيلة القرن التاسع عشر، وتداخل النظام الناشئ لدراسات الفلكلور مع الأدب والأساطير بحلول القرن العشرين. وظل الفلكلوريون الأوروبيون يركزون على الفلكلور الشفهي للسكان الفلاحين المتجانس مع مناطقهم، بينما اختار الفلكلوريون الأمريكيون، بقيادة فرانز بواس، النظر في ثقافات الأمريكيين الأصليين في أبحاثهم، وشملوا مجمل عاداتهم ومعتقداتهم مثل الفلكلور.

هذا التمييز جعل دراسات الفلكلور الأمريكي تتماشى مع الأنثروبولوجيا الثقافية وعلم الأعراق البشرية باستخدام تقنيات جمع البيانات في مجالهم.

الإبداع الشفوي الشعبي

استند المتخصص في الفلكلور الروسي فلاديمير بروب - المعروف على نطاق واسع خارج روسيا بفضل تأثير كتابه «مورفولوجيا الحكايات الشعبية» الصادر في 1928- إلى ندوة حول الحكايات الشعبية الروسية، درسها «بروب» في جامعة ولاية لينينغراد في وقت متأخر من حياته، ليقدم كتابه «الفلكلور والواقع»، الذي نقله للعربية غسان مرتضى. ويتعرض «بروب» في كتابه للصفات الجمالية للحكاية الشعبية، وتاريخ مصطلح «دراسات الفلكلور» أولا في أوروبا الغربية، ثم في روسيا والاتحاد السوفيتي، ومكانة الحكاية الشعبية في مصفوفة الثقافة الشعبية والإبداع الشفوي الشعبي.

الحكايات الخيالية

يقدم الكتاب رؤية «بروب» الرئيسة في البنية التركيبية للحكايات العجيبة الروسية (وهو أقل تخطيطيا مما هو عليه في علم الصرف، وإن كان في شكل مختصر)، ويخصص فصلًا واحدا لكل نوع من أنواع الحكايات الشعبية الروسية:

الحكاية العجيبة (الرواية) أو الحكاية اليومية، والحكاية الحيوانية، والحكاية التراكمية.

وتعطي ببليوغرافيا «بروب»، المدرجة في الكتاب، نظرة ثاقبة مفيدة للمصادر التي يمكن الوصول إليها واستخدامها من قِبل العلماء السوفييت في الربع الثالث من القرن العشرين.

وتنبثق سلطة «بروب» العلمية من هذه السلسلة المتوازنة والمنظمة بعناية من مقدمة سهلة الوصول إلى الحكاية الشعبية الروسية.

ويخدم الكتاب القراء المهتمين بدراسات الفلكلور والحكايات الخيالية، بالإضافة إلى التاريخ الروسي والدراسات الثقافية.

*تواريخ ومحطات:

1982 : الاعتراف بأهمية دراسات الفلكلور في وثيقة «اليونسكو»

2003 :نشرت «اليونسكو» اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي

* «Folklife»: تعني الثقافة التعبيرية التقليدية المشتركة داخل المجموعات المختلفة.

* تشمل الثقافة التعبيرية مجموعة واسعة من الأشكال الإبداعية والرمزية مثل

الأجزاء المكونة للفكلور:

* المصطلحات الشعبية والتقاليد

* الأشياء التي يصنعها الناس بالكلمات (المعرفة اللفظية)

* الأشياء التي يصنعونها بأيديهم (المعرفة المادية)

* الأشياء التي يصنعونها بأفعالهم (تقاليد مألوفة)

* يدرس الفلكلوري القطع الأثرية التقليدية لمجموعة

* يدرس الجماعات التي تنتقل فيها هذه العادات والتقاليد والمعتقدات

* يسعى عالم الفلكلور إلى فهم أهمية هذه المعتقدات والعادات والأشياء

عوالم الفلكلور:

* العادات والمعتقدات

* التقنية والمهارة

* اللغة

* الأدب

* الفن

* العمارة

* الموسيقى

* اللعب

* الرقص

* الدراما

* الطقوس

* المباهج
* الحرف اليدوية
فلاديمير بروب:

*
عالم فلكلور وباحث سوفيتي

* ولد عام 1895 في سانت بطرسبرج لعائلة روسية من أصل ألماني

* كان والداه: ياكوف فيليبوفيتش بروب، وآنا إليزافيتا فريدريكوفنا بروب من الفلاحين الأثرياء

* درس في جامعة سانت بطرسبرج (1913-1918)

* تخصص في فقه اللغة الروسية والألمانية

* عمل في تدريس اللغة الروسية والألمانية بمدرسة ثانوية، ثم أصبح مدرسا جامعيا للغة الألمانية

* حلل العناصر الهيكلية الأساسية للحكايات الشعبية الروسية

* نُشر كتابه «مورفولوجيا الحكايات الشعبية» حول الفلكلور باللغة الروسية في 1928

* طبق علم التشكل الخاص به على عجائب الحكاية الخرافية

* في 1932، أصبح عضوًا في هيئة التدريس بجامعة لينينغراد

* رأس قسم الفلكلور حتى أصبح جزءًا من قسم الأدب الروسي

* ظل عضوًا في هيئة التدريس حتى وفاته في 1970

كتبه الرئيسة:

* «مورفولوجيا الحكايات الشعبية» لينينغراد 1928

* «الجذور التاريخية للحكاية العجيبة» لينينغراد 1946

* «أغنية ملحمية روسية» لينينغراد 1955-1958

* «أغاني غنائية شعبية» لينينغراد 1961

* «الأعياد الزراعية الروسية» لينينغراد 1963

* «مشاكل الكوميديا ​​والضحك» لينينغراد 1983

* «الحكاية الروسية» لينينغراد 1984