من عاش حينا من الدهر لا يتجاوز الثلاثينات والأربعينات من العمر فقد مر بمراحل وحقب من الزمان على أرض هذا الوطن تعادل قرونا من التغييرات والتحديات والتنقل بين الزمان وأنثروبولوجيا الإنسان.

فمن كان صاحب فن في الثمانينيات الميلادية، وعاش بعدها فبالتأكيد أنه قد فقد جزءا من فنه إن لم يكن كله بسبب التحريم والتحليل وسيطرة تيار على المشهد العام للحياة المجتمعية حتى وصلنا حقبة مظلمة ملؤها تحريم كل ما يواكب العصر، فكان «الدش» حراما، والكاميرا والسفر لغير الضرورة وقيادة المرأة حرام... حرام... حرام...، حتى أصبح أغلب ما حولنا لونه باهت يخلو من ألوان الحياة، وللأسف فإن التشدد الديني وفرض معتقدات ما أنزل الله بها من سلطان بل تناقض سماحة الإسلام نجد أن نتاجها زيادة في الانحلال الأخلاقي كارتفاع نسب التحرش وظهور المثلية الجنسية وصولا لحالات الإلحاد.

وظهرت بعض القطاعات الحكومية بأكملها وكأنها هرمت ووصلت مراحل الشيخوخة، وكأنها غير قادرة على أداء مهامها، مثل هيئة مكافحة الفساد في بداية أعمالها مقارنة بما وصلت إليه.

أما اليوم فالمتابع للمشهد العام لوطننا الغالي وكأنه عاد إلى عمر الشباب، بعد أن سخر الله لهذا البلد أميرا شابا في الثلاثينات من عمره، خرج إلى العالم في أقل من خمسة أعوام حقق خلالها أرقاما ونتائج قياسية أبهرت دول العالم المتقدم، وبدأ ذلك حينما قال سمو ولي العهد إنه يمثل في قراراته التوجه العام لشباب المملكة، فبمجرد إقرار سموه لحزمة من الإصلاحات، خرج الشباب الحقيقي الذي كان مدفونا تحت رماد التهميش، لنجد أن لدينا طاقة حيوية شابة، ظهرت للعالم، بظهور أجيال تغير المستقبل وتبني وطنا.

ففي مقابلة لسفيرة المملكة لدى أمريكا الأميرة ريما بنت بندر قالت إن سموه كان يحضر إليهم في مقر عمل لهم بالرياض كل يوم تقريبا، ويسأل عن أدق التفاصيل، وفي يوم من الأيام سأل لماذا يجلسن الفريق النسائي في الخلف، وأحضرهم للأمام في ذلك المكتب ليشاركوا الفريق الرجالي في جميع التفاصيل، وكان هذا الأمر بداية انطلاق للمرأة السعودية التي حضرت للأمام في أغلب نواحي الحياة من حولنا.

أما في مقابلة أخرى لوزير الاتصالات وتقنية المعلومات فقد ذكر كيف أن سمو ولي العهد نقل حاضر ومستقبل التقنية من حولنا بإزالة العقبات التي كانت تحول دون ذلك في أقل من 20 دقيقة، ليستعيد شبابنا وصوله للعالم بأفضل التقنيات.

وبحرب سموه على التطرف والإرهاب فقد ذكر سموه كيف أن الأعمال الإرهابية أصبحت معدومة على مدى أعوام، ليخرج التطرف من بيننا بلا رجعة، ودوليا كيف أن إعلام جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية يبث سمومها لزعزعة العلاقات بين السعودية ومصر، وكيف قطع دابر من كان يدعمهم من الداخل، حتى أصبح الشاب السعودي من أقل الشباب عالميا عرضة للتطرف والإرهاب، وتم مسح الصورة النمطية عنه عالميا واستبدال صورة الشاب السعودي بل والسعودية بأكملها بصورة حية مشرقة عالميا ملؤها الشباب والحيوية، ليجد من يتابع ما تحقق لمملكتنا خلاصة واحدة بأن (أميرها الشاب أعاد لها شبابها).