استعد نحو 43 مصنعاً ومعملاً لتصنيع وتعبئة التمور في واحة الأحساء الزراعية، منذ وقت مبكر، لتوفير كميات كبيرة من مختلف أصناف التمور، والصناعات التحويلية المرتبطة بالتمور، وزيادة الطاقة الإنتاجية لتوفير الاحتياجات اللازمة، وتأمين الطلبات المتزايدة المتوقعة من الوفود الرياضية من داخل وخارج المملكة، التي ستزور واحة الأحساء الزراعية، بالتزامن مع انطلاق مباريات مونديال كأس العالم في دولة قطر 2022، خلال نوفمبر وديسمبر المقبلين.

حركة شرائية كبيرة

أشار مزارعون لأشجار النخيل، ومستثمرون وملاك وعاملون في مصانع لتعبئة التمور في الأحساء لـ«الوطن»، إلى أن الموسم الزراعي الجديد 2022، لمحصول التمور في الواحة، سيشهد حركة شرائية كبيرة، عطفاً على تميز وشهرة تمور الأحساء في مختلف دول العالم، وجودة وتميز تعبئة التمور، علاوة على توقعاتهم بجودة المحصول في الموسم الجديد، وحرص المزارعين على جودة المحصول والعناية به طوال موسم زراعته، موضحين أن مجموعة من المستثمرين في تجارة التمور المصنعة في الأحساء شرعوا في إجراء اتصالات مكثفة مع تجار ومستثمرين قطريين، بهدف التنسيق معهم لتوفير كميات من التمور المصنعة لتسويقها في المتاجر والأسواق والمجمعات التجارية، وكذلك تقديمها في الفنادق ومواقع الإيواء الأخرى والمطاعم.

موعد إطلاق المهرجان

دعت اللجنة المنظمة في مهرجان «ويا التمر.. أحلى» السنوي، المخصص للتمور المعبأة والمصنعة، الذي تقيمه أمانة الأحساء بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، إلى إطلاقه بالتزامن مع مونديال كأس العالم، موضحين أن إطلاق المهرجان في هذا التوقيت تحديداً، يسهم في زيادة حجم المبيعات في المهرجان بشكل خاص، علاوة على تشجيع الوفود الرياضية ومشجعي المنتخبات المشاركة في المونديال على زيارة الأحساء للأغراض السياحية الأخرى، وبالتالي اكتساب المهرجان شهرة عالمية واسعة، وتوسعه في النسخ الجديدة اللاحقة من حيث الأركان والمنتجات، والأصناف، وقد يمتد لفترة زمنية أطول تتجاوز الـ 3 أشهر، علاوة على توفير فرص عمل كثيرة للشباب والفتيات السعوديين والسعوديات، ومن خلال المهرجان يكسب المهرجان الصبغة العالمية، واصفين ذلك بالفرصة السانحة، التي يجب استغلالها أفضل استغلال لتسويق الأحساء عالمياً.

علامة تجارية مميزة

أكد رئيس مجلس التمور في الأحساء «المعتمد من أمانة الأحساء» عبدالحميد الحليبي لـ«الوطن» أمس، أن أولى خطوات استعدادهم للموسم الجديد، هو البحث عن أجود التمور، وأجود العبوات، وأجود طرق العرض، وذلك لكسب الوفود والزوار للأحساء، مع الحرص على صناعة علامة تجارية مميزة لتمور الأحساء، ومنها يلاحظ الزائر الفارق الكبير لصالح تمور الأحساء عن سائر التمور الأخرى، إذ تتميز تمور الأحساء بطعمها اللذيذ، وتعدد أصنافها، وعلى رأسها صنف تمور «الخلاص»، مع الاستعداد لتوفير كميات كبيرة من «الرطب» المجمد، وكذلك تجهيز بعض المصانع لاستقبال الوفود والزوار، وتهيئة المكان المناسب لهم وضيافتهم فيها، وتقديم بعض الأطعمة المرتبطة بالتمور لهم، وبعض المنتجات الزراعية التي تشتهر بزراعتها الأحساء، وتخصيص جزء من الموقع كحطة للاستراحة والترفيه. أهاب الحليبي، بجميع المزارعين في الأحساء، بتهيئة مزارعهم لاستقبال الوفود والحفاوة فيهم، والاستفادة منهم استثمارياً، والاستفادة من السياحة الريفية، مشدداً على ضرورة انتهاز هذه الفرصة في استثمارها، وعرض المميز فقط، والتحذير من الغش، وينبغي كتابة تصنيف درجات التمور: أولى وثانية وثالثة ورابعة.

نقاط بيع في سلوى

أوضح الخبير الدولي في تسويق التمور المهندس محمد السماعيل، أن مستثمرين في تعبئة التمور، وضعوا خططاً لتسويق منتجاتهم، من بينها: تخصيص نقاط بيع لعرض منتجاتهم في مدينة «سلوى» الحدودية مع دولة قطر الشقيقة، وهناك ترتيبات مع شركات ومؤسسات «شحن» لنقل مبيعات التمور إلى مختلف دول العالم، وإجراء تواصل مع البريد السعودي لأعمال الشحن، وبحسومات مناسبة، وبتلك الخطوة، قد يكونون زبائن دائمين «من مختلف دول العالم» لمصانع التمور في الأحساء، مضيفاً أن كثيرا من المصانع والمعامل، تعمل على تفعيل التسويق الإلكتروني للتمور، وهي خدمة متاحة حالياً في بعض المصنع، وأن الوفود الرياضية والمشجعين، سيتحولون بعد ذلك إلى زبائن دائمين للمصنع بعد المونديال، والتواصل والشراء من خلال القنوات الإلكترونية عقب المونديال، لافتاً إلى أن بعض تجار تمور الأحساء، يسوقون لمنتجاتهم عبر تطبيقات إلكترونية «تسويقية»، وهذه التطبيقات ذات موثوقية عالية، ومرونة وسهولة عاليتين في الاستخدام والتواصل بين التاجر والزبون. توقع المزارع علي السالم، جودة محاصيل الموسم الجديد، لاعتبارات عدة من بينها: الخبرة والكفاءة العالية عند مزارعي الأحساء في العناية بالنخلة، والأجواء المواتية والمناسبة للتمور، ونجاح موسم تلقيح أشجار النخيل.