على الرغم من أن وزارة التعليم كانت قد أعلنت في وقت سابق عن مشروع إنشاء 4800 عيادة مدرسية بتكلفة 63 مليون ريال، في إطار المرحلة الأولى من مشروع العيادة المدرسية الصحية التي ستكون بمنزلة غرف إسعافات أولية لتفقُّد الحالة الصحية للطلاب بشكل يومي، واكتشاف الحالات المرضية وحصر المصابين بأمراض معدية، والتعرف على ضحايا العنف الجسدي بين الطلاب، وتسهيل تنفيذ البرامج الوقائية، وعلى الرغم من وضع الوزارة ضوابط لتلك العيادات، بحيث تكون في مكان مناسب داخل المدرسة، وأن تقع في الدور الأرضي بالقرب من المدخل الرئيسي، وأن يتوفر فيها حوض غسيل وأرضية سهلة التعقيم، وألا تقل مساحتها عن 4 م في 3م، وأن تشمل مستلزمات طبية أساسية مثل طاولة كشف «سرير معاينة»، وسماعة طبية، وجهاز لقياس ضغط الدم، وأسطوانة أكسجين، وعلامات لفحص النظر، ومرهم للجروح والحروق، مع توفير قائمة بأرقام هواتف الطوارئ والجهات الإسعافية (الهلال الأحمر – الدفاع المدني – الشرطة)، إلا أن هذه الخطوة لم تكتمل، حيث أكد عدد من منسوبي المدارس افتقار مدارسهم لمثل تلك العيادات، موضحين أن كل ما يقدم في مدارسهم لا يعدو أن يكون جهودا ذاتية متواضعة جدا من قبل عدد من المعلمين.

مسعف مختص

يقول وكيل مدرسة طيبة يحي حمد آل شغاث «العيادات مهمة جدا جدا داخل المدارس، ولكن آلية تواجدها غير جيدة، ولا ترتقي خدماتها لأبسط احتياجات البيئة المدرسية، أولا لضعف إمكانات العنصر البشري، فمن يقوم على هذه العيادة معلم أو إداري حاصل على تدريب بسيط جدا في مجال الإسعافات الأولية، وثانيا للنقص الكبير في أدوات العيادة وتجهيزاتها، وكنت أفضل أن يكون هناك تعيين لمسعف حاصل على شهادة في هذا المجال، أو حتى وجود تدريب مستمر للمرشد الصحي وهذا غير حاصل، لذا لا أرى أهمية كبيرة للعيادات في المدارس إذا لم يتم تطويرها وتدريب القائمين عليها».

جهود ذاتية

يبين وكيل شؤون الطلاب في ثانوية الفارابي فارس حمد آل حيدر «للأسف الشديد لا يوجد مكان مخصص لمثل تلك العيادات الصحية، وجميع ما يقدم مجرد اجتهاد من قبل وكيل المدرسة أو بعض المعلمين فقط، حيث يحضرون إسعافات أولية للجروح البسيطة، ومن ناحية المسكنات لا توجد لعدم تواجد أماكن حفظ لها، وعند حدوث إصابات أو إغماءات نستخدم أشياء بسيطة مثل مسحة طبية أو كولونيا ليمون لمساعدة المصاب الذي تعرض لإغماء».

حوادث مؤسفة

شهد عدد من المدارس حوادث مؤسفة كانت عواقبها شديدة، ما يؤكد الحاجة إلى تطوير وتأمين كافة المستلزمات الطبية التي تحتاجها العيادات الصحية المدرسية، مثل حادثة مقتل طالب على يد زميله في محافظة شرورة في نوفمبر 2019، حيث كشف مدير تعليم شرورة الأسبق فهد عقالا حينها كافة التفاصيل المتعلقة بجريمة مقتل الطالب خالد النهدي، قائلا «وقعت الحادثة أثناء الفسحة في تمام الساعة العاشرة صباحا، بعد شجار نشب بين طالبين ليس الطالب المعتدى عليه أحد أطرافها، حيث هرع المعلم مشرف الساحة لفك الشجار وأثناء السير إلى إدارة المدرسة لاتخاذ الإجراءات، نشب عراك آخر قام القاتل خلاله بتصويب طعنة للمقتول بسكين في منطقة الصدر بشكل سريع جدا. ولاذ الطالب بالفرار من المدرسة ودفع حارس الأمن ولوح له بالسكين».

كما انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي خبر وفاة طالب سعودي بالمرحلة المتوسطة في إحدى مدارس جدة إثر مشاجرة بينه وبين زميل له، وكشفت التقارير التي نقلت عن الأجهزة الأمنية والشرطة بعد التحقيق الفوري أنه تم نقل الطالب الذي توفي أثناء المشاجرة إلى المستشفى.

جهود الوزارة

أكد مصدر تربوي حرص وزارة التعليم على تعزيز السلوك الصحي والبدني للمجتمع المدرسي في ضوء إستراتيجية شاملة للصحة المدرسية، وذلك من خلال إنشاء إدارة الصحة المدرسية في الوزارة وافتتاح فروع لها في مختلف المناطق والمحافظات التعليمية بالمملكة لتقديم مجموعة من المفاهيم والمبادئ والأنظمة والخدمات لكافة الطلاب والطالبات، بهدف تعزيز صحتهم في سن مبكرة، والإسهام في تعزيز صحة المجتمع، كما تعمل الوزارة مع الجهات ذات العلاقة بالصحة العامة على إعداد وتنفيذ مجموعة من البرامج المتخصصة في الشؤون الصحية المدرسية التي تعكس مدى الاهتمام الكبير الذي يلقاه المجتمع المدرسي من عناية ورعاية لضمان وجود بيئة مدرسية ​صحية، مشيرا إلى أن العيادات الصحية المدرسية كان لها دور كبير في ضمان انتظام العودة الآمنة للطلاب والطالبات إلى الفصول الدراسية خلال جائحة كورونا.

ضوابط العيادة المدرسية

أن تكون في مكان مناسب داخل المدرسة

تقع في الدور الأرضي بالقرب من المدخل الرئيس

يتوفر فيها حوض غسيل وأرضية سهلة التعقيم

لا تقل مساحتها عن 4 م في 3م

تشمل مستلزمات طبية أساسية

تتوفر على قائمة بأرقام هواتف الطوارئ والجهات الإسعافية

من مهام العيادات الصحية المدرسية

تكون بمنزلة غرف إسعافات أولية

تفقُّد الحالة الصحية للطلاب بشكل يومي

اكتشاف الحالات المرضية

حصر المصابين بأمراض معدية

التعرف على ضحايا العنف الجسدي بين الطلاب

تسهيل تنفيذ البرامج الوقائية