تستغرب إلى حد الدهشة ما تمليه بعض الأندية على لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم وتحديداً المختصة بالعقوبات، بتضمين نوعية العقوبة التي يرغب النادي تفعيلها تجاه خصمه، حديثي ليس ضد المطالبة بالحقوق ولكن تفنيدها بتلك التفاصيل، وكأن النادي يملك الشقين إصدار الشكوى وبذات الوقت وضع العقوبات التي يراها.

البداية كانت من معقل البيت النصراوي عندما رفع شكواه ضد جاره الهلال على خلفية أحداث توقيع اللاعب محمد كنو، الغريب أن لجنة فض المنازعات التي رفعت لها الأوراق من لجنة الاحتراف وأوضاع اللاعبين بحكم الاختصاص تفاعلت مع مطالب النصر.

وكانت الضربة القوية في خاصرة الهلاليين بصب جميع العقوبات التي طالب بها الخصم، بل إن التوقيت لم يكن في الحسبان بالإعلان ليلة العيد، وهو ما يتنافى مع جميع القوانين بإصدار عقوبات في مثل هذا التوقيت، المشكلة في اليوم التالي يواجه الهلال فيحاء المجمعة دورياً، وخسر بداعي الظروف التي تحيط به، وكادت أماله تتبخر، غير أن عدالة السماء أعادته للواجهة من جديد قبل أن يسدل ستار الدوري بجولتين، وأصبحت الأمور متاحة وبمقدوره حسم المعادلة بيده.


لن أستطرد كثيراً عن أجواء الهلال الماضية، ولكن ما لفت نظري الشكوى التي أصدرتها إدارة نادي الشباب بحق الاتحاد عطفاً على انتقال المدافع أحمد شراحيلي لصفوف العميد، وطالب رجالات الشباب بإصدار قرارات، وهو أمر ليس من حقها لأن نوعية وتفاصيل العقوبات من شأن الجهة القانونية، وإذا كان هناك تفاعل مع مطالب النصر في قضية كنو فلا يعني تعميمها، وما أرمي له يتعين أن يلتزم كل ناد بحدوده في مطالباته، لأن حيثيات القانون جديرة بكشف كل التفاصيل.

ومادام الحديث عن القرارات، فربما أن الأجمل أصدره الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA)، الذي اعتمد نظام الـ5 تبديلات بشكل دائم، وهذا ما سيعطي للمباريات قوة وإثارة طوال دقائقها، لأن فرسانها يتناوبون الصراع داخل الميدان، وفي الختام الأماني كبيرة ببلوغ منتخبنا الأولمبي تحت (23) سنة للنهائي الآسيوي بعد أن وصل لتلك المحطة ولم تهتز شباكه، وهذا لم يسبق وأن حدث والأهم المحافظة على تلك الركائز، ولا شك أن الشراكة بين وزارتي التعليم والرياضة فيما يخص دوري المدارس يعد النواة الحقيقية لبروز المواهب، وهو ما شاهدناه مؤخراً في صراع الطلاب الواعدين وصفق له الجميع.