دخلت التقنيات الحديثة إلى المجال الصحي بشكل كبير، فأصبحت تستخدم الروبوتات على سبيل المثال في العمليات الجراحية، بحيث تعمل بشكل آلي بالكامل، وهذه التقنيات لتقوم بمهامها فإن عددا من الخوارزميات تعمل بشكل تكاملي بداخلها، ابتداء بتلك التي تقوم بإجراء العملية ذاتها، وانتهاءً بخوارزميات إدارة وتوفير الطاقة.

استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال الصحي، أيضاً يشمل تلك الخوارزميات التي تقوم على تحليل الصور الإشعاعية والمقطعية، لتساعد في عملية تشخيص الأمراض، ومن أمثلة هذه الخوارزميات ما يستخدم لاكتشاف الأورام السرطانية، والتي حققت نجاحات كبيرة على مستوى العالم.

ومن أحدث الاستخدامات لخوارزميات الذكاء الاصطناعي في المجال الصحي، الأنظمة التي تقوم بتشخيص المرضى، من خلال قراءة تقاريرهم الطبية، وهذا المجال وإن كان يبدو في ظاهرة سهلاً يسيراً، إلا أنه أثبت أنه يشكل تحديا كبيرا للباحثين.

كبير باحثي أنظمة المجال الصحي في الشركة الصينية العملاقة بايدو «Baidu» الدكتور جون تشين «Jun Chen» قام مع فريق بحث، بمحاولة تصميم نظام ذكي يعمل على التشخيص الآلي للمرضى، وذلك من خلال تحليل سجلاتهم الطبية.

تحتوي السجلات الطبية على عدد من الأجزاء التي تعد معيارية «على الأقل في الصين» والتي منها البيانات الأساسية للمرضى، والشكوى الأساسية، والتاريخ المرضي للمراجع، والتشخيص المبدئي، كما تحتوي السجلات الطبية على بيانات التحاليل والأشعة التي تم عملها، ونتائجها.

على الرغم من تمكن الدكتور جون مع فريقه، من تصميم خوارزمية متقدمة، لتحليل جميع البيانات الواردة في السجلات الطبية، ومن ثم الخروج بتشخيص سليم، إلا أن هدفهم الأساسي كان تطوير الخوارزمية، بحيث يمكنها تقديم تفسير منطقي للتشخيص الذي استنتجه النظام.

يعمل بنظام الدكتور جون خوارزميتان، الأولى تقوم على التنبؤ بالتشخيص، والثانية تقوم على تفسير ذلك التشخيص، غير أن العمل على خوارزمية التفسير احتاج إلى العديد من المحاولات، والتي نتج عنها ثلاث نسخ من تلك الخوارزمية، ولم يجد الفريق البحثي بدا من دمج جميع تلك النسخ، من خوارزميات التفسير، وهو ما جعل عملية تفسير التشخيص الطبي أكثر دقة.

التفسير المنطقي لمخرجات خوارزمية الذكاء الاصطناعي، التي تقوم على تشخيص المرضى، يلعب دوراً كبيراً في دعم الممارسين الصحيين، حيث يقدم لهم العديد من الفوائد، منها تحديد المعلومات الواردة في السجل الطبي، والتي كان لها الأثر الأكبر في اتخاذ القرار، ومن الفوائد أيضاً إمكانية معرفة التشخيصات الأخرى التي قد تحتملها البيانات.

النظام الذي تم تطويره داخل معامل شركة بايدو، تم تطبيقه بالفعل في مئات العيادات الصحية في جمهورية الصين الشعبية، وهو ما يعد سابقة لمثل هذه الأبحاث التي على الرغم من تحقيقها لنتائج مبهرة في معامل الأبحاث، إلا أنها تبقى حبيسة المجلات العلمية، دون أن يتم التأكد من جدواها الحقيقي بتطبيقها على أرض الواقع.