أثار هبوط الأهلي لمصاف أندية الدرجة الأولى العديد من التساؤلات والاستفسارات، وتباينت الآراء، كلٌ يرمي بالاتهامات في اتجاه مختلف، وهكذا، ويقيني أن الهبوط لم يأت وليد اليوم أو البارحة ولكن نتيجة تراكمات سابقة لم تعالج بالشكل المطلوب، وبالتالي حدث ما حدث، والأكيد أن الأمر يحتاج جلسة مصارحة من العشاق المتيمين لوضع النقاط على الحروف، لأن الأمر يتطلب سنوات لبناء ما تم تقويضه ليعود الأهلي لمكانته بين الكبار قبل البحث عن البطولات، ويقيني أن محبي هذا الكيان متى ما وضعوا الأمور في نصابها، واتفقوا على أن مصلحة الفريق الأهم. سينهض الكيان العملاق الذي يعد سقوطه مختلفا عن فرق لا تملك جزءا من تاريخه العتيد، لن أطيل الحديث حول هبوط الأهلي الذي سبق وأن تجرعه أكثر من فريق، فالشباب شيخ أندية الرياض توارى للأولى وتحديداً موسم 1398، وعاد بقوة بعد أن حقق بطولة الدرجة الأولى وكانت البوابة للدلوف لساحات الأمجاد بكل أشكالها، النصر أحد أطراف الكبار هو الآخر صعد من الدرجة الثانية عام 1383هـ، وخلال عامي 1384 و 1385هـ صارع على الصعود والهبوط مرتين، ونجا بعد تجاوزه بطل الدرجة الثانية (نجمة الرياض)، وكان في ذلك الحين في نظام الصعود أن يلعب صاحب المركز الأخير من الفرق الكبيرة مع الأول من الدرجة الثانية بطريقة الذهاب والآياب وعلى ضوئها يتحدد من يصعد، وعاد النصر للصراع المرير موسم 2008، وكلنا نتذكر المعركة التي خاضها مع الخليج وانتهت بالتعادل الذي كان يخدمه في نزال لا ينسى، الاتحاد هو الآخر سبق وأن تعرض لخطر الهبوط وقارع فريق الشرق من مكة عام 1385هـ، حيث لعبا مواجهتين فاز بهما العميد ليبقى ضمن أندية الدرجة الأولى (الممتازة حالياً)، وكان الاتحاد قد تبوأ المركز الأخير بسبب عقوبة الانسحاب من إحدى المباريات، والاتفاق أيضا كانت له ذكريات مع الأولى إلى جانب بقية جميع الأندية التي دلفت معترك الكبار، ويبقى الهلال الوحيد الذي لم يدخل تلك الدائرة، إجمالاً صراع الهبوط والصعود ليس وسمة عار بقدر ما يمكن أن يكون فرصة لتعديل الأوضاع، وهو ما نرجوه لقلعة الكؤوس، والأهم في هذه المرحلة اختيار القيادات الإدارية التي تسيره قبل البحث عن العناصر الأجنبية التي تدير فلك المباريات، لأن الفكر الإداري من يصنع النجاح في الخارج ويتجسد بالداخل.