ارتفعت درجات حرارة البحر الأبيض المتوسط هذا الصيف بحوالي 5 درجات مئوية فوق المتوسط، مقارنة بالسنوات الماضية، مما أدى إلى تغيير الأنظمة البحرية وجلب أنواع جديدة من الأسماك.

وجلبت المياه الدافئة في المتوسط جنوب فرنسا أنواعًا غير معتادة من الأسماك مثل البراكودا، وهو نوع من الأسماك القاضمة التي تعيش عادة في المياه الاستوائية، والطحالب البحرية وسمك الزناد بألوانه الزاهية، والسلاحف التي تتواجد بشكل طبيعي في البحر الأحمر.

تهديد غذائي

يخشى الخبراء من تغيير الأنظمة البيئية والتي يمكن أن تهدد إمدادات الغذاء أو تفترس الحياة البحرية المحلية، إضافة إلى الطحالب البحرية التي تعمل بدورها على تقليل نسبة الأكسجين في الماء.

تقول ساندرين رويتون، الباحثة في معهد البحر الأبيض المتوسط لعلوم المحيطات «يمكن أن تأتي أسماك عاشبة لا تشبع، أو أسماك لاحمة تلتهم أعدادًا كبيرة من الأسماك أو طحالب غازية ستغير نظامنا البيئي بشكل كبير».

وتضيف «قد تهاجر أنواع الأسماك الموجودة في البيئة الطبيعية إلى مياه أكثر برودة».

تفاصيل الرحلة

يتم إدخال الأنواع غير الأصلية من الأسماك إلى بيئات جديدة بطرق مختلفة أهمها النشاط البحري، حيث تلتصق الكائنات الحية الصغيرة بالسفن التجارية، وبهذا تعبر من البحر الأحمر عبر قناة السويس إلى البحر المتوسط.

في السابق وقبل عام 2015، كانت نسبة الملوحة العالية في البحر المتوسط بمثابة حاجز طبيعي يمنع انتقال الكائنات البحرية بين البحرين.

شواطئ البحر المحترقة

في وقت كان العلماء يأملون أن يقود ارتفاع درجات الحرارة ببساطة إلى أن تحل الأسماك التي تعيش في بيئات المياه المدارية محل الكائنات البحرية التي تعيش في المياه المعتدلة، لكنهم فوجئوا أن النظام البيئي برمته قد تحطم، حيث انمحت غابات عشب البحر ومصائد الأسماك الصدفية من مناطق كانت ذات مياه معتدلة في اليابان، فيما وصف بأنه «شواطئ البحر المحترقة».

وتعجز غالبية الأسماك عن البقاء على قيد الحياة عند ارتفاع درجة الحرارة، وحين تتوافق الحرارة مع ارتفاع حموضة المياه فإنها تلتهم بالمعنى الحرفي للكلمة الموائل التي تحتاج إليها الأسماك للاختباء والتغذية والتكاثر، وتقلص مواطن مكوّناتها الغنية التي تهيمن عليها الأعشاب البحرية الصغيرة.

خسائر فادحة

تواجه المياه المعتدلة حاليًا تغيرًا في طبيعتها، إذ تصبح (مدارية)، وتهيمن عليها فئات من الكائنات البحرية التي تعيش في المياه الدافئة كأنواع من الشعاب المرجانية والأسماك والأعشاب البحرية، لكن تزايد انبعاثات غازات الاحتباس الحراري يقود إلى تحمض البحار ويفاقم الأمور تعقيدًا.

ويخفّض التحمض نسبة الكربونات في المحيط، التي تحتاج إليها الشعاب المرجانية في بناء هياكلها.

وتتعرض غابات عشب البحر، وموائل الكركند والأسماك والدلافين للاختفاء على مستوى العالم نتيجة ارتفاع درجات حرارة سطح البحر وموجات الحر.

ويرى الخبراء أن كائنات المرجان التي تعيش في المياه الدافئة، باتت تتحول شمالًا صوب الشعاب المرجانية التي تنمو في المياه المعتدلة، ويمكن أن تحل محل الأنواع الموجودة في المياه الباردة.

تأثيرات ارتفاع درجات الحرارة على البحار:

تغيير الأنظمة البيئية للبحار

جلب أنواع جديدة من الأسماك تهديد إمدادات الغذاء للمخلوقات البحرية

هجرة الأسماك لمياه أكثر اعتدالا

محو غابات عشب البحر ومصائد الأسماك الصدفية من المناطق المعتدلة

ظهور ما يعرف بـ«شواطئ البحر المحترقة

تحمض البحار وتخفيض نسبة الكربونات

تعرض غابات عشب البحر وموائل الكركند والأسماك والدلافين للاختفاء