ترجم الشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن قصة ألم صديق مقرب له، بعد انفصاله عن حبيبته، وسرده القصة إلى شاعره المقرب، إلى أغنية «لا تسرق الوقت»، التي تفنن في أدائها فنان العرب محمد عبده، وحققت أرقامًا قياسية في وقتها، ومازالت تردد إلى الآن.

حكاية فراق

تعود قصة الحكاية إلى شخص أحب فتاة حبًا جمًا، لكن الظروف حالت دون ارتباطهما، فقرر الابتعاد حتى ينسى حبه له، فسافر إلى أبعد مكان يستطيعه، وحطت رحاله في الولايات المتحدة الأمريكية.

وبعد سنتين من البعاد اشتاق إلى أهله، واتفقوا أن يلتقوا في جنيف، وسافر فعلًا إلى هناك، وكان ذلك عام 1985.

لم يخطر ببال الحبيب مطلقًا أن سيلتقي حبيبة العمر في مكان لم يكن ليخطر له على بال، فقد كانت تنزل في نفس الفندق الذي نزل فيه، وما إن حط رحاله حتى رأى خيالها فاشتعلت كل جوارحه بشوق كان يظن أنه نسيه.

وقف الحبيب متسمرًا مكانه، وحاول أن يبتسم لحبيبته، وأن يقترب منها ويلقي عليها التحية، لكنه خشي من وجود زوجها فأحجم.

ابتسمت له الحبيبة، فحاول الاقتراب منها لكن اقتراب أختها منها جعلته يعدل عن رأيه خوفًا من أن تفضح خطواته أمرهما، ومضت بدورها لكن نظراتها وابتسامتها بقيت مركزة عليه.

بعد يومين وجد منها رسالة في استقبال الفندق، تقول فيها انتظرني سأتصل عليك في الثانية فجرًا، ودهمه شعور مختلط بين الفرح والحيرة، وبين السعادة والخشية، وبقي ينتظر اتصالها، وما إن تكلمت حتى انهمرت أشواقه دفعة واحدة، وشكت له حالها، وكيف أن خياله لم يفارقها، وكيف أنها تعيش مع زوجها مجبرة صابرة.

طلبت حبيبته منه أن يلتقيا، فحاول التملص، كان يخشى أن يشعل اللقاء وجد الحب من جديد، وأنه سيرهقهما مرة أخرى، لكنها طلبت منه يومًا واحدًا لها، على أن يكون باقي العمر له يفعل به ما يشاء، وطلبت أن تلتقيه بعد يومين.

في الموعد المحدد حدثته نفسه وقلبه (الخواف) بأن يبتعد، وأن يتجنب أن يعيش ساعة حب يعقبها كثير من الحزن، وخشي أن يكسره حبها من جديد بعد أن ابتعد عنه آلاف الكيلومترات هربًا إلى مكان بعيد.

خشي الحبيب أن يذهب للموعد، ومساء عاتبته الحبيبة، لكنه أبلغها أنه لم يستطع أن يذهب للقائها وهي التي صارت لغيره.

قصة بين يدي شاعر

نقل الحبيب قصته إلى صديقه الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن، وكان التعليق الأول من الأمير «يا قلبك الخواف».

حضر الحبيب والأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن بعد أيام حفلًا للفنان محمد عبده غنى فيه أغنية «المعازيم» وفيها يقول «محبوبتي معزومة من ضمن المعازيم»، فصار الحبيب يتلفت بحثًا لعل حبيبته تكون بين المعازيم.

وفي الحفلة قال الأمير للحبيب «كتبت قصيدة عنك يا «الخواف»، يقول مطلعها:

لا تسرق الوقت من غيري أنا ما بي زمن غيري.

التحول إلى أغنية

في عام 1986 تحولت قصيدة يا قلبك الخواف وصارت أغنية تغنى بها الفنان محمد عبده.

وجدت الأغنية شهرة واسعة، بعد أن لحنها وغناها محمد عبده.

كلمات: الشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن

أداء الفنان: محمد عبده

لا تسرق الوقت

لا تسرق الوقت من غيري.. انا مابي زمن غيـري

لا تسرق العمر يا طيري.. مدام قلبك لحد غيري..

عطني من أيامك نهار.. وباقي العمر للي تبي

مابه فرح يا معذبي

وأنت لحد غيري

ناظر وعدنا طاف.. في اللي درى ومن شاف

يا قلبك الخـواف

يا صاحبي الخوف.. ما يطمن الخوف

لا تلمس الجوف لا لا.. لا تلمس الجوف

وأنت ايدينك بـاردة.. والفرقة دايم واردة

أنت وأنا فى نفس الطريق.. بس الخطا متباعدة

ناظر وعدنا طاف.. في اللي درى ومن شاف

يا قلبك الخـواف

لا تسرق الوقت.. يا أجمل الوقت

لا تسرق الوقت لا لا.. يا أجمل الوقت

تكذب على وأكذب عليك.. وألقى الدفا برعشة أيديك

نقضي العمر كل العمر.. نحلم بلحظة شاردة

ناظر وعدنا طاف.. في اللي درى ومن شاف

يا قلبك الخـواف