فيما قدرت الأرقام الإحصائية أن عدد المتقاعدين في المملكة وصل خلال الـ10 أعوام الماضية إلى 993 ألف متقاعد مدني وعسكري (731 ألفا منهم أحياء)، دعا متقاعدون خلال أحاديثهم لـ«الوطن» إلى ضرورة الاستفادة من خبرات كثير من المتقاعدين والمتقاعدات، الذين لا يزالون يتمتعون بالصحة والنشاط والحيوية، والقدرة على العطاء، موضحين أنه بعد تقاعد الموظف من عمله، يطوي صفحة من عمره الوظيفي، ويطوي معها ما جناه من خبرات وتجارب ودورات تدريبية أنفقت عليها الدولة، والشركات أموالاً وجهداً، ويفاجأ بعده أنه بات فردا لا يضيف للمجتمع، وأن خبراته غير مرغوب فيها، بل ويصبح غير مرغوب بأن يزور إدارته التي أمضى فيها سنوات عمره، وهذا ما يدفعه لممارسة مهن قد تكون بعيدة كل البعد عن تخصصه، ورأوا في هذا هدرا لخبرات وأموال أنفقتها الدولة في سبيل إكسابها للموظف قبل تقاعده.

برنامج وطني

اقترح المستشار الهندسي، المهندس عبدالله المقهوي حلاً لمسألة هدر خبرات المتقاعدين، يتمثل في إطلاق برنامج وطني للمتقاعدين، يشمل القطاعين العام والخاص، بحيث يتيح فرصا لتمكين المتقاعدين من العمل كمستشارين (دوام جزئي أو عند الحاجة) في جهات أعمالهم، كما يمكن دعوتهم إلى تقديم محاضرات أو دورات تدريبية في مجال تخصصهم للموظفين وطلاب الجامعات والكليات والمدارس، وكذلك تأسيس بنك معلومات عن المتقاعدين، وخبراتهم، بحيث تتاح هذه المعلومات لجميع القطاعات للتواصل معهم إذا دعت الحاجة.

كما اقترح كذلك تطعيم الجمعيات واللجان التطوعية بأشخاص متقاعدين ليسهموا عبرها وعبر استثمار خبراتهم في خدمة المجتمع.

مناصب قيادية

أضاف المقهوي «كثير من المتقاعدين تسلموا مناصب قيادية تنفيذية، ولديهم قصص نجاح تستحق أن تروى، فيفضل أن تستضيفهم وسائل الإعلام والجامعات والمدارس ليحكوا عن تجاربهم في الحياة، كما أن كثيرا من المتقاعدين يشعرون بالعزلة، فيقترح أن يفعّل إشراكهم كمتطوعين في أعمال تقربهم للمجتمع، مثل الأعمال المساندة في المستشفيات ومنها زيارة المرضى والحديث معهم أو تطمين من يقدمون على إجراء عملية، لافتاً إلى أن المتقاعدين لديهم خبرات وتجارب تستحق أن يعاد تدويرها لمصلحة الجميع.

الأمراض الحيوية والنفسية

دعا حسن البقشي «معلم متقاعد» جميع القطاعات الحكومية والخاصة إلى تخصيص أقسام أو إدارات تحمل مسمى «شؤون المتقاعدين»، تتولى شؤون المتقاعدين التابعين لها، وإشراكهم في مناسبات وأنشطة الإدارة، وتفعيل الحسومات لهم بالتعاون مع القطاعات الخدمية الأخرى، مثل المستشفيات والفنادق والطيران وغيره، موضحاً أن تلك الخطوة ستسهم في إكساب المتقاعد مزيدا من التقدير والحيوية والنشاط، وبين أن كثيرا من المتقاعدين يتعرضون لانتكاسة صحية نتيجة الفراغ الكبير والابتعاده عن المجتمع بعدما كان لهم أثر كبير فيه.

وشدد البقشي على الحاجة الماسة إلى الاهتمام بالمتقاعدين والمتقاعدات، وإعطائهم حاجاتهم النفسية والاجتماعية، وإلا قد يواجهون الأمراض الجسدية والنفسية، مبيناً أن بعض المتقاعدين «يمتلكون خبرة واسعة» يجب الاستفادة منها.