في كل عام نستلهم في يومنا الوطني معاني الحب والانتماء، ونجدد الولاء لقادتنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان حفظه الله.

وتشكل ذكرى التوحيد في كل عام مناسبة مهمة لكل مواطن في هذا الوطن لتجديد البيعة، وتذكُّر نعم الله التي أفاض بها علينا، وأهمها نعمة الإسلام، واحتضان أطهر البقع على وجه الأرض، وقيادة مخلصة حريصة على شعبها وتوفير سبل الحياة الكريمة له، وضمان أمنه وسلامة أراضيه، والحفاظ على مقدساته.

ومن أهم ما يمكن الحديث عنه في هذه المناسبة الغالية ما أبدعه شباب وفتيات هذا الوطن في تنفيذ متقن لبرامج رؤية (2030)، وتحقيق مميز لأهدافها خلال السنوات الماضية، حيث ظهر فيها إرساء قوي لدعائم المستقبل.

أول هذه الدعائم الاستثمار في الإنسان، وهو رأس المال الحقيقي للوطن، وعلى هذا الأساس ركزت برامج الرؤية على بناء الشباب، وتطوير قدراتهم، ورصدت أكبر نسبة من ميزانية الوطن لبناء الكوادر السعودية، وتم إصدار نظام جديد للجامعات يركز بشكل أساسي على الابتكار والإبداع لتطوير الدور الأساسي للجامعات، كما تم تطوير التعليم العام وإطلاق نظام المسارات في الثانوية العامة لتكون النواتج التعليمية متوافقة مع حاجات سوق العمل، واستيعاب العقول المفكرة والشابة للإسهام في تحقيق أهداف الرؤية بكل عزيمة وقدرة على التفكير والإبداع والابتكار.

وثانيها التحول الرقمي المتسارع، والانطلاق نحو الأتمتة في كل جوانب العمل الإداري الحكومي والخاص، ليس فقط من أجل الحصول على ترتيب مميز بين الدول في مجال التحول الرقمي، وإنما من أجل التسهيل على الناس، وقضاء حوائجهم، والإقلال من الروتين والبيروقراطية، والحفاظ على أوقاتهم، وفي هذا الجانب كان التركيز على توفير بنية تحتية معلوماتية قوية، واعتمادية عالية على شبكات ونظم المعلومات الوطنية لتتمكن من استيعاب التحول الرقمي وتضمن عدم حدوث اختناقات، وتعثر لمرور البيانات، وهذا من أهم دعائم المستقبل، فلا يمكن لدولة أن تتقدم وتحقق الفعالية والكفاءة الإدارية والجودة دون عمليات مخططة ومتقنة للتحول الرقمي، والمملكة من أوائل الدول في هذا المجال ولله الحمد.

ومن الدعائم التي تم إرساؤها بفعل مخرجات الرؤية، البنية المحلقة للتفكير في المستقبل، حيث ظهرت الأفكار الجديدة في تنويع الموارد الاقتصادية، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، والاستثمار في مصادر الطاقة النظيفة، وعلى هذا الأساس ظهرت للنور مشاريع واستثمارات نوعية في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين الأخضر، وبسواعد سعودية تخطط وتبني وتقيم وتجني الثمار، ليكون الوطن في أقوى موقف، ومستعدا لأي تقلبات في مجال الطاقة ومصادرها، لضمان الوصول إلى أعلى المستويات في الاستفادة من المقومات البشرية والمادية للتنمية المستدامة وعدم توقفها لأي سبب يتعلق بمصادر الطاقة.

إن المملكة العربية السعودية ولله الحمد تسير بخطى واضحة نحو العالم الأول، وترسم سيناريو مميزا للمستقبل، مبنيا بشكل علمي على دعائم قوية ستسهم بإذن الله في استمرارية التقدم، وتنمية وتنويع للموارد، وبناء الإنسان.

حفظ الله وطننا وقادتنا، وأدام علينا نعمه، ودامت أفراح الوطن.