في الأدب بشكل عام، أعمال كلاسيكية خالدة. ففي الأدب الأمريكي على سبيل المثال، سلسلة «ساحر أوز العجيب»، «The Wizard of Oz» للكاتب والمؤلف ليمان فرانك بوم (1856م - 1919م)، التي نشرها أول مرة عام 1900، في أربعة عشر جزءًا وبيعت منها خمسة ملايين نسخة وترجمت للغات عدة منها اللغة العربية. حاول الكاتب والمؤلف في هذه السلسلة - في ذلك الوقت - تأسيس أسلوب جديد لقصص الأساطير والخيال العلمي للأطفال، والذي كان يختلف عما عرف في تاريخ الأعمال الأدبية، لتحفيز الإبداع وتوسيع آفاق الخيال للأطفال في رحلة الحياة، والتي كانت تحكي قصة إن الطريق الوعرة والرحلة الطويلة بكل مصاعبها لا تنقضي إلا بالأصدقاء، وإن الترحال يكسب الخبرة، وإن الخبرة تنير الطريق لبزوغ فجر عالم جديد يتمتع بالشجاعة والمثابرة والصدق والصبر.

في تلك السلسة مجموعة من الشخصيات التي تناسب الطفل، وكان منها شخصية مثيرة للاهتمام وهي تيك توك Tick-Tock. تيك توك كانت مجرد فكرة للكاتب عن شخصية رجل ميكانيكي آلي فريد من نوعه، روبوت خاص ومصنوع بالكامل من النحاس الناعم، وجسده مستدير مثل الكرة، له أطراف ومفاصل مصقولة أيضًا من النحاس الناعم. تيك توك رجل ميكانيكي يعمل كأي آلة ميكانيكية تمامًا مثل نوابض الساعة، والتي تحتاج إلى الصيانة الدورية المستمرة. لدى هذه الشخصية أو الرجل الميكانيكي الآلي تيك توك، القدرة على العمل والكلام، كذلك التفكير لكن بطريقة منفصلة عن من حوله. وهو مضمون للعمل بشكل مثالي لمدة ألف عام. تيك توك الرجل الآلي غير قادر على عمل الصيانة الدورية المستمرة لنفسه، خصوصًا لأي من مفاصله والتي كانت تحتاج دائمًا للزيت لإزالة التصلب والصدأ منها. ليعود بعد عمل الصيانة اللازمة له من أصدقائه ويستمر في الكلام، لكنه ينطق بغباء تام في كثير من الأحيان بسبب توقفه عن العمل وعدم إدراكه لما حدث أثناء توقفه عن العمل. تيك توك رجل ميكانيكي ليس على قيد الحياة مثل البشر، فلا يشعر بأي مشاعر على الإطلاق. لكنه خادم صادق ومع ذلك فهو أحادي التفاعل والتفكير. كانت شخصية تيك توك من الشخصيات الرئيسة والأكثر بروزا في والت ديزني للأطفال عام 1985. الرجل الميكانيكي لم يكن مجرد شخصية كرتونية في سلسلة لقصص الأطفال، بل كان شخصية في فيلم صامت إيطالي عن عصابة إجرامية تستخدم روبوت ضخم لإحداث الفوضى. ولا يتم مكافحتها إلا عن طريق إنشاء روبوت جديد أضخم منها لهزيمتها والتغلب عليها. وكانت تلك الروبوتات العملاقة ذات قدرة وسرعة وقوة هائلة، تتميز بتصميمات هندسية خيالية. ظهرت الأفلام والشخصيات، التي تحاكي الرجل الآلي في قصص الخيال العلمي، وكان من أبرزها شخصية الشرطي الآلي عام 1987، والعديد من أفلام الخيال بعد ذلك، والتي تختتم بتغلب الإنسان على الآلة التي صنعها.

الروبوت أو الرجل الآلي هو آلة ميكانيكية قادرة على القيام بأعمال مبرمجة سلفًا، إما بتحكم وسيطرة مباشرة من الإنسان أو ذاتيًا بواسطة برامج الحاسب الآلي والذكاء الاصطناعي. وغالبًا ما تكون هذه المهام التي يبرمجها الإنسان لها على أدائها كأعمال شاقة أو خطيرة. مثل البحث عن الألغام على سبيل المثال أو التخلص من النفايات المشعة أو أعمالًا صناعية دقيقة وشاقة. ظهر مصطلح «روبوت» لأول مرة عام 1920، في أعمال الكاتب التشيكي كارل تشابيك (1890م - 1938)، والذي تنوعت أعماله الأدبية بين الأدب الواقعي والنقد الاجتماعي والخيال العلمي. وكان أول من أدخل كلمة «روبوت» أي الإنسان الآلي إلى اللغة العصرية. وترمز كلمة «روبوت» في اللغة التشيكية إلى العمل الشاق، إذ أنها مشتقة من كلمة «Robota» التي تعني العمل الإجباري. إن الروبوت والذكاء الاصطناعي هما مجالان مرتبطان ببعضهما البعض ولكنهما مختلفان تمامًا. ففي الروبوتات والتي تتضمن إنشاء آلة قادرة على أداء المهام دون تدخل من الإنسان، أو تلك التي يصعب على الإنسان أداؤها. في حين أن الذكاء الاصطناعي هو محاكاة للعقل البشري في الأنظمة لاتخاذ القرارات أو لتعلم الآلة. ويمكن للبشر دمج الروبوتات مع عناصر الذكاء الاصطناعي والعكس صحيح. إلا أن كليهما يمكن أن يوجدا معًا، لكنه عادة ما يكونان موجودان بشكل مستقل عن بعضهما البعض. وبالنسبة لمعظم الروبوتات والمصممة لأداء مهام بسيطة ومتكررة، ليست هناك حاجة إلى إضافة عناصر الذكاء الاصطناعي المتقدمة بها. ذلك لأن الواجبات والمهام المطلوبة منها غالبًا ما تكون بسيطة ويمكن التنبؤ بها ومبرمجة مسبقًا. ومع استمرار التكنولوجيا في التقدم على قدم وساق، يشعر بعض مصنعي ومنتجي الروبوتات بثقة متزايدة في رفع سقف إمكانيات الرجل الآلي في ظل ما يمكن تحقيقه من خلال تزاوج كلا من التخصصين الذكاء الاصطناعي والربوتات. فبين الخيال العلمي في المؤلفات الأدبية ومصانع هوليوود للإنتاج السينمائي الضخمة، الرجل الآلي والذكاء الاصطناعي إلى أين يذهب الإنسان بهما !!.