لم أعتد الكتابة عن شخص بعينه، إلا في حالات نادرة، غير أن وضعية لاعب فريق الشباب الدولي الكابتن فهد المولد دفعني لذلك، نظراً للزاوية الضيقة التي وضع فيها، بعد اختياره ضمن المجموعة الأساسية التي ستخوض عراك مونديال قطر، لكنه استبعد كإجراء احترازي، بعد فشله في اختبار المنشطات في وقت سابق من هذا العام، وكان يتعين على الجهات المسؤولة بالاتحاد السعودي عدم المجازفة في مثل تلك الأمور، لأن القرارات التي تصدر داخلياً قد لا تجد ذات القبول خارجياً، ولهذا لم نكن نتمنى أن يحيط بالمولد الأجواء التي عاشها ونعيد فتح صفحات الأمس، والأكيد أن الإجراءات التي تتخذ داخلياً ليس بالضرورة أن تجد ذات القبول عند جهات الاختصاص خارجياً، الجميع يتعاطف مع المولد لأنه وضع بصمة لن تنسى، بالهدف القاتل الذي سجله في مرمى المنتخب الياباني عندما ترجل من دكة الاحتياط في وقت حالك، وشارك في موقع السهلاوي ليسدد الهدف الخالد الذي وضعنا في منصة مونديال 2018م، المولد قصة جميلة بقدر عفويته وتراقصه وسط الميدان، ولهذا يفترض أن نحافظ على مكتسباتنا ومشاعر نجومنا، ونسلك المسارات ونغيب ندبات الحرج، للحفاظ على سمعة رياضتنا التي تجد اهتماما كبيرا من القيادة الحكيمة، الأمر الذي منحنا الفرصة لوصول فرقنا ومنتخباتنا لميادين عالية في دائرة التنافس العالمي، على أية حال تبقى أيام قلائل ونخوض المعترك الصعب، وستكون مواجهة كرواتيـا آخـر تجارب المنتخب السعودي قبـل المغادرة لقطر للمشاركة في كأس العالم، حيث يستهل مشواره 22 نوفمبر الجاري بمواجهة الأرجنتين، قبل نزال بولندا والمكسيك يومي 26 و30 من الشهر ذاته، وأعتقد أن المدير الفني الفرنسي رينارد ليس بغريب على أجواء العراك العالمي، حيث قاد منتخب المغرب في النسخة الماضية، وبالتالي يعرف تفاصيل الدهاليز وآلية التعامل مع اللاعب العربي، والأمل كبير بمشاهدة عطاء متكامل من جميع النواحي الفنية والبدنية، أعيد القول إذا خسرنا مشاركة المولد في مونديال الكبار، كسبنا عودة العابد صاحب التمريرة التي قدمها على طبق من ذهب للفهد، أسقطت اليابان وعانقنا المجد قبل أربع سنوات، عموماً الأمل كبير بالنقاد الرياضيين والجماهير بالتضافر، وجلب الهدوء على أجواء منتخبنا وتغييب الانتقاد غير المبرر وشحذ الهمم.