يمكن أن يساعدك اتخاذ 10000 خطوة في اليوم على العيش بصحة جيدة، ولكن بمدى السرعة التي تمشي بها، وذلك وفقًا لدراسة جديدة تبين أن المشي مفيد لصحتنا، إنما بطريقة محددة يجب أن نسلكها للقيام بذلك، كما يقول الباحثون.

يفيد الحفاظ على تردد معين واتخاذ عدد محدد من الخطوات ومواكبة وتيرة معينة في تقليل خطر الإصابة بالخرف وأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان، وحتى الوفاة المبكرة.

وبحثت دراستان حديثتان نشرتا في (JAMA Neurology) و(JAMA Internal Medicine) العلاقة بين عدد الخطوات اليومية وكثافة الخطوات وزيادة الفائدة الصحية، سواء كنت ملتزمًا بالفعل بالمشي اليومي أو تتطلع إلى البدء.

30 دقيقة مشي

يوصى بشدة بالمشي لمدة 30 دقيقة على الأقل يوميًا، يقول ماثيو أحمدي مؤلف الدراستين لصحيفة نيويورك تايمز إنه «ليس من الضروري أن تكون مشي متتالي مدته 30 دقيقة، بل يمكن أن يكون فقط في رشقات قصيرة هنا وهناك طوال اليوم».

ويضيف أن البالغين الذين اتخذوا 8000 خطوة أو أكثر في اليوم كان لديهم خطر أقل للوفاة على مدى العقد التالي من أولئك الذين ساروا 4000 خطوة فقط في اليوم، وفقًا للمعهد الوطني للصحة.

تجنب المرض

وبعد مراجعة بيانات المشاركين بعد ما يقرب من سبع سنوات، تم العثور على معظم الفوائد الصحية في أولئك الذين ساروا بسرعة أكبر.

وشملت هذه المجموعة أشخاصًا ساروا حوالي 80 خطوة في الدقيقة، مما قلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان والوفاة المبكرة أكثر من المجموعات الأخرى، حسبما قال مؤلفو الدراسة لشبكة (CNN). كما أثبت المشي بوتيرة أسرع أنه مفيد لتقليل خطر الإصابة بالخرف، وبـ112 خطوة في الدقيقة، تمكن الأفراد من تقليل خطر الإصابة بالحالة بنسبة 38 %. وجمعت كلتا الدراستين اللتين أجريتا في المملكة المتحدة، بيانات صحية من أكثر من 75000 شخصًا بين عامي 2013 و2015، وأعادت النظر في البيانات بعد سبع سنوات تقريبًا.

فوائد السرعة

من جهته، نصح مدرب اللياقة البدنية بلال الدوسري ممارسي رياضة المشي السريع، البدء بالمشي البطيء، فزيادة السرعة، لا بد أن يأتي بشكل تدريجي، بحيث يتم البدء بعشرة دقائق حتى يصل إلى 60 دقيقة، ويمكن زيادة المشي من خلال خطوات سريعة لدقيقتين، ثم خطوات بطيئة السرعة لأربع دقائق، مع تحريك الذراعين أثناء المشي، لزيادة إحراق السعرات الحرارية، وشد عضلات الذراعين.

ويضيف أن المشي السريع يقلل خطر الإصابة بالنوع الثاني من السكري، فهو يساعد في خفض مستويات السكر في الدم. كذلك يحد من التهاب المفاصل، ويساعد في خفض الوزن وبناء العضلات، ويقلل من الضغط على المفاصل، وزيادة قوتها، وبالتالي التخفيف من آلام الركبتين والظهر. كما أن المشي السريع يفيد في تقوية صحة القلب، وتعزيز صحة العظام، ويحد من الإصابة بهشاشة العظام، وأيضا يعمل المشي على تقوية صحة القلب، والتقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية، ويخفض مستوى ضغط الدم الانقباضي لدى النساء في مرحلة انقطاع الطمث، ولدى المصابات بارتفاع ضغط الدم. أما نفسيًا، فيقول إنه يعمل على تحسين جودة النوم، وزيادة ساعاته، ويعدل المزاج، ويسهم المشي السريع بصورة غير مباشرة في خسارة الوزن.